لست أعلم عن أي حرب عالمية ثالثة يتحدث ذلك المدعو طلال أبو غزالة والعالم الآن في حالة حرب بسبب فيروس كورونا. الشوارع فارغة, المحلات مغلقة, والجشع هو سيد الموقف. المشكلة التي حاول بعض رجال الأعمال إيصالها ومنهم حسين صبور ونجيب ساويرس أنه لايمكن الإستمرار في حالة الإغلاق وحظر التجول لفترة زمنية طويلة وأن مصر أو أي بلد يطبق تلك الإجرائات بدون أن يأخذ في الإعتبار العواقب أو يكون جاهزا لها سوف يفلس. دول مثل السويد اتخذت بعض الإجرائات خصوصا العمل والتعليم عن بعد وتوصيات حظر السفر الى بلدان بعينها وإجراءات أخرى مثل منع التجمع لأكثر من 50 شخصا. ولكن تلك الإجرائات لم تصل الى إعلان قوانين عسكرية وحالة طوارئ وحظر التجول الكامل كما يحصل في بعض البلدان العربية ودول أوروبية.
إن أزمة فيروس الكورونا يتم استغلالها من أجل تمرير أجندات إعلامية. لقد تم توجيه الانتقادات الى ساويرس وصبور دون الأخذ في جوهر تلك التصريحات خصوصا من وسائل إعلام تتبع تنظيم الإخوان المسلمين ولجانهم الالكترونية التي لم تقم بتوجيه الإنتقادات الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لم تختلف تصريحاته عن نجيب ساويرس وحسين صبور وغيرهم من رجال الأعمال. المشكلة في مصر هي انخفاض الوعي والرقابة الذاتية على عكس السويد التي يتميز سكانها بارتفاع الوعي حيث يحافظون على المباعدة الإجتماعية قدر الإمكان ويلتزمون التعليمات الحكومية. كما أن البنية التحتية في مصر ودول عربية أخرى خصوصا في مجال الإتصالات لا تحتمل ملايين الأشخاص يعملون عن بعد.
ولأن شرُّ البلية مايضحك, يتحدث مسؤولون في دول عربية وغربية عن القضاء على الفيروس رغم علمهم بإستحالة ذلك وأن تفشي الفيروس لا يمكن كبح جماحه مهما بلغت الإجرائات وهما كانت الإمكانيات المخصصة. حتى قضية اللقاحات والعلاجات هي مثيرة للضحك. وأكثر ما يثير الضحك فيها هو أن الفيروس يتحور بسرعة شديدة حيث يقال أن الفيروس الذي إنتشر في إيطاليا مختلف في تركيبته الجينية عن ذلك الذي انتشر في الصين. ولذلك فإن لقاحا يعالج فيروس كورونا والذي يمتلك تسلسلا جينيا محددا قد لا ينفع في علاج فيروس كورونا متحور تختلف تركيبته الجينية عن الفيروس الأصلي. كما أن عملية إيجاد لقاح أو علاج قد تستغرق فترة تمتد الى سنتين والعالم لايمكن أن يستمر في الحجر وقوانين منع الخروج كل تلك الفترة.
ولكن أزمة فيروس كورونا كانت فرصة لاتعوض بالنسبة الى فئتين اثنتين: الأولى هي تجار الحروب ومصاصي الدماء من تجار المواد الطبية والغذائية, والثانية هي مهرجون إعلاميون يطلقون على أنفسهم ناشطين على وسائل التواصل الإجتماعي. تفسيرات غريبة للفيروس منها أنه عقوبة الهية ضد الصين بسبب الإضطهاد المزعوم لمسلمي الإيغور أو بسبب عصيان البشرية وأنه يشبه طوفان نوح . وهناك من بدأ يقدم نصائح طبية حول معالجة فيروس كورونا وأنه العبقري الذي سوف يقدم حلا ينقذ البشرية وهراء لا نهائي من مهرجين سواء أشخاص عاديين أو رجال دين ومحور الحديث هو فيروس كورونا. وفي دول أوروبية صرنا نشاهد التهافت وحتى الشجار ليس على مواد غذائية أو تموينية أو مواد طبية, بل على ورق محارم الحمام. ولكن أخلاق الدول من أخلاق مواطنيها. حتى حكومات دول غربية وأوروبية تقوم بالسطو على على الإمدادات الطبية المتجهة الى دول أخرى تحت ذريعة مكافحة التهريب.
حتى قضية رفع الأذان في دول أوروبية التي هلل لها الكثيرون, قنوات يوتيوب يديرها مشعوذين ودجالين تهلل للموضوع كأنه إنجاز شخصي. ولكن الكلام سوف يكون بعد إنتهاء الأزمة لو كانت أوروبا سوف تستمر في السماح برفع الأذان في المساجد من مكبرات صوت خارجية أم لا. الله يعلم مافي النفوس وهو يعلم بمن يسرقون ويتاجرون بإسمه ومن يحاولون التشبه بالممثل عادل إمام في فيلم مرجان أحمد مرجان حين تمرض إبنته وبقية القصة التي يرويها الفيلم من قيامه بالصلاة وإرسال مصريين الى الحج.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment