ربما مهمة طالبان ليست الصراع مع إيران ولكن إبقاء باكستان تحت السيطرة مع العلم أنها(باكستان) قوة نووية. الولايات المتحدة تركت خلفها قواعد عسكرية كاملة بأسلحتها, دباباتها والطائرات تسلمها مقاتلي حركة طالبان تسليم مفتاح. كمية أسلحة خفيفة ومتوسطة, مركبات عسكرية ومدرعات وطائرات قيمتها ٨٥ مليار دولار. الحقيقة أن القوات الأمريكية كانت قادرة على تدمير جميع تلك الأسلحة أو إعادتها الى الولايات المتحدة أو أحد القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة حول العالم. القوات البريطانية قبل انسحابها من أفغانستان دمرت جميع قواعدها العسكرية وفككت الخيام والأعمدة الحديدية التي تحملها وحتى سكاكين المطبخ قامت بتدميرها وبالتالي فإن أي حديث عن عدم إمتلاك القدرة أو الوقت لإتلاف الأسلحة والعتاد العسكرية يعتبر سخافة وهراء.
الأجهزة الأمنية الباكستانية خصوصا إستخبارات الجيش هي المسؤولة عن تأسيس حركة طالبان في أفغانستان من طلاب المدارس الدينية في باكستان وأفغانستان خصوصا منطقة بيشاور الحدودية بين البلدين. الفترة التي أعقبت خروج قوات الجيش الأحمر السوفيتي من أفغانستان شهدت فوضى أمنية غير مسبوقة حيث أن أصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم وحاولت قوات قلب الدين حكمتيار الإستيلاء على العاصمة كابول التي كانت تحت سيطرة أحمد شاه مسعود وزير الدفاع الأفغاني. العاصمة كابول دمرت على رؤوس سكانها بسبب القصف والمعارك. الملا عمر قام بتأسيس حركة طالبان ردة فعل على خطف فتاة من أحد امراء الحرب الأفغان ومحاولة ضبط الفوضى الأمنية أو تلك هي الرواية التي نشرتها وسائل الإعلام.
باكستان لن تسكت عن محاولات تحجيمها أو الحد من نفوذها في المنطقة. دولة الكيان الصهيوني لديها مشكلة مع دولة نووية(إسلامية) والإعلام يروج دائما سيطرة متشددين إسلاميين على الحكم في باكستان والاستيلاء على الأسلحة النووية. ميزان القوى بين باكستان وأفغانستان يجعل من المقارنة أمر مضحك خصوصا بعد الضربات القوية التي وجهتها باكستان الى الهند في أخر جولات النزاع العسكري المستمر منذ سنة ١٩٤٧م. الجيش الباكستاني قادرة بواسطة سلاح الطيران والمدفعية والصواريخ على مسح حركة طالبان من على وجه الأرض خصوصا أن الأجهزة الأمنية الباكستانية متغلغلة في حركة طالبان منذ عقود.
الصراع بين البلدين سببه تنظيم حركة طالبان-باكستان التي لديها إمتداد في منطقة القبائل الحدودية خصوصا قبيلة الباشتون التي تعتبر العمود الفقري للطالبان الذين ينتمون الى تلك العرقية المعروفة بقوة شكيمة أفرادها وبأسهم وقدرتهم على القتال في ظروف التضاريس الوعرة والظروف الجوية المختلفة. مقاتلي طالبان-باكستان يقومون بغارات وحرب عصابات ضد القوات الباكستانية والسبب غير واضح. ربما هناك نوايا الانفصال والانضمام الى أفغانستان أو تطبيق الشريعة كما ينشرون في تصريحاتهم. باكستان تتهم الهند بأنها تقدم الدعم الى تنظيمات عسكرية معارضة مثل طالبان-باكستان رغم أن باكستان تدعم عدد من التنظيمات الإرهابية مثل عسكر طيبة والحزب التركستاني المعارض ضد الصين وذلك رغم إنكار الحكومة الباكستانية.
أفغانستان أرض قاومت الغزاة بداية من الإسكندر المقدوني, البريطانيين, الإتحاد السوفيتي والناتو بقواته على رأسها الجيش الأمريكي ولم يتمكنوا من احتلالها أو الإستمرار في البقاء فيها. أفغانستان لديها لقب هو (محطمة الإمبراطوريات). هناك مصالح دول كبرى في المنطقة تتصارع فيما بينها. الصين لديها مشروع الحزام والطريق ومصلحة في ميناء جوادر الباكستاني. روسيا لديها خاصرة ضعيفة على الحدود بينها وبين أفغانستان والصين تجعلهم يشعرون بالقلق. كما أن مشاريع أنابيب النفط والغاز القطرية والتركية التي من المفترض أن تمر من خلال أفغانستان سوف تؤدي الى تراجع حاد في الطلب على منتجات الطاقة الروسية, النفط والغاز.
تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment