Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, October 29, 2025

رسالة الى الإعلامي السوري سمير متيني

كنت أشاهد حلقة للإعلامي السوري المقيم في ألمانيا سمير متيني يتحدث عن تاريخ الأكراد في منطقة الشرق الأوسط وأن إتفاقية سايكس بيكو قسمت الأكراد وشتتهم بين أربعة دول هي: سوريا, العراق, إيران وتركيا وأن القضية الكردية أقدم من القضية الفلسطينية وأن الأكراد كانوا في السابق قبل مئات السنين دولة قوية ممتدة في سوريا والعراق وتركيا وحتى حدود إيران.

وعلى الرغم من إحترامي للإعلام والإعلاميين حتى لو كانوا يخالفون وجهة نظري فهم في النهاية يتبعون جهة ما تمولهم ويعبرون عن وجهة نظرها, إلا أنهم أحيانا ينساقون في نقاشات أقل ما يمكن أن أوصفها بأنها منحرفة وغير منطقية أو بعبارة أخرى مفضوحة. هناك مشروع دولة كردستان الكبرى والقوى الغربية تعلن عنه صراحة وقد دعا جنرال المخابرات السعودية المتقاعد أنور عشقي في ندوات ومؤتمرات صراحة قبل عدة سنين الى إقامة دولة كردستان الكبرى.

إن أي حديث عن تقسيم أو تجزئة سوف يثير غضب الكثير من الوطنيين. المشكلة ليست في التقسيم بحد ذاته من ناحية المبدأ ولكن في تبعاته وآثاره التي تستمر لفترات زمنية طويلة ثم يكون هناك تقسيم جديد وتبعات وأثار دموية وهكذا.

هناك مقاطعة كيبيك في كندا والتي كانت تحت السيطرة الفرنسية ثم استولت عليها بريطانيا ويتحدث أهلها اللغتين الإنجليزية والفرنسية. الانفصال عن الدولة الأم كندا وتأسيس دولة مستقلة طرح مرتين في إستفتاء عام والنتيجة فشل مساعي الأحزاب الانفصالية في كيبيك بفارق أصوات بسيط. المثير للاستغراب هو أن العرب والمسلمين كانوا من المصوتين في غالبيتهم على الانفصال وأن تصبح كيبيك دولة مستقلة. إسكتلندا دولة مستقلة ولكن ليس سياسيا حيث أنها جزء من الإتحاد البريطاني الذي يشمل إنجلترا, جزء من إيرلندا, ويلز واسكتلندا. وكما حصل في كيبيك فإن مساعي الأحزاب الانفصالية في إسكتلندا فشلت. الحياة في كيبيك وإسكتلندا استمرت بشكل طبيعي بدون أثار سياسية, إقتصادية وإجتماعية والأخيرة هي الأهم. الأحزاب المعارضة استمرت في معارضتها والانفصاليون مازالوا يحلمون بتحقيق مطالبهم واللغة الفرنسية معتمدة الى جانب اللغة الإنجليزية في كيبيك و جوني والكر مازال مستمرا في صناعة أفضل ويسكي في العالم حيث تبلغ قيمة مبيعاته السنوية أكثر من ٦ مليار دولار.

القضية الفلسطينية مقدسة وأقدم من أي قضية مظلومية في العالم لأنها مرتبطة بمقدسات المسلمين المسجد الأقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. المقارنة بينها وبين أي قضية أخرى سوف تكون ظالمة وغير عادلة.تخيلوا لو يعود العالم جغرافيا وسياسيا في حدوده الى ثلاثة آلاف سنة وذلك هو السبب الذي جعل من الإعلامي سمير متيني يتحدث عن مظلومية الأكراد وأنهم إذا لم يحصلوا على حقوقهم فإنهم يستندون تاريخيا في حقهم الحصول على دولة مستقلة الى أنهم قبل أكثر ربما من ألفي عام كانوا دولة قوية ممتدة في المنطقة في سوريا, العراق, تركيا والى مناطق من الحدود الإيرانية.

تخيلوا الدول المصرية القديمة أيام الفراعنة التي كانت ممتدة من مصر الى السودان, فلسطين وسوريا أو الإمبراطورية الرومانية التي كانت تحكم تقريبا ربع مساحة الكرة الأرضية أو الإمبراطورية الفارسية أو الأدهى والأمر الإمبراطورية العثمانية أعداء سمير متيني وخصومه الأزليين. تخيلوا أن رئيس مصر عبد الفتاح السيسي يطالب بحكم السودان وفلسطين وسوريا باعتبار أن دولة الفراعنة قبل أكثر من ألفي سنة كانت تسيطر على تلك المناطق وأنها كانت ضمن أراضيها أو ربما يطالب أردوغان بعودة دولة الخلافة وتاريخ وجودها قريب الى سنة ١٩٢٤م حيث أعلن مصطفى كمال أتاتورك عن الغائها رسميا. تخيلوا أن أردوغان يطالب بعودة بلغاريا واليونان بإعتبارهم أراضي كانت تحت حكم العثمانيين ستة قرون أي ٦٠٠ سنة, خمسة عشرة جيلا من اليونانيين والبلغار عاشوا تحت حكم الدولة العثمانية, اليسوا عثمانيين؟

الشعوب في إيران, تركيا, سوريا والعراق ليست مسؤولة عن مشكلة الأكراد والمسؤول هو البريطانيون وتحديدا الجاسوسة البريطانية غيرترود بيل أو الملقبة أم المؤمنين خاتون مستشارة وزير المستعمرات البريطاني و رئيس الوزراء لاحقا ونستون تشرشل. غيرترود بيل التي كانت تحمل لقبا أخر هو صانعة الملوك هي التي رسمت حدود المنطقة خصوصا العراق والأردن وهي المسؤولة عن تقسيم الشعب الكردي بين أربعة دول. سوريا معرضة الى التقسيم وذلك مشروع صهيوني-غربي قديم منذ أيام برنارد هنري لويس وصموئيل هيغنيغتون وعلى الجميع التحلي بالمسؤولية لمنع ذلك أو الحد من أضراره وآثاره الى أقل مستوى ممكن. أن تكون سوريا دولة ديمقراطية تساوي بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات وأن يكون هناك جيش وطني وجهاز امن مهمته حماية البلاد والمواطنين وليس اضطهادهم وسجنهم في المعتقلات والتدخل في كل صغيرة وكبيرة حتى أنه في سوريا لا يمكن بيع أو شراء العقارات بدون الحصول على موافقة أمنية. إن تلك هي سوريا التي تكون للجميع وليس لأسرة أو بضعة أفراد وإلا فإن الحل الأخر سوف يكون الغرق في مستنقع من الدماء والحروب لا ينتهي.

تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة

الوطن أو الموت

النهاية

No comments:

Post a Comment