Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, July 27, 2021

الإخوان المسلمين في تونس, الى حيث ألقت رحلها أم قشعم

وصف الدبلوماسي الأمريكي في مدينة جدة هيرمان أيلتس أنه التقى حسن البنا أول مرة سنة 1948 في منزل الشيخ محمد سرور الصبان والذي كان مستشار الملك عبد العزيز آل سعود ومسؤولا عن ملف العلاقة المالية مع الإخوان المسلمين حيث كان حسن البنا زائرا منتظما الى السعودية من أجل قبض المال. والحقيقة أن حركة الإخوان المسلمين ليست إلا حركة وهابية ترتدي الطربوش والملابس العصرية بدلا من ملابس البدو التقليدية. فقد كانت الخطة البريطانية من أجل التحكم والسيطرة على المنطقة العربية حيث منابع النفط عبر بوابة الدين بإستخدام الإخوان المسلمين بعد فشل عبد العزيز آل سعود في السيطرة عليها عسكريا. فقد قدَّمت شركة قناة السويس مبلغ 500 جنيه مصري من أجل تمويل بناء أول مسجد يتبع الجماعة في مدينة الإسماعيلية على قناة السويس.

ولقد قامت الجماعة منذ تأسيسها سنة 1928 بأداء خدمات لاتقدر بثمن الى الإمبراطورية البريطانية ومن ثم الى الولايات المتحدة التي ورثت المستعمرات وجماعة الإخوان المسلمين من بريطانيا. بداية من تقديم الدعم الى الملك فاروق ومحاربة الحركات الشيوعية والقومية نيابة عن بريطانيا ومن ثم الحرب الأفغانية-الروسية في الثمانينيات والربيع العربي حيث كان المخطط الأمريكي هو تسليم تنظيم الإخوان المسلمين الحكم في عدد من الدول العربية خصوصا مصر,تونس, ليبيا, سوريا حيث توقف المشروع الأمريكي بسبب مقاومة الدولة السورية التي تجَّرَ الفكر القومي والعروبي فيها خلال عشرات السنين وأصبح من المستحيل إقتلاعه. الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حذَرَ الحكام العرب منهم الرئيس المصري السابق من معارضة المخطط الأمريكي, "إما الإخوان أو الفوضى" كما ذكر في كتاب الأرض الموعودة(Promised Lands).

تونس هي الدولة التي تم إختيارها من أجل بدء مشروع التعاون الأمريكي مع تنظيم الإخوان المسلمين حيث تم إطلاق أول بوادر الربيع العربي تحت مسمى براق ثورة الياسمين حيث تحوَّل الأمر الى نوع من الترويج التجاري, ماركة مسجلة تحت مسميات خادعة بداية من أوكرانيا مرورا بدول مثل تونس. برتقالية أو ياسمين لا يهم ولكن الهدف واحد وهو تقسيم المقسَّم وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد وتطبيق مفهوم الفوضى الخلاقة. وبعد بضعة سنين من أحداث 2010 في تونس, أصبح واضحا حجم الكذب والتدليس وتزوير الحقائق. البوعزيزي الذي أحرق نفسه وأشعل أحداث تونس لم يتعرض الى الضرب من شرطية البلدية التي كانت تقوم على تطبيق القانون والمحاكم قامت بتبرئتها من التهمة الإعتداء على البوعزيزي وصفعه على الوجه. الشعب التونسي الذي نجح في إجبار الرئيس زين العابدين على الهروب من تونس إستيقظ حتى يجد حركة النهضة, الفرع التونسي لتنظيم الإخوان المسلمين, تحاول السيطرة على مفاصل الحياة الاقتصادية, السياسية والإجتماعية في تونس. 

تنظيم الإخوان المسلمين وعلى عادتهم في تصفية خصومهم قام باغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد بواسطة أعضاء في ما يسمى تنظيم حماية الثورة الذي يعتبر الذراع العسكري للتنظيم في تونس وهم أشبه بتنظيم كتيبة العاصفة(SA), القمصان البنية والتي كان يتبع الحركة النازية الألمانية أو التنظيم الخاص الذي أسَّسَه حسن البنا وكان يتلقى الأوامر منه شخصيا. رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي كان يعيش في المنفى عاد الى تونس وأصبح رئيس البرلمان التونسي يمارس نفوذه في تمكين الإخوان من مفاصل الحكم في تونس وتأسيس نظام قمعي بإسم الله والدين. وقد نجح الرئيس التونسي قيس سعيد في وضع نهاية عشرية سوداء عاني من كابوسها الشعب التونسي طوال عقد من الزمان حيث أقال رئيس الوزراء, جمَّدَ البرلمان وأعلن حالة الطوارئ بسبب خلاف مع الغنوشي حول إستبدال وزراء تم إتهامهم بالفساد.

الشعب التونسي خرج في مظاهرات حاشدة مؤيدا قرارات الرئيس قيس سعيد وهاجم مقرات حزب النهضة وأحرق بعضها مما أدى الى توجيه راشد الغنوشي اتهامات الى المتظاهرين بأنهم مدفوعون من جهات خارجية. ولكن تلك التهم المعلَّبة الجاهزة يبدو أنها لا تشمل متظاهري حزب النهضة عندما تظاهروا ضد نظام زين العابدين ولا تشمل القناصة الأجانب الذي قبض عليهم التونسيون وهم يجولون المدن التونسية وبحوزتهم بنادق قنص ولا تشمل أداء فريضة الحج الى مقر منظمة أيباك في الولايات المتحدة مباشرة بعد هروب الرئيس التونسي وذلك من أجل تقديم فروض الولاء والطاعة.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment