Flag Counter

Flag Counter

Thursday, April 2, 2020

إعلام الراقصات في مصر, محمد قنديل نموذجا

عالم السياسة ليس فيه دين ولا ملة ولا مذهب, ليس فيه غير المصالح. مثال بسيط, هو أنه خلال أيام حكم الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي, هاج الإعلام المصري المعارض له وماج وثارت ثائرته بسبب قرض صندوق النقد الدولي لأن الفائدة حرام ورئيس مصر محمد مرسي هو عضو في تنظيم الإخوان المسلمين الذي يتاجر في الدين. ونبش الإعلام المعارض فيديو قديم حين كان محمد مرسي نائبا في البرلمان وهو يتحدث عن طلب مصر قرضا من صندوق النقد الدولي وان الفائدة حرام الى آخره من تلك المصفوفة الدينية التي كان مرسي أول من خالفها حين أصبح رئيسا وطلب قرضا بلغ 12 مليار دولار من تلك المؤسسة المالية الربوية. وخلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي, وافق صندوق النقد الدولي على طلب قرض تقدمت به مصر بلغ 12 مليار دولار على دفعات. وعندها, صمت الإعلام المصري صمت القبور ولم يعد أحد يتحدث عن الفائدة والقروض الربوية وفق مبدأ, حلال علينا حرام عليهم.
مثال آخر هو الطبيب المصري باسم يوسف والذي كان له برنامج سياسي ساخر على عدة قنوات منها أون تي في والتي استقال منها ليقدم برنامج من خلال محطة سي بي سي ثم محطة إم بي سي حتى توقف البرنامج. برنامج "البرنامج" الذي كان يقدمه باسم يوسف ليس من بنات أفكاره بل هو منسوخ جريا على عادة العرب في نسخ أفكار الآخرين وذلك من برنامج سياسي ساخر "The Daily Show" والذي كان يقدمه الإعلامي الأمريكي الشهير جون ستيوارت. برنامج باسم يوسف كان يجد قبولا شعبيا عند المصريين لأنه يسخر من الرئيس المخلوع محمد مرسي والإخوان المسلمين بشكل رئيسي. ولكن الحالة المزاجية تغيرت عندما بدأ باسم يوسف في برنامجه يسخر من الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي وبعض رموز نظامه من إعلاميين وسياسيين. حتى أن باسم يوسف سخر من محطة سي بي سي المصرية التي كان يقدم فيها برنامجه ومن مالكها فتم الغاء برنامجه وطرده من القناة.
محمد قنديل نموذج آخر من إعلام الراقصات وهتك الأعراض والفجور في الخصومة وهو للأسف من سلبيات الحقبة الناصرية التي لها مالها وعليها ماعليها. محمد قنديل من مخلفات تلك الحقبة وهو يقدم برنامجا على اليوتيوب, "لسعة قنديل." قنديل البحر يوزع لسعاته هنا وهناك ضد كل من يزعم أنه تطاول على السعودية بالدرجة الأولى ثم مصر حيث حول قناته الى ناطق بإسم السعودية. وفي أحد الفيديوهات, قام قنديل البحر بمحاولة لسع الفنان السوري دريد لحام بسبب لقاء على محطة الميادين تحدث فيه عن دولة ما, أنذرهم دونالد ترامب صراحة أنها غير قادرة على البقاء أسبوعا واحدا بدون الحماية الأمريكية. ولأنه هناك بطحة على رأس قنديل البحر, فقد سارع الى التَّحسيس عليها وأتحفنا بفيديو يصرِّحث فيه أن تلك الدولة هي السعودية وأن تصريحات ترامب صحيحة وأنه تم الرد عليها من مسؤولين حكوميين سعوديين رفيعي المستوى. وهاجم في الفيديو سوريا وتحدث في الفيديو ونقل عدة تصريحات من مسؤولين روس وإيرانيين تناولوا الشأن السوري من غير أن يرفق تلك التصريحات صوتا وصورة أو مصدرا صحفيا رصينا ومعتمدا.
حرب الإشاعات والتلفيق ونشر الأخبار الكاذبة هي أمر يبرع فيه المصريون ذوي المخيلة الواسعة وهم القادرين على أن يهدموا أنقاض بلد ما ويقيموا مكانه بلدا جديدا على صفحات الصحف وفي وسائل الإعلام ويقنعوا القطيع بتلك الفكرة ويجعلوا الناس تصدقهم. بينما على أرض الواقع, كل ذلك محض هراء. ومنذ أيام نكسة 1967 وإقناع المصريين بمئات الطائرات الإسرائيلية التي أسقطتها الدفاعات الجوية المصرية بينما كانت تلك الطائرات تدك المطارات المصرية وتدمر طائرات سلاح الجو المصري على الأرض, لم يتغير ذلك الأسلوب الذي أقل مايوصف فيه أنه رخيص. ولقد صدمت من امتهان المصريين للكذب حتى في حرب رمضان/1973 حيث قرأت في كتاب الصحفي البريطاني باتريك سيل, "الأسد, الصراع على الشرق الأوسط," أن الرئيس المصري أنور السادات قد كذب على حلفائه السوريين وقدم لهم خطة مضللة بإسم "غرانيت/2" بينما عمل هو وقادته على خطة أكثر تواضعا هي "المنارات العالية/المآذن العالية" حتى يقبل السوريون ممن كانت لديهم ملاحظات حول جهوزية الجيش المصري القتالية لتنفيذ تلك الخطة  في أن يخوضوا الحرب مع مصر. النتيجة كانت ثغرة الدفرسوار وحصار الجيش الميداني الثاني ومعارك ضارية على الجبهة السورية حيث تم إيقاف جيش الإحتلال الصهيوني عند خط الدفاع الذي أقيم قرب قرية سعسع التي تقع في ريف العاصمة دمشق.
هناك الكثير من تصريحات الرئيس الأمريكي التي تنسب إليه والمهينة ليس فقط للعرب بل حتى لحلفائه من الأوروبيين. بعض تلك التصريحات المزعومة هو تشبيه السعودية بأنها مثل البقرة الحلوب وأنه سوف يتم ذبحها عندما يجف ضرعها, هو تصريح منسوب إليه زورا وهو لم يصرح بذلك. ولكن هناك عدد من التصريحات المنسوبة اليه صوتا وصورة ضد السعودية على وجه الخصوص حيث لم يتم الرد عليها إلا بخجل وتم الإيعاز الى الذباب الالكتروني السعودي اللعب على وتر الخلاف سني/شيعي وبهجوم إعلامي على بلدان عربية مثل سوريا وحتى مصر بلد محمد قنديل لم تسلم من ذلك. وبالطبع, لم يرد قنديل الذي أصبح لا يرى, لا يسمع ولا يتكلم.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment