Flag Counter

Flag Counter

Monday, October 6, 2025

تونس والربيع العربي(١)

إنَّ نسبة الفقر في تونس سنة ٢٠١٠ قبل إندلاع أحداث الربيع العربي أو "ثورة الياسمين" ٤% مقارنة من ٢٠% في بريطانيا و ١١% تقريبا في الولايات المتحدة حيث كان ٤٠ مليون أمريكي يعيشون على كوبونات الطعام الحكومية. كانت ترتيب تونس في جودة التعليم السابعة عشرة عالميا و السابعة في الرياضيات. إن نسبة ٦٠% من طلاب الجامعات كان من الإناث. تونس كانت تعتبر أمنة للغاية حيث يندر وقوع الجرائم خصوصا العنيفة والتي إن وقعت كان الحديث عنها يستمر أسابيع بسبب ندرة وقوعها. السياحة في تونس كانت قطاعا مزدهرا وتونس قبلة السياح خصوصا الأوروبيين. المرأة في تونس كانت تتمتع بحقوقها كاملة في مثال غير موجود في أي دولة عربية بما فيها دول كانت تنتحل صفة العلمانية مثل سوريا و تركيا بينما على أرض الواقع مخالفة لذلك تماما.


وسائل الإعلام المختلفة التي تدار من غرف إعلامية تضمن عدم خروج أحدهم عن الخط المرسوم للأحداث أخفت تلك المعلومات وضللت المشاهدين. تونس بلد علماني يمارس العلمانية كاملة حيث ممنوع تعدد الزوجات وارتداء الحجاب أو النقاب في المؤسسات الحكومية أو التي تتلقى تمويلا حكوميا. إطالة اللحية كانت تحتاج الى تصريح أمني وصلاة الجماعة ممنوعة. نظام الحكم في تونس كان يعتبر الدين أمر خاص بالمواطنين من الممكن التعبير عنه بالأعمال الصالحة وليس ارتداء رموز دينية تعتبر بمثابة إعلان موقف سياسي معارض للحكومة يسعى الى الاستيلاء على السلطة. لقد كان من الطبيعي أن تقمع الحكومة من يحاول أو تعتقد أنه يحاول الإستيلاء على الحكم سواء كان بلحية أو من دون لحية.


إن تونس تعتبر أخر حصن مقاومة ضد الوهابية السلفية والتطرف الديني الأعمى.  الحرية السياسية في تونس كانت مقيدة ولكن النظام الحاكم لم يسعى الى أن يحكم الشعب أخلاقيا وهناك تساهل في تونس في مجال الأخلاقيات خصوصا العلاقات بين الرجال والنساء وحتى علاقات الشذوذ الجنسي. ولكن ذلك أمر يمكن ملاحظته في دول مثل المغرب التي يحكمها حزب العدالة والتنمية الأصولي الإسلامي وتعتبر الدعارة مرخصة أو أن الحكومة تتغاضى عنها حتى أكون أكثر دقة.  تركيا يحكمها أيضا حزب تحت مسمى العدالة والتنمية وتمارس الحكومة تساهلا في الأخلاقيات مثل الدعارة المرخصة, محلات المساج المختلطة, حقوق الشواذ وبيع الخمور.


الثورات كانت نهاياتها سيئة ونتائجها سلبية والحكم عليها(الثورات) يكون من خلال النتائج وليس النوايا أو فيديوهات مرتزقة وسائل التواصل الإجتماعي. الثورة الفرنسية التي يلقبها البعض بسبب الجهل "أم الثورات" إنتهت الى عهد الإرهاب ومقتل عشرات الألاف من الفرنسيين إعداما على المقصلة وقتلى نتيجة أعمال الفوضى. الثورة ضد آل رومانوف في روسيا القيصرية كانت نتيجتها حكم لينين وستالين, أجهزة الأمن المرعبة ومقتل مايزيد عن 20 مليون مواطن سوفياتي.  الثورة الإيرانية والتي لم تكن نتيجة إنقلاب عسكري إنتهت الى حكم الملالي الذين علقوا خصومهم على المشانق.


الإسلاميون منهجهم العنف والشعوب التي أيدت الثورات تحت تأثير غسيل الدماغ الذي قامت به قناة الجزيرة والعربية وغيرها إكتشفت أنها استبدلت نظاما قمعيا سياسيا بنظام قمعي آخر ولكن ديني.  الإسلاميون كانوا يزدرون النظام التونسي بسب بتعامله مع الغرب ولكنهم هم أنفسهم كانوا على تواصل مع الغرب وحتى اللوبي الصهيوني في أمريكا حيث سافر زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي الى أحد ملتقيات أيباك(اللوبي اليهودي) وألقى محاضرة هناك في أول زيارة خارجية له بعد هروب زين العابدين بن علي وانتصار ثورة الياسمين المزعوم.


تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية


عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة


الوطن أو الموت


…يتبع…


No comments:

Post a Comment