أثناء إجتماع دار في مكتب كوفر بلاك الذي يشغل منصب رئيس عمليات مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمعروف إختصارا بمركز مكافحة الإرهاب), ذكر جاري سشورين أحد أوائل ضباط الوكالة الذين يتم إرسالهم إلى أفغانستان, وذالك نقلا عن بلاك " تناقشت بخصوص ذالك مع الرئيس, وهو موافق تماما. مهمتكم أن تجدوا أسامة بن لادن وكبار معاونيه وتقتلوهم ", " لا أريد بن لادن ومجرميه مقبوضا عليهم. أريدهم قتلى. أحياء وفي السجن هنا في الولايات المتحدة فسوف يصبحون رمزا, مركز جذب لإرهابيين أخرين. هم قاموا بالتخطيط وتنفيذ جريمة قتل ألاف من مواطنينا. يجب أن يتم قتلهم. أرغب برؤية صور لرؤوسهم على الحراب. أرغب برأس إبن لادن أن يشحن إلى الولايات المتحدة في صندق مليئ بالثلج الجاف. أرغب في أن أكون قادرا على عرض رأس بن لادن على الرئيس. لقد وعدته على القيام بذالك " توقف للحظة ثم تابع قائلا " هل جعلت نفسي واضحا "
وقد قام بلاك في حديث لصحيفة النيويوركر منتشيا بوصف المصير الذي ينتظر بن لادن حيث ذكر " سوف تحتاج لبعض الحمض الوراثي " كما قال حيث يحتاج العالم لإثبات أن بن لادن تم ذبحه. " هناك طريقة بسيطة للقيام بذالك. أمسك بمدية(سكين طويلة) وإجتز رأسه, وسوف تحصل على دلو مليئ بالحمض الوراثي لتشاهده وتفحصه. إن ذالك يتغلب على فكرة حمل الجسم كله والرجوع به ".
مقدمة بسيطة قد تسهم في توضيح حقيقة الحاصل لجثة الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أو قد تسهم في المزيد من الجدل حول أسباب عدم نشر صورة واحدة لجثته بعد العملية التي كانت نتيجتها مقتله, أو قد تسهم في المزيد من الغموض والجدل.
هناك العديد من الروايات حول مقتل إبن لادن وماهو مصير جثته, فهل تم نقل الجثة وإلقائها في بحر العرب بعد مراسم دفن إسلامية كما زعم وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا في كتابه (حروب تستحق المجازفة)؟ أم كانت في طائرة الهيلوكبتر التي تحطمت حين محاولتها إعادة الإقلاع بعد إنتهاء العملية كما في رواية تزعم صحف ومجلات ومواقع إخبارية عربية أنها نقلا عن إحدى زوجاته؟ أم أن الحقيقة تقع بين الروايتين وتجمع عناصر من كل منهما؟ وهل من المعقول أن الولايات المتحدة التي إستعرضت بجميع من تمكنت منهم من أعدائها بداية بصدام حسين والقذافي وسابقا تشي جيفارا وأظهرت مقتلهم بأبشع صورة وتشفت بهم وسائلها الإعلامية, تخفي عن جمهورها وإعلامها صور مقتل عدوها الأول على قائمة المطلوبين؟
تلك كانت المقدمة فماهي تفاصيل مقتل العدو رقم واحد (١) على قائمة المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية؟
بينما كانت الولايات المتحدة تواصل محاولات إصطياد أعدائها ممن تصفهم بالرهابيين, كان عدوها الأول الذي يظن أنه مختبئ في كهوف أفغانستان أو جبال الهندكوش أو منطقة القبائل الباكستانية بعد أن هرب من تورا بورا عندما كان جنودها على مبعدة خطوات من مخبئه في شتاء ٢٠٠١, كان هو يسكن مع ثلاث من زوجاته وعدد من الأبناء في منزل واسع ليس على الحدود ولكن في عمق الأراضي الباكستانية وعلى مقربة من كلية عسكرية مخصصة لتدريب جنود القوات الخاصة الباكستانية فيما يعرف ببلدة بلال والتي تقع في منطقة أبوت-أباد.
لايعرف أحد على وجه التحديد أسباب إنتقال إبن لادن للعيش في تلك المنطقة ولكن من المعلوم أن المنزل إكتملت أعمال البناء فيه سنة ٢٠٠٥ وهو مؤلف من ثلاثة طوابق وحديقة يحيط بها جدران عالية تحجب ماورائها حيث تصميمه يوحي برغبة ساكنيه بالخصوصية والسرية حتى أنه كان تقريبا بلا نوافذ من عدا فتحات ضيقة في أحد الجدران.
طوال كل تلك السنين فقد كان يقوم بمهمة ملاحقة إبن لادن وحدة صغيرة مؤلفة من مجموعة من المحللين ينتمون لأجهزة أمنية مختلفة وكانت تسمى وحدة إبن لادن إلا أنه تم حلها سنة ٢٠٠٥ وتبعثر أفرادها ضمن أجهزة أمنية وحكومية مختلفة. الرئيس الأمريكي باراك أوباما جعل مكافحة الإرهاب من أولويات حكومته وبرنامجه الإنتخابي ملقيا باللوم على جورج بوش الإبن بأنه لم يكن حازما في ذالك المجال. حجر الأساس بالنسبة لتطبيق سياسة أوباما في مجال مكافحة الإرهاب كان كان العثور على إبن لادن حيا أو ميتا وأصدر أوامره لمدير السي أي أيه ليون بانيتا(قبل أن يصبح وزير دفاع) بتنفي ذالك الأمر وإعطائه أولوية قصوى حيث تم تخصيص المزيد من الموارد لتحقيق ذالك الهدف.
وفي شهر أغسطس أب ٢٠١٠ تمكنت السي أي أيه من تحقيق أكبر إختراق في البحث عن بن لادن منذ حصاره وهروبه في تورا بورا سنة ٢٠٠١ وذالك عندما تمكن أحد عملائها من رصد أبو أحمد الكويتي في مدينة بيشاور الباكستانية. أبو أحمد الكويتي كان على قائمة المراقبة من قبل السي إي أيه وتم ذكر إسمه من قبل العديد من أتباع تنظيم القاعدة المقبوض عليهم إثر أحداث ٩\١١ على أنه أحد كبار مساعدي إبن لادن والشخص الرئيسي الذي يقوم بدور ساعي البريد. عملاء على الأرض تتبعوا أبو أحمد الكويتي يقود سيارة من نوع سوزوكي-جيب طوال مسافة ساعتين من بيشاور إلى أبوت-أباد إلى منزل ضخم كالحصن ليكتشفوا بعد فترة من المراقبة أن المنزل بدون إنترنت أو خطوط هاتف وأن سكانه يحرقون قمامتهم بأنفسهم ويزرعون الخضار داخل المنزل كما يقومون بتربية الماشية والدجاج. القرار تم إتخاذه بمراقبة المنزل وعدم القبض على أبو أحمد لعله يقودهم إلى صيد ثمين كان يقيم داخل ذالك الحصن.
بعد فترة من المناقشة حول أنسب طريقة للتأكد من شخصية ساكني ذالك المنزل والعديد من الإقتراحات منها تثبيت كاميرا على أشجار بقرب المنزل أو وضع أجهزة مراقبة في نظام الصرف الصحي, كانت فكرة حملة تطعيم مزيفة ضد إلتهاب الكبد الوبائي-ب هي التي تم إختيارها كما تم تجنيد طبيب باكستاني يدعى شاكيل أفريدي لتلك الغاية. السي أي أيه كانت ترغب بمقارنة الحمض النووي لساكني المنزل لمقارنته بحمض نووي كان بحوزتها يعود لأحد أخوات أسامة بن لادن التي توفيت سابقا.
النتيجة التي توصل لها العملاء على الأرض بعد مراقبة المنطقة على مدار الساعة من منزل أمن أن المجمع السكني في أبوت-أباد كان يحتوي على مجموعة مباني وكان يعيش في ذالك المجمع أبو أحمد الكويتي وشقيقه وأسرتيهما بالإضافة إلى أسرة ثالثة مجهولة الهوية كانت تعيش في طابق ثالث معزول تماما في أكبر مباني المجمع. طائرات الإستطلاع والرصد الأمريكية قامت بتصوير شخص يقوم يوميا بالمشي في الحديقة الصغيرة المزروعة بالخضار ولكنها لم تستطع إلتقاط ملامحه لأنه كان لايقوم بروتينه اليومي إلا وفوقه مظلة من القماش حيث تم الإستنتاج فيما بعد أنه المطلوب رقم ١ للولايات المتحدة.
تم مناقشة الخيارات المتاحة للتعامل مع الهدف وقد كان أحدها غارة بطائرة الشبح أو ضربة صاروخية بصواريخ كروز أو توماهوك أو حتى طائرات بدون طيار ولكن ذالك الخيار تم إستبعاده لصعوبة تبريره أو التغطية عليه بالإضافة إلى إحتمال الخطأ وكذالك وقوع ضحايا مدنيين مماقد يؤدي إلى مضاعفة عواقب الغارة التي تعد إعتداء على دولة مستقلة ذات سيادة. الخيار الأخر كان غارة من قبل القوات الخاصة الأمريكية - سيلز أو مايعرف بفقمات البحرية الأمريكية ولكنه كان يواجه مشكلة إذ إن الهدف كان يقع على بعد ٢٤٠ كيلومتر تقريبا داخل الأراضي الباكستانية مما يجعل المخططين للغارة يدخلون في حساباتهم مشكلة التزود بالوقود في حالة الطوارئ وكذالك إحتمال تدخل قوات باكستانية وتبادل إطلاق النار في حال رصد طائرات الهيلوكبتر أو عند إقتحام المجمع السكني. تم إخبار الفريق المختار للعملية بالسماح لهم بتبادل إطلاق النار مع القوات الباكستانية فيما لو تدخلت وعرقلت سير الغارة. هدف العملية التي أطلق عليها إسم رمح نيبتون(Neptune Spear) كان قتل إبن لادن وليس القبض عليه حيا وأخذ عينات من الحمض الوراثي وهو ماكان لايتحقق إلا بغارة مباشرة من قبل القوات الخاصة وتحديدا الفريق-٦ Team-6.
تم أخذ مجموعة من الإحتياطات لضمان نجاح العارة منها تحديد مدتها ٣٠ دقيقة, دراسة مستفيضة على مجسم للمجمع السكني بحجم ٢٥ قدم مربع, إصطحاب كلب من فصيلة تعرف بإسم Malinois وهي فصيلة كلاب بلجيكية تشبه الكلاب الألمانية البوليسية ولكنها أصغر حجما. ذالك الكلب لم يكن عاديا بل أن إثنين من أسنانه تم إقتلاعمهما وإستبدالهما بأسنان من مادة التيتانيوم في حالة الإضطرار لملاحقة إبن لادن خارج المجمع السكني.
تم سفر الفريق المكلف بتنفيذ العملية إلى جلال أباد كمرحلة أولى في إنتظار الأوامر بالإنطلاق حيث كان مقررا تنفيذ العملية بتاريخ ٣٠ إبريل\نيسان ولكن تم التأجيل إلى تاريخ ٢ مايو\أيار وذالك لإرتباطات رسمية للرئيس الأمريكي من الصعب تأجيلها حيث كان من المقرر أن يتابع الغارة بث حي ومباشر برفقة فريق منتقى بعناية من المسؤولين الأمنيين والمساعدين المقربين.
تنفيذ العملية كان مقررا بطائرتي بلاك هوك إتش-٦٠ ستيلث(Black Hawk H-60 Stealth) والتي هي مصممة خصيصا لعدم كشفها من قبل الرادار حيث كانت هناك شائعات منذ فترة طويلة عن تطوير الولايات المتحدة لتلك النوعية من طائرات الهيلوكبتر. بالإضافة إلى طائرتي البلاك هوك التي سوف يتم بواسطتهما تنفيذ الغارة وبمجرد دخولهما الأراضي الباكستانية فقد أقلعت من المعسكر في جلال أباد ثلاثة طائرات هيلوكبتر إم إتش ٤٧ تشينوك(MH 47 Chinook). أحد تلك الطائرات الثلاثة هبطت في الجانب الأفغاني من منطقة الحدود الأفغانية-الباكستانية والطائرتين الباقيتين في وادي سوات على بعد خمسين ميل تقريبا من منزل إبن لادن حيث كانتا تحملان فريق التدخل السريع والذي مكنه الوصول إلى منطقة العمليات في مدة لاتزيد عن ٢٠ دقيقة في حال حصول أي طارئ.
حين أصبحت طائرات الهيلوكبتر في منطقة الإنزال تعرضت إحداها إلى مشكلة ميكانيكية أدت إلى هبوطها إضطراريا داخل ساحة المنزل مما أدى إلى ضياع عنصر المفاجأة وكذالك القدرة على إنكار العملية حيث أن الطائرة تعطلت ولم تعد صالحة للإقلاع مما أدى إلى تغيير خطة الهجوم الأصلية وإحلال خطة بديلة للتنفيذ الفوري. سبب التغيير أنه وبسبب فقدان عنصر المفاجأة فإن الطائرة الثانية التي كان من المفترض أن تنزل الجنود على سطح المنزل قد أنزلتهم خارج بوابة المجمع.
أول مكان توجه إليه الجنود كان منزل الضيوف حيث تعرضوا لنيران بندقية كلاشينكوف وقاموا بالرد عليها وقتلوا أبو أحمد الكويتي الذي خرجت زوجته على يدها طفل لتصرخ " هو ميت الأن. أطلقتم الرصاص عليه, هو ميت قتلتموه). المشكلة أنهم وجدوا البندقية بجوار أبو أحمد ولكن لم يجدوا فوارغ الطلقات. ثم واصل الجنود تقدمهم وقتلوا في طريقهم إثنين من أقارب الكويتي وتركوا نساء العائلة ليراقبون الأحداث والفزع واضح.
صعد أفراد القوات الخاصة الدرج وإشتبكوا مع خالد وهو أحد أبناء بن لادن ثم صعدوا للطابق الثالث الأخير حيث كان يحوي أريعة غرف سارعوا بتفتيشها. وبينما هم في منتصف السلم تقريبا فقد لاحظ أحد أعضاء الفريق أن هناك شخصا يطل برأسه فتم إطلاق طلقات تحذيرية وحين دخلوا نفس الغرفة فقد وجدوا إثنتين من النساء قاموا بدفعهما بإتجاه الحائط ليتم تفتيشهما. أحد أعضاء أفراد القوات الخاصة وقف صدفة وجها لوجه مع شخص ملتحي بالغ الطول أطلق عليه الرصاص فورا ومرتين فسقط على الأرض ليطلق عليه الرصاص مرة أخرى.
أحد أعضاء فريق القوات الخاصة حين دخل الغرفة برفقة عضو أخر من الفريق وجد جثة إبن لادن ممدة على الأرض وقد تطاير حزء من دماغه نتيجة إطلاق الرصاص عليه من مسافة صفر تقريبا. قام أحد أعضاء الفريق برش وجه الضحية بمزيل للدماء ثم قام عضو أخر بمسح الوجه وتنظيفه ليتضح لهم أنه على الأرجح أسامة إبن لادن ثم تأكدوا بنسبة ١٠٠% بعد إستجواب أحد النساء التي كانت معه في الغرفة.
قام أعضاء الفريق بأخذ مجموعة كبيرة من الصورة وعينات اللعاب والدم من الجسد الذي أمامهم حيث كان المخطط أن تقلع كل طائرة هيلوكبتر مع مجموعة متطابقة من الصور وعينات الدم واللعاب.
المشكلة التي واجهها فريق الإقتحام هو أنهم قد أمضوا في المكان أكثر من ثلاثين دقيقة المقررة للعملية وهناك خطورة من نفاذ الوقود من طائرات الهيلوكبتر بالإضافة إلى أن المدينة بدأت تستيقظ على أصوات الإنفجارات وإطلاق الرصاص وإحتمال حصول إشتباك مع قوات الجيش الباكستاني تزداد مع مرور كل دقيقة. قاموا بجمع الكثير من الأدلة منها متعلقات خاصة بأسامة إبن لادن ومعالجات أجهزة كمبيوتر(CPU) كما أنه كان عليهم قبل إقلاعهم إتلاف طائرة الهيلوكبتر التي هبطت إضطراريا في ساحة المنزل الكبرى وذالك حتى لاتقع التكنولوجيا الخاصة بها في يد الباكستانيين. وبعد إتمام مهمتهم, قاموا بتحميل جثة زعيم أسامة إبن لادن بطائرة الهيلوكبتر الشبح المتبقية وحملت طائرة هيلوكبتر إم إتش ٤٧ تشينوك(MH 47 Chinook) باقي أعضاء الفريق وأقلعوا جميعهم عائدين إلى قاعدتهم في جلال أباد. أما جثمان إبن لادن فقد تم إرساله إلى القاعدة العسكرية في مطار باجرام لمزيد من الفحوصات وأخذ عينات إضافة من الحمض النووي ثم بعد ذالك تم إقامة مراسم دفن إسلامية بحضور مترجم إلى اللغة العربية على ظهر إحدى حاملات الطائرات وهي (يو إس إس كارل فنسون) في بحر العرب وإنزال الجثة في البحر بعد وضعها داخل حقيبة خاصة ومثقلة بسلاسل وزنها ٣٠٠ رطل حتى لا تنهش الجثة أسماك القرش وتبقى مستقرة في قاع البحر وذالك بحسب ماورد في كتب ليون بانيتا (حروب تستحق المجازفة).
وهنا إنتهى سرد الأحداث وبقي مجموعة ملاحظات وإستفسارات أولها لماذا بدت الدهشة على وجه الرئيس الأمريكي وبعض مساعديه حين كانوا يشاهدون بثا مباشرا للعملية؟ هل كان السبب المتاعب التي تعرضت لها طائرة الهيلوكبتر وأجبرتها على الهبوط الإضطراري مما قد يؤدي إلى فشل العملية؟ أم كان السبب لحظة مقتل زعيم تنظيم القاعدة؟ أم لحظة قطع رأسه؟ أم أن السبب كان تحطم طائرة الهيلوكبتر التي كانت تحمل جثمانه حين إقلاعها حسب رواية أمل الصداح زوجة بن لادن اليمنية؟ أم أن حراس المنزل أطلقوا نيران قذائف الأر بي جي على الطائرة بكثافة؟ قد يكون هناك ألف رواية ورواية كإجابة على ذالك السؤال ولكن الإجابة الصحيحة سوف تكون حبيسة الأدراج وحبيسة تسجيل فيديو لتلك اللحظات التي قضاها الرئيس الأمريكي ومساعدوه في متابعة العملية.
ثانيها هو كل شاركت القوات الباكستانية في الهجوم على المجمع السكني كما في رواية زوجة بن لادن اليمنية؟ أم أن الرواية الأمريكية التي تقول بمشاركة الفريق-٦ من قوات فقمات البحرية الخاصة هي الصحيحة؟ وأين كانت الأجهزة الأمنية الباكستانية والمطلوب رقم واحد في العالم يعيش ليس على حدودها بل وفي داخل أراضيها وقرب مدرسة لتدريب قواتها الخاصة؟ هل كانت متعاونة معه أم متعاونة عليه؟
ثالثها هو مراسم الدفن الإسلامية التي أقامها ضابط في الجيش الأمريكي وقام مترجم للعربية بترديد الطقوس والأدعية الدينية حيث قرأت أنها تضمنت تغسيل الجثة ولكن ألا يعلم الجيش الأمريكي أنه في تلك الحالة تدفن الجثة دون تغسيل؟
رابعها وهو هل قتل بن لادن أثناء محاولته الإشتباك من شباك غرفته مع القوة المهاجمة حيث أطلق عليه النار في رأسه كما ذكرت زوجته اليمنية؟ أم قتل حين إقتحام الغرفة التي كان فيها مع إثنين من النساء حسب الرواية الأمريكية؟ أحد تلك النساء هي زوجته اليمنية التي كانت تعيش في الطابق الثالث من هي الأخرى؟ مع العلم أن تلك الرواية تتناقض مع رواية أخرى أنه كان في الغرفة مع إمرأة واحدة فقط هي زوجته اليمنية؟
خامس تلك الإستفسارات هو عن مقتل جميع أفراد القوة الخاصة التي شاركت في العملية بتحطم طائرة هيلوكبتر-شينوك كانت تقلهم مع سبعو جنود أفغان بعد العملية بفترة قصيرة حيث كانوا في طريقهم للإغارة على تجمع لعناصر طالبان. الطائرة أسقطها عنصر من طالبان بقاذف أر بي جي حسب الرواية المتداولة. حتى تلك الحادثة ثار حولها الكثير من الجدل وخصوصا حول كشف الرئيس الأمريكي ونائبه معلومات عن فريق المهام الخاصة الذي قام بتنفيذ العملية بما يعارض أبسط مبادئ السرية, الأمر الذي أدى إلى إصابتهم بالفزع والإتصال بأسرهم طالبين حذف أي معلومات تشير إليهم من الفيسبوك أو مواقع التواصل الإجتماعي حتى لا يتتبع أثرهم من يحاولون الإنتقام ويصبح الصياد هو نفسه المطارد.
سادس تلك الإستفسارات مما قد لايخطر على بال أحد وهو حول مقتل رئيسة وزراء باكستان السابقة بنازير بوتو بتاريخ ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٧ حين خروجها من تجمع إنتخابي لأنصارها في مدينة روالبندي. هل كان سبب مقتلها هو تصريحاتها المتكررة بأن أسامة إبن لادن متوفي منذ سنة ٢٠٠١ نتيجة إصابته بمرض في الكلى؟ هل هناك من كان يخشى وصولها لمنصب رئيس الوزراء في حال فوز حزبها في الإنتخابات التي كانت سوف تقام سنة ٢٠٠٨ وبالتالي فإن تصريحاتها سوف يصبح لها مصداقية أكثر وتتعزز بتقارير سوف تصبح بحوزتها بحكم منصبها؟
إن قصة مقتل زعيم تنظيم القاعدة والمطلوب رقم واحد للولايات المتحدة يحيط بها بلا مبالغة مليون سؤال وإستفسار والعديد من الألغاز التي تنتظر إجابة والتي أعجز في موضوع متواضع وقصير عن تناولها أو حتى جزء بسيط منها وماأقدمه هو جهد متواضع. والسؤال هنا هل سوف نقرأ في وثائق قد ترفع عنها السرية بعد خمسين عاما مثلا أن كل ماسمعناه أو قرأناه حول عملية مقتل أسامة إبن لادن كان عبارة عن كذب وأن الذي تزعم الولايات المتحدة أنه المطلوب رقم واحد توفي نتيجة معاناته من مرض الكلى سنة ٢٠٠١ وأن الحرب على الإرهاب كانت عبارة عن قصة سخيفة؟ هل سوف تخبرنا تسريبات ويكليكس عن تلك الأمور بطريقة الأكشن ثم سوف يتم القبض على جندي بسيط ويكون كبش فداء لتلك التسريبات؟
كل تلك الأسئلة قد تجيب عنها الأيام وقد تبقى الإجابة مجهولة فماهي الحقيقة التي تختفي وراء كل تلك التناقضات؟ وهل من وسيلة أفضل لإخفائها عن طريق جعلها مرتبطة بالعديد من التناقضات والقصص المختلقة؟ وهل كان هناك بدلاء يقوم بتأدية مهام شخص من المفترض أنه متوفي منذ سنة ٢٠٠١ حسب بعض الروايات؟
روابط:
مدير"سي.آي.ايه": جثة "بن لادن" مكبّلة في القاع بأسلاك وزنها 136 كلغ
صحفي اميركي مرموق: مقتل بن لادن كذبة
زوجة بن لادن تكشف ما حدث بـ «جثته» .. ولماذا سيطر الخوف على وجه أوباما؟
THE SEARCH FOR OSAMA
http://www.newyorker.com/magazine/2003/08/04/the-search-for-osama
في الختام أحب أن أنوه إلى أنني قمت بكتابة الموضوع الذي إستغرق مني فترة طويلة بطريقة حيادية وأكاديمية ووضعت بعض الروابط التي ظننتها مفيدة ونافعة. ليس لي موقف شخصي من أي طرف وقد أوردت الكثير من الروايات وبينت تناقضاتها بطريقة حاولت أن تكون علمية قدر الإمكان وكل بني البشر حين يحاول أمرا ما فيصيب أو يخطئ والله هو الموفق. كما لزم التنويه إلى أن بعض المعلومات التي أوردتها وبعد التدقيق و البحث في الشبكة العنكبوتية إثر إنتهائي من كتابة الموضوع, لم أجد الكثير من الذكرا لها إلا في مصدر واحد لم يكن معلوما لي قبل ذالك حيث تناقلت عنه تلك المعلومة بعض المنتديات والصحف والمواقع وبالتالي لست متأكدا من مدى مصداقيتها ولذالك قمت بإيراد رابط مجلة النيويوركر مع روابط أخرى مرفقة بالموضوع.
رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة
الرجاء التكرم بدعم المدونة بزيارتها عن طريق الضغط على رابط الموضوع.
مع تمنياتي للجميع بالصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment