إذا أردت أن تغتني وتكتنز المال وتجذب التبرعات والملايين من عوائد إتصالات الجماهير المخدوعة فما عليك إلا أن تصبح تاجر دين فتفتح محطة فضائية أو جريدة أو موقع على الإنترنت تلعب فيه على وتر الطائفية والفئوية والعنصرية وتطلق الإتهامات وتوزع صكوك الولاء والإنتماء لهاذا الطرف أو ذالك من سني وشيعي أو مسلم ومسيحي.
قنوات مثل الحياة المسيحية التي كان يظهر عليها المدعو زكريا بطرس وقنوات مثل فدك والغدير التي تمثل الإتجاه الشيعي ووصال والخليجية التي تمثل الإتجاه السني هي كلها تصب في خانة تلك النوعية من القنوات التي تتغذى على الطائفية والفئوية والعنصرية وفق مبدأ فرق تسد. في الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة تدخل تلك النوعية من القنوات وأجنداتها ضمن التحريض على الكراهية ويحاسب المسؤولون عنها أمام المحاكم ويتم إنذار تلك القنوات لتعديل برامجها وإلا فإغلاقها.
برنامج البالتوك يعتبر أيضا وسيلة من الوسائل التي يتم إستخدامها في التحريض ويمتلئ بالغرف البالتوكية المسيحية والسنية والشيعية حيث يوجد لدى زكريا بطرس غرفة وهناك غرف شيعية تستضيف ياسر الحبيب وغيره من المحرضين وأيضا هناك غرفة وسام عبدالله أو الذي يطلقون عليه لقب الشيخ وسام العبدالله ولا يعرف له مكان فمرة هو مقيم في نيويورك التي سافر إليها وتخصص في الكتاب المقدس حسب زعمه وهناك من يزعم أنه يقيم في المملكة العربية السعودية بينما هو لايعرف له شكل ولايظهر للعامة ولايعرف مكان إقامته ولا من أي جامعة تخرج متخصصا بالكتاب المقدس كما يزعم. برنامج البالتوك يجني عشرات الملايين من الدولارات إن لم يكن مئات الملايين من جيوب المخدوعين والسذج والمغرمين بسماع رموز الفتن والإستعباط والضحك على عقول الناس. وهناك نكتة شائعة وهي أنك إذا أمسكت أحد لحية أحد رجال الدين فسوف تجد عبارة صنع في بريطانيا على الجانب الأخر منها. مكتب التنظيم الدولي للإخوان المسلمين يعمل في عاصمة الضباب البريطانية برعاية الحكومة البريطانية وحماية أجهزتها الأمنية ومكتب حزب التحرير الإسلامي له مكتب رئيسي في ألمانيا وأشخاص من أمثال ياسر الحبيب يعملون أيضا في بريطانيا وعندما تم تجريد نبيل العوضي من جنسيته الكويتية سمعت أنه شد الرحال أيضا إلى عاصمة الضباب البريطانية. كل من ذكرت سابقا لديهم أجندات علنية للضحك على عقول السذج من الأتباع بإقامة الخلافة الإسلامية وأنهم رؤوس تلك الخلافة وخصوصا حزب التحرير والإخوان المسلمين بينما تستضيفهم أو تحتضنهم بريطانيا على الرغم من أجنداتهم المعلنة بأسلمة بريطانيا واوروبا كلها. أمثال ياسر الحبيب يجتمعون دوريا مع مسؤولين بريطانيين منهم الملكة إليزابيث وكذالك رؤوس الإخوان المسلمين لهم مصالح عمل وشركات بالتحالف مع رجال أعمال بريطانيين وشخصيات حكومية نافذة.
في هذه الأيام فإن أحد أطراف ذالك الصراع السني\الشيعي السرمدي اللانهائي يحتفل بما يزعم أنها مظاهرات في إيران تؤذن ببداية النهاية لنظام حكم الملالي وكذالك بإنسحاب الولايات المتحدة والناتو من أفغانستان حيث سوف تتحول أفغانستان حسب مزاعمهم إلى قاعدة ومنطلق للهجوم على إيران والمساهمة في إسقاط نظام الحكم فيها.
ريحانة جباري هي العامل الذي يتم إستخدامه كرمز وأيقونة للمظاهرات في إيران حيث تم تنفيذ حكم الإعدام فيها مؤخرا بعمر ٢٦ عاما قتلها رجل أمن حيث كانت وقت حصول الحادثة بعمر ١٩ عاما.
هل تذكرون خالد سعيد في مصر؟ هل تذكرون الصورة الشهيرة التي تم إخذها له والتي زعمت مجموعات فيسبوكية مجهولة الهوية منها كلنا خالد سعيد أنها نتيجة تعذيب الشرطة بينما لم تكن إلا صورته بعد تشريح جثته لبيان سبب الوفاة؟ صناعة الأيقونات الثورية أو التي يتم إستخدامها كعامل مسرع (Catalyst) لما يسمى ثورات ومظاهرات يدخل فيها الكثير من الكذب والتلفيق والقليل من الحقيقة. فخالد سعيد لم يكن إلا شخصا له سجل جنائي سابق كتاجر مخدرات سبق حبسه على ذمة قضايا متاجرة وكم بوعزيزي حرقوا أنفسهم أو إنتحروا في طول الوطن العربي وعرضه قبل الحادثة التي تسبب بمظاهرات تونس وبعد تلك الحادثة وفي بلدان تعاني ظروفا أسوأ من تونس بكثير؟ هل قامت فيها ثورات أو تحركت مظاهرات؟ حتى حادثة صفع البوعزيزي من قبل الشرطية التونسية تمت تبرئتها منها حيث تبين أنها من ضمن الأكاذيب التي تمت روايتها على هامش قضية البوعزيزي لتحريك الجماهير.
وأريد سؤال من يقيسون الموضوع بمقياس الطائفية والعنصرية والصراع السني\الشيعي أو العربي\الفارسي عن رأيهم بهاذا الفيديو من الأردن:
تخيلوا أن بائع الخضار المسكين إنجلط على الهواء مباشرة فأين النوشطاء والحقوقيين ومنظمات حقوق الإنسان؟
مشكلة المعايير المزدوجة التي تحكم نظرتنا للأمور مستفحلة وللأسف الشديد وخصوصا إذا طبقنا ذالك على الطريقة التي ينظر فيها للمرأة ودورها في جميع بلدان الوطن العربي من المحيط إلى الخليج, دائما هناك نوع من التمييز والنظرة الدونية تختلف من بلد إلى أخر ولكنها تبقى موجودة وظاهرة في المجتمعات بطريقة أو باخرى.
هناك مجموعة أسئلة متعلقة بالأحداث الحاصلة في إيران وهي من يقف وراء محاولات تغيير النظام في إيران؟ ومن هو المستفيد من تحريك المظاهرات ومن يقف ورائها؟ أين هي الحقيقة في قصة إعدام ريحانة جباري؟
سوف أبدأ من السؤال الأخير وهو أين هي الحقيقة في قصة إعدام ريحانة جباري؟
الحقيقة ضاعت فلا أظن أنه مهما كانت الحكومة الإيرانية صادقة فسوف يتم تكذيبها ومهما كانت المحطات الأمريكية كاذبة فسوف يتم تصديقها ولايوجد مصدر محايد ينقل الخبر بمصداقية. أنا شخصيا المعلومة الأكيدة بالنسبة لي هي إعدام المواطنة الإيرانية ريحانة جباري بتهمة القتل العمد وباقي التفاصيل ضائعة فهناك من يقول أنها سنية أو شيعية وقد تكون ملحدة شيوعية أو إشتراكية. أحداث الجريمة أيضا تختلف فهناك من يزعم نقلا عن المتهمة أنها دفاع عن النفس بعد أن إستدرجها الضابط الإيراني لشقته بحجة مشروع ديكور داخلي وهناك حاول إغتصابها فطعنته بسكين في ظهره وهناك من يقول أنها كانت جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد. التفاصيل المتعلقة بسلاح الجريمة أيضا مختلفة حيث أنه حسب مزاعم الحكومة الإيرانية فإن المتهمة قامت بشراء السكين مسبقا مما يجعل الجريمة قتل عمد وهناك من يقول أن سلاح الجريمة هو من مطبخ شقة المتهم. حتى مكان الجريمة هناك من يقول أنها شقة المتهم أو مكتب ملحق بشقته أو مكتب منفصل.
والسؤال الأهم هو هل ذهبت المتهمة مع الضحية لشقته برضاها أم أنه هددها وإيتزها أو أنه خدعها بقصة الديكور؟ وماهي الخبرة التي تمتلكها فتاة بعمر ١٩ عاما في مجال الديكور الداخلي حتى يستعين بخبرتها شخصية متنفذة؟ هل تحصلت على شهادات من معهد أو جامعة مثلا؟ وكيف تعرف الضحية عليها؟
من هو الذي يحرك المظاهرات في إيران؟ ومن هو المستفيد منها؟ ومن هو الذي يقف وراء محاولات تغيير النظام في إيران؟
سوف أبدأ الإجابة على تلك الأسئلة بسؤال أخر وهو هل تغيير النظام في إيران سوف يكون لمصلحة الشعب الإيراني ولمصلحة المنطقة ككل؟
الإجابة بسيطة ومن الممكن إستخلاصها من واقع الحال في العراق, تونس, مصر, اليمن, ليبيا وهي الدول التي تم فيها تغيير الأنظمة ولكن هل كانت عمليات التغيير تلك لصالح الشعوب أم لصالح الولايات المتحدة ومصالحها النفطية والإستراتيجية في المنطقة؟
نظرة سريعة على تلك البلدان توضح لنا الصورة أكثر فأكثر فتونس وليبيا تحتويان على إحتياطيات نفط وغاز بالإضافة إلى كونهما تحولتا إلى خزان بشري للعناصر المتطرفة في كل من سوريا والعراق وكل البؤر الساخنة حول العالم. مصر بينها وبين فلسطين حدود مشتركة واليمن موقعه الإستراتيجي على مضيق باب المندب جعل السيطرة عليه مطمعا للعديد من الدول حيث التحكم بحركة الملاحة بين البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي.
الوضع في الكثير في جميع تلك البالدان من سيئ إلى أسوأ فتونس على شفا حفرة من الإفلاس لولا قروض صندوق النقد والبنك الدولي وليبيا تحولت إلى دولة فاشلة محكومة من قبل ميليشيات مسلحة تتصارع فيما بينها واليمن الأن وضعها لا يحتاج إلى شرح حيث تم تقسيمها تحت مسمى الفيدرالية وهناك صراع سني\شيعي متجذر يضاف إليه صراع قبلي وثارات وأحقاد والعراق حدث ولا حرج على خطى اليمن في التقسيم والصراع الطائفي والعرقي.
حين قامت أمريكا وبريطانيا بقلب نظام حكم مصدق في إيران فقد كانت الحجة المعلنة هي الشيوعية على الرغم من أن مصدق نفسه لم يكن شيوعيا ولكنه قام بتأميم صناعة النفط في إيران فكتب نهايته بيده وتم بعد ذالك تقاسم الحصة الكبرى من الغنيمة بين الشركات النفطية الأمريكية والبريطانية. ومن أجل تحريك المشاعر الدينية في إيران فقد قام عملاء مدفوعين الأجر من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا بالهجوم على الحسينيات في إيران وكذالك على منازل رجال الدين الشيعة وكذالك كتابة شعارات شيوعية وترديد كلام المصطلحات التي يكثر إستخدامها بواسطة الشيوعيين مما أدى إلى تأليب الرأي العام على حكومة مصدق بإعتبار أن الحزب الشيوعي الإيراني تودة كان من أكبر الداعمين لحكومة مصدق وأجنداتها بتأميم شركات النفط والثورات الوطنية.وحين قامت الولايات المتحدة بالتخلي عن الشاه وتركه لمصيره, كانت الحجة هي الديمقراطية وحقوق الإنسان بينما السبب الخفي الغير معلن هو أن الشاه بدأ منذ سنة ١٩٧٧ بالتحلل من الإرتباط الوثيق بينه وبين الكيان الصهيوني الغاصب, أعلن النية الإيرانية بالعمل على إستقرار أسعار النفط بالضد من رغبة الشركات النفطية الكبرى وبالمخالفة للإتفاق الذي تم بموجبه قلب نظام حكم مصدق لصالح الشاه, التعاون بينه وبين بعض الدول الأوروبية خصوصا ألمانيا الغربية وفرنسا في مجالات عديدة منها المجال النووي وتعاون بينه وبين الإتحاد السوفياتي في مجال النفط والغاز وهي خطيئة كبرى في نظر شركات النفط الكبرى دفعت الرئيس كينيدي لتوجيه إنذار إلى الشاه للإستجابة لمطالب الولايات المتحدة والإلتزام بالإتفاق الذي تم بموجبه إعادته لكرسي الحكم.
والأن السؤال ماهو الهدف من مظاهرات إيران ومحاولة تغيير نظام الحكم؟ هل هو لمصلحة الشعب الإيراني ومن الذي يقف ورائها؟المحصلة النهائية لتلك المظاهرات في حال تحقيق أهدافها لن يكون بالتأكيد لمصلحة الشعب الإيراني ولن تأتي بنظام أفضل يحقق المصلحة الإيرانية. أي نظام سوف يحل محل النظام الحالي يجب عليه الخضوع لمطالب الشركات النفطية وخصوصا أكسون-موبيل التي هي جزء من شركة (Standard Oil company) والتي أسسها جون.د.روكفيلر ويقال أن نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني يمتلك منصبا مهما داخل مجلس إدارتها. النتيجة هي قدرة أكبر على التلاعب بأسعار النفط والتحكم بها صعودا أو نزولا حيث يمكن في حال دخلت إيران السوق بكامل قدرتها الإنتاجية أن يهبط سعر البرميل لمستويات غير مسبوقة. من هو المتضرر الأكبر؟ الدول المنتجة للنفط وخصوصا المملكة العربية السعودية وفنزويلا ولذالك السبب فرأي الشخصي أن مايحصل في إيران هو بداية المؤامرة على المملكة العربية السعودية لتحقيق الأجندات الغربية بتقسيمها وفق مخطط الشرق الأوسط الجديد والنظام العالمي الذي بشر به جورج بوش الأب حين إنتخابه رئيسا. باراك أوباما يمثل حاليا مصالح شركات النفط الأمريكية الكبرى وخصوصا مجموعة شركات الأخوات السبعة والتي تحدث عنها وعن تاريخها في مواضيع سابقة ولذالك فهم أكثر المعنيين بما يحصل في إيران وكذالك جورج سورس والمنظمات الغير حكومية (NGO - Non Government Organization). وأحب أن أذكر أن جورج سوروس ومن خلال منظمة إدارة الأزمات (Crisis Group) ومنظمة جرين هاوس (Greenhouse) لعب دورا كبيرا فيما يسمى الربيع العربي وتمويل برامج تدريب لما يسمى النشطاء الحقوقيين وكيف يثورون بحداثة.
حاولت الكتابة عن الموضوع بحيادية وأكاديمية من دون التحيز أو الدخول في دوامة الصراع الديني والطائفي والعرقي وخصوصا السني\الشيعي فأرجو إلتماس العذر إن سهوت أو أخطأت فجل من لا يسهو.
مجموعة روابط أنصح بزيارتها والإطلاع عليها:
١- تجمع شركات وول ستريت الفاشية للحرب ضد إيران
٢- ثورات روتشيلد في تونس ومصر لقتل المصارف الإسلامية في الأسواق الناشئة في شمال افريقيا
٣- خطورة منظمات المجتمع المدني و حقيقة التمويل
٤- ثورة مصر هي ثورة ملونة أخرى لجورج سوروس
٥- منظمة موفمنتس بدايتها و أهدافها و مؤسسيها
٦- المؤامرة على بلاد الحرمين
٧- حقائق حول القناصة في مصر والدول العربية
تحياتي وتمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment