مازالت الأحداث تثبت الغباء السياسي الذي قامت به حركة حماس في عملية السابع من أكتوبر وأن المستفيدين من تلك العملية هم رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو, روسيا بوتين و إيران. الشعب الفلسطيني فقط دفع ومستمر في دفع ثمن الدم ولم يحصد أي نتيجة إيجابية من تلك العملية الحمقاء. حماس وجميع التنظيمات والحركات الإسلامية على العموم المهم هو الكرسي والحكم. حماس وقعت في الفخ سنة ٢٠٠٧ وقبلت الدخول في اللعبة الانتخابية وفازت بأغلبية في المجلس النيابي وبدأت في ممارسة حكم إقصائي وقررت سنة ٢٠٠٧ أن تستولي على فلسطين صراحة وانقلبت على الشرعية الانتخابية وكانت السبب في الإنقسام الفلسطيني, الضفة الغربية وقطاع غزة.
جيش الإحتلال الصهيوني دمر قطاع غزة على رؤوس سكانه, ٨٠% من مباني قطاع غزة مدمر كليا أو جزئيا وغير صالح للإستخدام. أكثر من ٦٠ ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والإصابات الخطيرة والمفقودين والجثث التي مازالت تحت الأنقاض. البنية التحتية مدمر تماما والإحتلال الصهيوني قصف المستشفيات والمدارس والخيام التي تؤوي النازحين والمناطق التي أعلنها أمنة قصفها ولم يترك جريمة حرب لم يرتكبها بدون محاسبة أو مساءلة من المجتمع الدولي و مؤسساته. مظاهرات الجامعات والتحركات في الدول الغربية وسفن كسر الحصار ليست إلا بروباغندا إعلامية ودعاية وليس منها أي نتيجة حقيقية على أرض الواقع وذلك يعود الى عدد من الأسباب.
السبب الأول هو أن تحقيق أي تقدم حقيقي في القضية الفلسطينية يحتاج الى معرفة عميقة بتاريخ تلك القضية من جميع النواحي الدينية, التاريخية, السياسية, الإقتصادية وحتى تركيبة السكان الإجتماعية. إن أغلب النشطاء والمشاركين في تلك التحركات والمظاهرات ليس لديهم الحد الأدنى المطلوب من المعرفة بتاريخ فلسطين والأمر بالنسبة لهم هبة شعبية وسوف تنتهي وتذوب في ذاكرة النسيان مع مرور الوقت.
السبب الثاني هو المنظمات الصهيونية الفاعلة للغاية والقوية في التمويل والدعاية التي تعمل في الولايات المتحدة وأوروبا على قمع وإسكات أي صوت حر ينادي في سبيل القضية الفلسطينية حتى لو كانت تغريدة على تويتر أو تدوينة على فيسبوك. هناك منظمات صهيونية تتبع المظاهرات والتحركات الطلابية وتحتفظ بجميع الفيديوهات التي ينشرها نشطاء أو وسائل الإعلام على وسائل التواصل الإجتماعي وتتعرف بتقنيات متقدمة ذات إستخدام عسكري على أولئك الأشخاص وأماكن سكنهم وعملهم وتطلب من مؤيديها ملاحقتهم وإزعاجهم وتطلب من الشركات طردهم من وظائفهم وإلا سوف يطالبون بمقاطعتها ومحاسبتها بتهمة معاداة السامية.
السبب الثالث هو استخدام أكذوبة المحرقة في قمع أي صوت حر يعمل في سبيل القضية الفلسطينية وتوجيه تهمة معاداة السامية اليه. الدول الأوروبية تعتبر إنكار المحرقة أو التشكيك فيها جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن والغرامة أو كلتا العقوبتين. التشكيك في المحرقة يعني إنكار العدد المعلن للضحايا اليهود في أفران الغاز المزعومة وهو 6 ملايين. إن أي شخص يتحدث عن أرقام ضحايا هتلر والنازية الحقيقية من اليهود سوف يتعرض الى حملة تخوين وتشكيك بتهمة معاداة السامية والمحاكمة. كما أن الهولوكوست(المحرقة) مجرد أكذوبة سمجة وصلت الوقاحة الى درجة أنه حتى إستخدام كلمة (هولوكوست) في وصف أي جريمة قتل جماعية أخرى أو جرائم الحرب في أي مكان من الأرض يعتبر معاداة للسامية وتزوير للتاريخ ويطالبون بمحاكمته.
القضية الفلسطينية قضية نبيلة وحقيقية ولكن الطرق التي يعملون عليها خاطئة تماما و عشوائية غير منظمة. الصهيونية العالمية تتلاعب بالرأي العام العالمي والمحلي حتى اليهود تتلاعب بهم ولا مانع من التضحية باليهود أو التلاعب بالدين والتواره في سبيل تحقيق هدف سياسي بينما العرب يملكون المال ولا يملكون الإعلام وأموالهم مودعة في بنوك المرابين الدوليين. العرب خلال عشرات السنين لم ينجحوا في بناء لوبيات قوية وفعالة في الولايات المتحدة خصوصا في نظام التعليم المدرسي والجامعي وليس لديهم فكرة عن التحكم في الرأي العام الأمريكي ولا سيكولوجية الجماهير. كما أن العرب فشلوا في بناء إعلام قوي في الولايات المتحدة وأوروبا يدافع عن قضاياهم وحقوقهم ويتمكن من التأثير على الرأي العام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
الإعلام الغربي المنافق يتجاهل القضية الفلسطينية خصوصا الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال المساعدات حيث يتوفى يوميا مواطنون فلسطينيون في قطاع غزة من المجاعة ونقص الأدوية. رؤوس الأموال اليهودية تسيطر على الإعلام وتتحكم في الرأي العام. أطفال غزة يموتون جوعا وصور هياكل عظمية تنتشر في وسائل إعلام مختلفة و منصات التواصل الإجتماعي ولا أحد يتحرك بينما كان أخبار المجاعة المزعومة في سوريا تنشر ٢٤/٧ ولكن في الوقت نفسه هناك صور أخرى للجوعى وهم يقيمون حفلات الشواء والعزائم والولائم.
تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment