لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة ولكن هناك أمر ما يحاك في الخفاء والهدف هو الوطن العربي الغني بثرواته الطبيعية خصوصا النفط والذي هو عصب الاقتصاد العالمي. البداية من الحرب العالمية الأولى, وعد بلفور واتفاقية سايكس-بيكو مرورا بالحرب العالمية الثانية والمشروع الأمريكي من أجل تصفية الإمبراطورية البريطانية والفرنسية وغيرها من الإمبراطوريات حتى لايكون هناك قوة تنافسها في السيطرة على العالم. الولايات المتحدة تشعل الحروب في سبيل مصلحتها ومصلحة شركات, مؤسسات وبنوك وول ستريت ثم تفرض عقوبات على الأطراف المتحاربة بعد أن تكون قد أضعفتهم جميعا حتى تبتلعهم الواحد تلو الأخر.
فرنسا تحاول المشاركة في تلك النزعة التوسعية حيث تعتبر الشرق الأوسط وإفريقيا ساحتها الجيو-سياسية الرئيسية, ثروات من نفط والماس وذهب يسيل لها اللعاب.حتى أن فرنسا قد قامت بتوجيه النقد الى المملكة العربية السعودية بسبب تأخر الأخيرة في دفع مبلغ 100 مليون دولار نفقات قوة مكافحة الإرهاب في إفريقيا التي تعتزم فرنسا قيادتها. لو أنهم ينفقون تلك الأموال في مشاريع تنموية وبنى تحتية مثل محطات المياه والصرف الصحي والجسور والإتصالات, لتم القضاء على الإرهاب في إفريقيا. ولكن فرنسا تتواجد في إفريقيا بسبب الثروات الطبيعية والمعادن خصوصا البترول, الذهب, الألماس, النحاس والحديد وليس بسبب القلق على مصير ومستقبل شعوب القارة السمراء.
أول الطريق من أجل القضاء على الإرهاب هو القضاء على الفقر ومن ثم نشر التعليم ومكافحة آفة البطالة التي تفتك بالطاقات الشابة وتجعلهم أهدافا سهلة لتجنيدهم من شبكات الإرهاب مع وعدهم بقصور في الجنة وحوريات مع وصيفاتهم. شباب لا يملك سكنا خاصا ولا يستطيع الزواج سوف ينخدع بسهولة أمام كلام معسول يتفوه به من تكون صناعة الكلام هي حرفتهم ومهنتهم. الإرهاب هو صناعة أمريكية-أوروبية مشتركة, بريطانيا وفرنسا تساهمان مع الولايات المتحدة في تجنيد وتدريب وتمويل الإرهابيين خصوصا حركة داعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة. إن أهداف التدخل الفرنسي في مالي ليست إنسانية وليس لها بحقوق الإنسان ولا دموع التماسيح التي تُذرف في وسائل الإعلام الفرنسية على حالة البؤس التي وصل إليها من كانوا هم أغنى دولة على وجه الكرة الأرضية.
الولايات المتحدة أشعلت حرب تقسيم يوغسلافيا وموَّلت مقاتلي عصابات وقطاع طرق يحملون بطاقة إسلامية من أجل أن يقوموا بالهجوم على ثكنات الجيش الصربي وجنوده وقوافل إمداداته ويستجروا ردة فعل عنيفة وقد كان لهم ماأرادوا. قيادة قوات الناتو في يوغسلافيا كانت تعلم أن جيش تحرير كوسوف ليسوا إلا عبارة عن شراذم عصابات قطاع طرق وتجار مخدرات ومجرمين وقتلة محترفين متحالفين مع تنظيم القاعدة ورغم ذلك فقد كانوا يتلقون الدعم من قوات الناتو التي كانت تسهِّلُ لهم تحركاتهم وطرق إمداداتهم.الدول الغربية دائما تحاول ما أمكنها إستخدام الصاعق الإسلامي لتفجير الوضع الداخلي في أي بلد ما أمكنهم ذلك ثم يبكون ويتناوحون في وسائل الإعلام على إغتصاب المسلمات والتطهير العراق بحق المسلمين. وعلينا أن نتذكر دائما أنه لايمكن خوض حروب إنسانية حيث تحترم معاهدات الأسرى وحقوق الإنسان. الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية هدمت مدنا المانية كاملة على رؤوس سكانها حيث قتل عشرات الآلاف من السكان بدون أن يكون هناك هدف عسكري واحد يستحق ذلك.
وسائل الإعلام العربية المشغولة بتوافه الأمور وسفاسفها من برامج تلفزيون الواقع وأخر أخبار طلاق وزواج المطربين والمطربات تستنكر الأصولية الإسلامية والإرهاب الإسلامي وتستخدم مصطلح الدولة الإسلامية في العراق والشام من أجل وصف تنظيم داعش وذلك خطأ لا يرتكبه إلا أحمق أو شخص خبيث له غاية وهدف, الإسلام ليس له علاقة بأجندات تنظيمات الإسلام السياسي الخبيثة التي تخدم غاياتها وأهدافها ومصالحها الضيقة وبالتأكيد مصالح الدول الغربية. جيل الماكدونالدز في الوطن العربي مشغول بالمظاهرات والاعتصامات التي يتم تقديمها له تحت مسميات براقة مثل الربيع العربي والثورات الملونة, جيل جاهل وتافه يعتقد بأن الحرية هي مهاجمة الممتلكات العامة والخاصة وتخريبها وحرقها نكاية في الرئيس أو الملك الذي يرفض التنحي عن الحكم وترك الكرسي.
المعارضات العربية من الخليج الى المحيط ومن البحر الى النهر هي سلطة مع وقف التنفيذ ولن تغير في نواميس الحكم وهي لا ترغب في ذلك. المعارضة العراقية لم تكن أفضل في تعاملها مع الشعب العراقي من نظام الحكم السابق والمعارضة التونسية التي يتزعمها حزب النهضة, أحد أفرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وكذلك المعارضة السورية التي لم يكن لديها أي مانع من التعاون حتى مع دولة الكيان الصهيوني للوصول الى الكرسي حيث أصبحت الخيانة وجهة نظر.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment