مظاهرات الجامعات الأمريكية المؤيدة للقضية الفلسطينية سوف تفشل في فرض تغيير حقيقي على أرض الواقع في المواقف الأمريكية المؤيدة للكيان الصهيوني وعدوانه على قطاع غزة, الضفة الغربية, بناء مستوطنات في القدس, سوريا, لبنان وحتى دولة قطر قصفها مؤخرا. إن ذلك ينطبق على مظاهرات الشوارع في المدن الأمريكية والأوروبية كذلك في الشرق الأوسط. رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوف يأمر قواته البحرية والقوات الخاصة بالتصدي لأسطول الحرية والتضامن الدولي وفك الحصار عن قطاع غزة وسوف يقتل متضامنون وسوف تندد وتشجب وتستنكر دولهم ذلك وتطالب نتنياهو بالإعتذار لكنه سوف يمسح مؤخرته بكل تلك المطالبات ويستمر في عدوانه.
إن تلك نظرة سوداوية متشائمة, أعلم ذلك. ولكن نابعة من حقائق على الأرض لا يمكن إنكارها. خروج مظاهرة ضخمة مؤيدة أو معارضة لأي قضية ليس مهمة مستحيلة ولا يحتاج إلا الى إعلان على بعض مواقع الإنترنت عن فرصة عمل بأجر يومي يزيد أو ينقص وذلك يعتمد على ثراء وكرم الجهة الممولة. إن ذلك كان السمة الغالبة في المظاهرات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة وفي الغالب حتى المظاهرات المعارضة لها. إن تلك المظاهرات لم ولن تنعكس على التركيبة السياسية في الكونغرس ومجلس الشيوخ التي سوف تستمر في تأييد إسرائيل على حساب الحقوق العربية والفلسطينية. نتيجة تلك المظاهرات صفر وأي تغيير مؤقت سوف تنجح المنظمات المؤيدة للكيان الصهيوني في إمتصاص الصدمة وردها الى خصومها مضاعفة.
هناك سبب رئيسي وراء كل ذلك وهو غياب الوعي الحقيقي والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية. مظاهرات الجامعات لم تتحرك إلا بسبب العدوان الأخير على غزة خلال الفترة التي أعقبت عملية السابع من أكتوبر أي أنها هبة مؤقتة سوف تنتهي بعد إستنفاذ صلاحيتها وزخمها وذلك ما بدأنا نلاحظه بالفعل. المنظومة الديمقراطية في الولايات المتحدة فشلت في حماية حق حرية التعبير الذي كفله الدستور والمنظمات واللوبيات المؤيدة لإسرائيل تسرح وتمرح بدون حسيب أو رقيب وتضغط على الشركات حتى لا تقبل توظيف مؤيدين للقضية الفلسطينية وتهدد الناطين وتتنمر عليهم الكترونيا وعلى الأرض. المنظومة الديمقراطية في الغرب فشلت على العموم في حماية حرية التعبير التي يكفلها الدستور. الحكومة البريطانية إعتقلت 900 متظاهر في أحد المظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني وقطاع غزة.
التاريخ وصل الى مرحلة أعتقد أنه لا يمكن معاكستها وأتمنى أن أكون مخطئا في ذلك ولكن الوقائع لا تشير الى ذلك. اليهود يعملون منذ آلاف السنين على إحكام سيطرتهم على العالم منذ مرحلة النفي البابلي والآشوري حيث تعلموا الممارسات التجارية والربوية في المنفى وكتبوا كتبهم المقدسة بعد عودتهم حتى تكون دليل عمل للأجيال الكاملة من اليهود. السيطرة الإقتصادية, المالية والسياسية لليهود على العالم لم تكن أمرا دبر بليل أو من فراغ هكذا بين يوم وليلة. لا أعلم سبب إستغراب البعض مما يفعله اليهود من إجرام في فلسطين, اليمن, العراق, سوريا وغيرها من البلدان. اليهود قتلة الأنبياء فقد قتلوا العشرات من الأنبياء الذين أرسلهم الله اليهم كما حاولوا إغتيال النبي محمد عليه الصلاة والسلام في أكثر من مناسبة.
تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment