حكومات دول الغرب وأوروبا تحاول دائما البحث عن كبش فداء أو شماعة يعلقون عليها أخطائهم وفشلهم في معالجة ملفات مهمة مثل الإقتصاد, التضخم وجشع كبريات المصارف والبنوك الاستثمارية. الغرب يعاني من انخفاض معدل المواليد الجدد الى مستويات خطيرة تهدد الحضارة الغربية بالإنقراض أو تحول أوروبا الى يوروبيا(EUROPIA). كبش الفداء هو المهاجرين والهجرة خصوصا من الدول الإسلامية والقارة الإفريقية. المسألتان تسيران بالتوازي, إنخفاض نسبة الخصوبة وبالتالي معدل المواليد الجدد يعني تعويض ذلك من خلال الهجرة. المهاجرون مسألة وجود بالنسبة الى الأوروبيين بسبب الحاجة الى قوى عاملة لاستبدال العدد المرتفع من المتقاعدين واستمرار أنظمة تقاعد مستقرة وثابتة.
أفلام دعائية و بروباغندا مصدرها دول أوروبية ودول مثل كندا تصرح بأن معدل المواليد الجدد في بعض الدول انخفض الى مستوى كارثي وأنه قريبا جدا سوف يصبح ذلك غير قابل للإصلاح. إن نسبة الخصوبة في اليونان ١.٣, إيطاليا ١.٢, إسبانيا ١.١, الولايات المتحدة ٢.١ ونيوزيلندا ٢. الأفلام تحذر من الهجرة الإسلامية وإرتفاع نسبة الخصوبة للأسر المهاجرة. الحد الأدنى الضروري للحفاظ على حضارة أو دولة من الإنهيار هو ٢.٢ نسبة الخصوبة.
نعم بلا شك فإن ملامح القارة الأوروبية تتغير تدريجيا بسبب عدد من العوامل والهجرة ليس العامل الوحيد. هناك عدد كبير من اللاجئين والمهاجرين من مستعمرات أوروبية سابقة في الشرق الأوسط وإفريقيا. العبث الأوروبي في تلك الدول كان السبب في موجات اللجوء والهجرة. القادمون الجدد مدفوعين بأسباب تتعلق بنقص الفرص في بلدانهم بينما تعتبر الحروب التي يشعلها الصراع على الموارد سببا رئيسيا. اتفاقيات التجارة الحرة تعاملت مع دول العالم الثالث معاملة غير منصفة مما أدى الى تفاقم المشكلة الاقتصادية. القطاع الزراعي في دول إفريقية تعرض الى أضرار بالغة حيث تمنع اتفاقيات التجارة الحرة والجات الحكومات من تقديم الدعم الى المزارعين بينما تسمح بدخول المحاصيل من الدول الأوروبية التي تعفى من الضرائب بالإضافة الى تقديم الدول الأوروبية الدعم الى القطاع الزراعي. هناك ٥٠٠ الف هكتار من الأراضي الزراعية الغير مستغلة في القارة الإفريقية وتلك مساحة تعادل مساحة دولة المكسيك.
القطاع الزراعي يعني توفير فرص هائلة غير مقتصرة على مجال الزراعة والتي تعتبر أساسية في نهضة أي دولة. هناك فرص عمل في الزراعة, مزارعين وتسويق محاصيل زراعية. هناك أيضا صناعات كاملة تعتمد على القطاع الزراعي وتوفير فرص عمل لعدد كبير من الأشخاص وإستثمارات هائلة ذات عائد مرتفع. مصانع تعتمد على الصناعات الزراعية في تصريف الفائض من الإنتاج وتصدير ذلك الفائض الى دول أخرى. صناعات الأسمدة الزراعية والتغليف والتعبئة تعتمد أيضا على القطاع الزراعي. الصادرات الزراعية تعتبر أساسية في تحقيق نهضة صناعية ودول القارة الإفريقية تمتلك إمكانيات هائلة غير مستغلة في ذلك المجال.
إن الدعوات الى تحديد النسل والدعاية عن تزايد عدد السكان وتأثير ذلك على المناخ, البيئة والموارد تعتبر مضللة ولا تعتمد على بيانات وإحصائيات حقيقية وإنما تستهدف دولا مثل الصين, الهند, دول إفريقية وذلك لأسباب سياسية وإقتصادية. أوروبا تعيش على نهب منظم للموارد في دول مستعمراتها السابقة وذلك أمر ليس خفيا وإعترف به رؤساء فرنسيون سابقون مثل جاك شيراك وفرانسوا ميتران. إن الإستغلال الأمثل للموارد الزراعية والصناعية في دول القارة الإفريقية والشرق الأوسط قادرة على إمتصاص الزيادات السكانية المستقبلية بكل كفائة. المغرب تعتبر منتج رئيسي للفوسفات الذي لا يمكن الإستغناء عنه في صناعة الأسمدة. دول إفريقية أخرى لديها موارد مهمة مثل النفط, الكوبالت, الألماس والذهب ولكنها تعرضت الى النهب المنظم والمستمر من شركات عابرة للقارات تسرق تلك الموارد مقابل أسعار بخسة وتحقق أرباح طائلة.
المهاجرون والاجئون لا يسرقون الوظائف من السكان المحليين إنما يقدمون مساهمة إيجابية في الإقتصاد ويشغلون وظائف في قطاع الرعاية الصحية مثل التمريض والرعاية اليومية للعجزة وكبار السن لا تثير اهتمام السكان المحليين. إنجازات ومساهمات مهمة من القادمين الجدد في دول مثل الولايات المتحدة خصوصا في مجال التكنولوجيا. غوغل, إيباي, باي بال, فيسبوك وغيرها ساهم مهاجرون في تأسيسها. الأتمتة والتكنولوجيا مثل الروبوتات تساهم في تقليص عدد الوظائف المتاحة وليس الهجرة والمهاجرين.مساهمات المهاجرين في نظام المعاشات التقاعدية يفوق عدد العاطلين عن العمل وهو أمر يركز على اليمين السياسي المتطرف ولكنه يستخدم معلومات تضليلية وكاذبة في محاولة تقديم صورة نمطية سيئة عن الهجرة والمهاجرين.
تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment