الولايات المتحدة لا يمكن أن تستمر من دون حروب وأزمات وتدبير انقلابات هنا وهناك وكل ذلك يمر من خلال مصطلحات براقة ومفاهيم معلبة جاهزة مسبقا, ثورات ملونة أو ربيع عربي, ديمقراطية وحرية. تخيلوا أن الولايات المتحدة دبرت إنقلابا في دولة غواتيمالا سنة ١٩٥٤ ضد رئيس منتخب ديمقراطيا جاكوبو أربينز لأنه أمم مزارع الموز التي تملكها شركة الفواكه المتحدة التي كان يملك أسهمها الإخوة دالاس, جون وزير الخارجية و آلان مدير وكالة المخابرات المركزية. دولة كوبا كانت دائما ضحية محاولات إنقلاب وغزو أمريكية لأن فيديل كاسترو قام بتأميم مصالح وشركات المافيا الأمريكية وأغلق كازينوهات القمار التي كانت تملكها في كوبا.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يقبل الجلوس دون عمل وذلك يعني دون حرب وكما يقول مثل شائع "اليد البطالة نجسة." دونالد ترامب أنهى الصراع الذي إستمر ٣٠٠٠(ثلاثة آلاف) عام في الشرق الأوسط وقرر أن يبدأ صراعا أخر أو يشعل النار من تحت الرماد في أمريكا اللاتينية التي لم تهدأ فيها الحروب منذ ذلك اليوم الملعون الذي اكتشف فيه كريستوفر كولومبوس أراضيها. إتهامات مجانية لها علاقة بالمخدرات يوزعها الرئيس الأمريكي ضد رئيسي فنزويلا و كولومبيا والجيش الأمريكي يستعرض عضلاته بقصف قوارب صيد بتهمة مشاركتها في تهريب المخدرات الى الولايات المتحدة رغم أن ذلك مستحيل من الناحية الفنية. القوات الأمريكية تتواجد حاليا في ترينداد على بعد عشرة كم من سواحل فنزويلا تجري تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية.
الرئيس الكولومبي الذي يعتبر مؤيدا قويا للقضية الفلسطينية صرح بمسؤولية مكتب مكافحة المخدرات الأمريكي(DEA) عن تجارة وتهريب المخدرات وذلك له خلفية تاريخية. إبن بابلو إسكوبار صرح منذ بضعة سنين أن أشهر تاجر مخدرات كولومبي كان يعمل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(سي أي إيه) في تهريب الأسلحة الى ميليشيات الكونترا في نيكاراغوا.
الصحفي الأمريكي غاري ويب كشف سنة ١٩٩٤ في سلسلة تحقيقات صحفية عن تعاون وكالات أمنية ومكتب مكافحة المخدرات الأمريكي مع ميليشيات الكونترا في تمويل عمليتها ضد الحكومة الشرعية المنتخبة في الأكوادور من عائدات المخدرات التي كانت تقوم بتهريبها الى الولايات المتحدة. ميليشيات الكونترا كانت تتعاون مع عصابات سينالوا في المكسيك و بابلو إسكوبار في كولومبيا بمعرفة كاملة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومكتب مكافحة المخدرات الأمريكي. غاري ويب عثر على جثته مقتولا في منزله بعدة طلقات في رأسه وسجلت القضية إنتحار!!؟؟
الولايات المتحدة لا يمكنها توجيه الاتهامات بامتلاك أسلحة الدمار الشامل أو أسلحة كيميائية الى كولومبيا أو فنزويلا و تطبيقا للمثل "ياما في الجراب يا حاوي" فقد أخرج الحاوي دونالد ترامب كرت المخدرات من جرابه ضد الدولتين.
تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment