Flag Counter

Flag Counter

Friday, July 30, 2021

الجمهورية الفرنسية, الوجه الأخر

كتبت عدد من المواضيع تناولت من خلالها مسلمي أوروبا وانتقدت تصرفاتهم وسلبياتهم وانشغالهم بتوافه الأمور وأن بضاعتهم سوف ترد اليهم وأنَّ الديمقراطية الأوروبية سوف تنقلب عليهم. كما كتبت أن تصرفاتهم سوف تؤدي الى إستفزاز الأقليات الصامتة التي سوف تشعر بتهديد مصالحها وهويتها القومية مما سوف يؤدي الى انحرافها الى أقصى اليمين وإعادة إحياء الأحزاب اليمينية والفاشية. كتبت أنَّ تصرفات خرقاء مثل إغلاق الشوارع العامة ومحطات قطار الأنفاق من أجل أداء فريضة الصلاة التي يمكن أداؤها في المنزل سوف يؤدي الى نتيجة عكسية.

أوروبا بدأت تشهد عودة الأحزاب الفاشية واليمين المتطرف خصوصا في دول تعتبر معاقل كاثوليكية مثل إيطاليا وفرنسا بينما عاود النازيون الجدد الظهور في دول مثل ألمانيا. فرنسا أقرَّت مؤخرا قانون مكافحة الإنفصالية والذي يستهدف المسلمين رغم أنَّ الحكومة الفرنسية تنفي ذلك. كما أن الوجبات التي تقدَّم الى تلاميذ المدارس الفرنسية تحتوي جميعها على لحم الخنزير. الرئيس الفرنسي برَّرَ تلك القوانين والإجرائات بأنها من أجل الحفاظ على الجمهورية وقيم العلمانية والثورة الفرنسية. سوف نفترض أن هناك تلميذاً فرنسيا مسيحياً كاثوليكي المذهب لديه حساسية من اللحوم أو أنه نباتي, ماذا سوف يأكل خلال يومه المدرسي؟ حتى أنه على ما أعتقد في السجون, أصبحت جميع الوجبات تحتوي على لحم الخنزير. 

ولكن قانون مكافحة الإنفصالية وإجبار التلاميذ على أكل لحم الخنزير ليست الإجرائات الوحيدة التي تتخذها السلطات الفرنسية ضد المسلمين. فقد قامت السلطات الفرنسية بطرد عدد من أئمة المساجد بسبب تلاوتهم آيات قرآنية تتعارض مع قيم الجمهورية الفرنسية خلال خطبة عيد الأضحى. وقبل ذلك رفضت منح الجنسية الى مهاجر جزائري لأن زوجته الفرنسية لا ترتاد المسابح العامَّة. كما باركت الحكومة الفرنسية مسجدا أسَّسَه شخصان من الشواذ جنسيا ومسجدا أخر كانت تقود صلاة الجماعة فيه إمرأة.

إنَّ كل ذلك يجري والجمعيات الإسلامية في فرنسا مشغولة في الصراع على السلطة والنفوذ وأموال التبرعات وفشلت رغم عدد أتباعها الكبير في إحداث أي تغيير حقيقي في السياسة الفرنسية تجاه المسلمين أو ترشيح عدد من النواب المسلمين الى البرلمان أو تأسيس جماعة ضغط(لوبي) إسلامية. تلك الجمعيات هي نفسها باركت إمامة المرأة الصلاة ومسجد الشواذ واعتبرته دليلا على التسامح. إن كل ما يجري في فرنسا سوف يؤدي الى مزيد من تقوقع المسلمين ولجوئهم الى بعضهم البعض والى السكن في غيتوهات والإنعزال وبالطبع الى مزيد من التطرف.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment