Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, April 29, 2020

إعلام التفاهة في زمن الكورونا

أزمة فيروس كورونا منحت العديدين فرصة ينتظرونها من أجل إبراز مواهب التفاهة والسطحية التي يتمتعون بها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي أو مواقع مشاركة الفيديوهات مثل موقع يوتيوب. مئات الساعات من الفيديوهات تصف وبشكل متكرر وممل الطريقة المثلى لغسل اليدين. أي شخص يرغب في زيادة عدد متابعي قناته ينشر فيديو عن غسل اليدين ويذكر أي معلومات عامة من تلك النوعية التي نسمعها بشكل متكرر. وسائل الإعلام دخلت على الخط عبر نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة والحرب النفسية والهدف هو نشر الخوف من أجل زيادة السيطرة والتحكم وتحقيق أجندات سياسية. وسائل إعلام أمريكية تقف وراء حكومتها في نشر التفاهة من أجل تحقيق أهداف سياسية لا تخفى على الكثيرين.
الصين أحد الدول التي تم استهدافها عبر شن حملة إعلامية تتهمها بأنها مسؤولة عن نشر فيروس كورونا وأنها أخفت الحقائق ودمرت عينات فحوصات بعض المرضى وتلاعب في المعلومات وتأخَّرت في إبلاغ منظمة الصحة العالمية والدول الأخرى فيما يتعلق بإنتشار الفيروس في الصين وأبقت حركة السفر من والى ووهان مفتوحة على الرغم من فرض حظر تجول وحجر صحي على المدينة. قنوات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى موقع يوتيوب شاركت في الهجوم على الصين وأن فيروس كورونا هو عقوبة من الله على الصين لأنها تضطهد المسلمين الإيغور وأن الفيروس لن يصيب المسلمين. ومن ثم تم إجراء تعديل بسيط على المحتوى بأن الفيروس لن يصيب المسلمين الإيغور حيث لايمكن التأكد من تلك المعلومة تحديدا ولذلك تم إستخدامها بذكاء.
هناك دول مثل اليونان, نيوزيلندا وحتى تايوان وهي الأقرب جغرافيا الى الصين قد بدأت باتخاذ إجرائات وقائية في مرحلة مبكرة من إنتشار أخبار ظهور فيروس غامض في الصين. تلك الإجرائات تضمنت إجرائات مثل تشديد الفحص الطبي في المطارات, التباعد الإجتماعي, منع التجمعات والإحتفالات ولكنها لم تفرض حظرا للتجول أو تغلق الأنشطة والمصالح التجارية. تلك الدول لديها أقل عدد من الإصابات والوفيات مقارنة مع دول مثل إيطاليا وإسبانيا. لايمكن إخفاء المعلومات في عالم يتضاءل حجمه باستمرار بسبب التقدم في تكنولوجيا الإتصالات والمواصلات وسرعة نقل البيانات والمعلومات بفضل شبكة الإنترنت. حتى دولة مثل الصين لايمكن أن تقوم بذلك أو تستمر في القيام به الى فترة زمنية ممتدة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون وسياسيين إيطاليين أذهلوا العالم بنظرياتهم حول فيروس كورونا مما أدى الى استفحال انتشار الفيروس واقتراب الأنظمة الصحية في بلدانهم من الإنهيار. دونالد ترامب بحث عن شماعة يعلق عليها أخطائه حيث لم يجد أفضل من الشماعة الصينية لأنه وكما يعلم الجميع, موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية قد أصبح قريبا. ولكن خبراء الصحة العامة والأخصائيين ذكروا أن الفيروس قد انتقل الى الولايات المتحدة من أوروبا وليس من الصين حيث بدأ بالانتشار في مدينة نيويورك والتي تعتبر بؤرة الوباء في الولايات المتحدة. دونالد ترامب وفي أحد مؤتمراته الصحفية تسائل عن إمكانية شرب المطهرات مثل ديتول أو حقنها في الجسم من أجل علاج فيروس كورونا. رئيس وزراء بريطانيا رفض القيام بأي إجرائات إستثنائية وروَّج نظرية مناعة القطيع قبل أن يدعو الى إتخاذ إجرائات مشددة ويصاب هو لاحقا بفيروس كورونا. بوريس جونسون الذي يسعى الى إعادة انتخابه سوف يستغل حالة التعاطف الشعبي مع رئيس الوزراء البطل الذي صارع الفيروس الفتاك وهزمه. سياسيون إيطاليون قللوا من خطورة الفيروس خشية من قاعدتهم الإنتخابية لو تم فرض حظر صحي أو إغلاق الأنشطة التجارية.
إن خطورة فيروس كورونا هي في سرعة انتشاره وليس في عدد الضحايا أو وصفه بأنه فيروس قاتل حيث يحتاج المرضى الى رعاية طبية ومتابعة حثيثة وهو ماسوف لن يكون متوفرا في حال زيادة عدد الإصابات عن قدرة النظام الصحي على استيعابها وعلاجها. في إيطاليا, نصف عدد الوفيات كان في دور المسنين ومن كبار السن وممن لديهم مشاكل مرضية أضعفت مناعتهم أو مشاكل في القلب. في إسبانيا, توفي عدد كبير من نزلاء دور رعاية المسنين خصوصا أن المشرفين عليهم قد تركوا أماكن عملهم والتزموا منازلهم خوفا من العدوى. ولكن الوضع في إيطاليا أو إسبانيا يشهد تحسنا بسبب نظام الرعاية الصحية الشامل. هناك بارقة أمل حيث بدأ عدد الإصابات والوفيات ينخفض. بينما في الولايات المتحدة, هناك أكثر من مليون إصابة. كما أن نظامها الصحي متهالك وليس لديها نظام رعاية صحية شامل مثل كندا, نيوزيلندا ودول أوروبية مما أدى الى زيادة عدد الإصابات. إن عدد الإصابات والوفيات في الصين هو ما يزيد من غضب الرئيس الأمريكي 84 ألف والوفيات 4600 حيث تثير سرعة سيطرة الصين على الوباء أنه كان تجربة صينية أو حتى حرب بيولوجية صينية ضد الولايات المتحدة وأوروبا وأن الصين لديها العلاجات واللقاحات ولكنها لاتشارك بها مع الدول الأخرى.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment