Flag Counter

Flag Counter

Friday, July 30, 2021

الإعلام يكذب ويكذب ويكذب حتى يصدِّقَهُ الناس

هناك الكثير من المواضيع التي لا حصر لها يتلاعب بها الإعلام ويخفي الحقائق عن المتابعين حيث الكذب هو القاعدة الشائعة للعمل الإعلامي. الإعلام في عصرنا الحالي أصبح خاضعا بشكل كامل الى رؤوس الأموال حيث تتحكم ستة أو سبعة شركات تقريبا بأغلب وسائل الإعلام حيث إختفى مفهوم إعلام مستقل وأصبح من الماضي. وسائل التواصل الإجتماعي دخلت مجال الإعلام وبقوة مما يهدد عرش وسائل الإعلام التقليدية. مواطن باكستاني هو أول من غرَّدَ على تويتر حول العملية العسكرية الأمريكية في أبوت أباد التي نجحت في قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. كما أنَّ أغلب الأخبار الحصرية والمهمة أصبحت تنتشر في مواقع مثل فيسبوك وتويتر وحيث يمتلك أغلب النجوم والرياضيين والمشاهير صفحات شخصية ويجنون مبالغ طائلة من عائدات الدعاية. 

التغيُّر المناخي والإحتباس الحراري هي مواضيع جدلية تتلاعب بها وسائل الإعلام بإستمرار حيث كل وجهة نظر لها مؤيدوها وحيث تحول النقاش الى مايشبه الحرب الباردة. في كل يوم نسمع ونقرأ في الصحف والإذاعة وشبكة الإنترنت عن ذوبان الجليد في القطب الشمالي والجنوبي وأنَّ ذلك يهدد البشرية حيث سوف يرتفع مستوى الماء في المحيطات وتتحرَّر فيروسات قاتلة من الجليد وتؤدي الى هلاك البشرية. المشكلة أنَّ أنصار وجهة النظر القائلة بأن التغير المناخي من صنع الإنسان نتيجة حرق الوقود الأحفوري لم يجدوا من يمثِّل قضيتهم ويتحدث بإسمهم سوى المراهقة السويدية غريتا تونبرغ. بينما أحدث إنسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ ضجة دولية. ولكن ماذا عن البصمة الكربونية للمشاركين في تلك الإتفاقية وكمية الوقود الأحفوري التي تم استهلاكها ونتج عنه تلويث البيئة؟

السيارات الكهربائية هي مسألة أخرى ضحية التضليل الإعلامي. إن التحول الى الطاقات البديلة هي عملية بطيئة ومؤلمة قد تستغرق قرنا كاملا وعلى الرغم من ذلك لن يتم التخلي عن الوقود الأحفوري. إن البصمة الكربونية سوف تتحول من وقود السيارات الى توليد الكهرباء التي سوف تشحن بها بطاريات السيارات الكهربائية وبالتالي لن تختفي حتى لو تحولت البشرية بأكملها الى السيارات الكهربائية. ولكن ماذا عن الباصات والشاحنات والطائرات التجارية والحربية وحاملات الطائرات والسيارات العسكرية؟ وهناك عائق السعر المرتفع للسيارات الكهربائية حيث يبلغ ثمن بعضها 100 ألف دولار مما يعني أن شركات صناعة تلك السيارات تحاول سحب البساط ماديا من شركات النفط حيث أنك سوف تدفع مقدما المال الذي يتم توفيره نتيجة التقليل من إستهلاك الوقود الأحفوري الذي سوف يصب في حسابات أشخاص مثل إيلون ماسك بدلا من شركة إكسون موبيل. إذا القضية ليس لها علاقة بأمور مثل الإهتمام بالبيئة والحد من الاحتباس الحراري بل يتم استغلالها من قبل أشخاص مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك الذين يتهربون من الضرائب ويهدرون مليارات الدولارات في التنافس في رحلات فضائية لا طائل منها.

إنَّ وسائل الإعلام الرئيسية مازالت مستمرة في الكذب حول الأسباب الحقيقية لإنتشار الجوع وحصول مجاعات في مختلف دول العالم. وكما نعلم فإنَّ الجوع هو رديف الفقر والذي هو رديف الجريمة والمرض والقائمة تطول. الإعلام لا يتحدث عن مساحات شاسعة من غابات الأمازون تم القضاء عليها من أجل إقامة مزارع تربية الماشية وعن أراضي زراعية تقليدية تم تحويلها الى تربية المواشي في مزارع صناعية تفتقر الى أدنى الشروط الإنسانية والبيئية. حتى انه هناك ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية تم تخصيصها من أجل زراعة علف الماشية مما أدى الى تراجع المحاصيل التقليدية مثل الحبوب خصوصا القمح. إستئصال المساحات الخضراء خصوصا غابات الأمازون التي توصف بأنها رئة العالم يعتبر من الأسباب التي تساهم في التغير المناخي. كما أن وسائل الإعلام تتجاهل المساحات الشاسعة التي يتم إستخدامها من أجل زراعة محصول الذرة وقصب السكر من أجل إستخدام تلك المحاصيل في إنتاج الوقود الحيوي(إيثانول-85) خصوصا في البرازيل والهند حيث تعاني مساحات الزراعة التقليدية ضغطا متزايدا. 

إن وسائل الإعلام تكذب وتكذب وتكذب حتى يصدقها الناس وتلك أصبحت السِّمة المميزة للعمل الإعلامي. الدول الصناعية تلقي اللوم على دول العالم الثالث خصوصا الصين, الهند وباكستان في قضايا التغير المناخي والاحتباس الحراري وتتحدث عن الإنفجار السكاني وتحديد النسل من أجل الحفاظ على موارد الأرض. ولكنهم في الوقت نفسه يتجاهلون أن الأنماط الإستهلاكية التي يتبعونها وأصابت الشعوب الأخرى عبر العدوى هي السبب الرئيسي في المشاكل التي يعاني منها كوكب الأرض مثل الجوع, التغير المناخي والاحتباس الحراري. دول غربية تلقي ملايين الأطنان من الحبوب في المحيط وتتلف محاصيل زراعية بدلا من التبرع بها للدول الفقيرة من أجل الحفاظ على مستوى سعري منخفض. حتى في مجال الصحة, يتم إرسال أدوية منتهية الصلاحية أو على وشك الإنتهاء الى الدول الفقيرة في إفريقيا وآسيا بدلا من التخلص منها الذي سوف يكون مكلفا ماديا.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment