دونالد ترامب كان رئيسا سيئا للولايات المتحدة ولكنه لم يكن الأسوأ. وسائل الإعلام تركز على أنه رجل أعمال متهرب من الضرائب وهناك عدة قضايا تحرش جنسي مرفوعة ضدَّه.
جيمي كارتر كان مزارع فستق وكان غبيا قام بتوريط الولايات المتحدة في عملية عسكرية فاشلة في إيران من أجل إنقاذ موظفي السفارة الأمريكية. رونالد ريغان كان انتهازيا عمل على تأجيل مفاوضات إطلاق الرهائن حتى لا يفوز جيمي كارتر بولاية رئاسية ثانية. جورج بوش الأب كان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وتورط في فضيحة الكونترا وتجارة المخدرات التي يتم تصديرها الى الولايات المتحدة من نيكاراغوا و كولومبيا. كما أنه كان رئيس الولايات المتحدة في حرب الخليج الأولى. جورج بوش الابن قام بغزو العراق سنة ٢٠٠٣ وكان مسؤولا هو و والده الرئيس السابق عن مقتل أكثر من مليون ونصف عراقي منهم نصف مليون طفل. بيل كلينتون تورط في فضيحة جنسية مع متدربة في البيت الأبيض. باراك أوباما وسع مفهوم الحرب على الإرهاب و إستخدام الطائرات بدون طيار أكثر من أي رئيس أمريكي أخر وأصدر أوامره بإعدام مواطنين أمريكيين بتهمة الإرهاب وبدون محاكمة.
فجأة وهكذا من دون مناسبة وعندما اعلن دونالد ترامب أنه سوف يترشح في الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤, إنفجرت في وجهه عدة قضايا تهرب ضريبي وتحرش جنسي و وثائق رئاسية يقال أنه إحتفظ بها في أحد منازله بعد مغادرته البيت الأبيض. عدة نساء عادت إليهم الذاكرة بعد أكثر من عشرين سنة أنهم تعرضوا الى التحرش الجنسي من دونالد ترامب. رجال الأعمال في الولايات المتحدة لا يتهربون من الضرائب وليس لديهم حسابات في ملاذات ضريبية باستثناء دونالد ترامب.
دونالد ترامب أفضل رئيس أمريكي لأنه واضح وصريح كما ذكر الرئيس السوري بشار الأسد في أحد مقابلاته مع وسائل الإعلام. عندما سألوه عن سبب تواجد قوات أمريكي في سوريا, كانت إجابته:"أريد حصة من النفط." لا حرية ولا معتقلين سياسيين ولا إصلاحات أو ديمقراطية, فقط النفط.
حركة حياة السود مهمة إختفت هكذا فجأة بعد إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية وخسارة دونالد ترامب. هكذا فجأة ومن دون مقدمات, عادت الى الأمريكيين السود حقوقهم وتم إنصافهم وإطلاق سراح سجنائهم.
أين إختفت حركة حياة السود مهمة؟ والأهم, أين إختفى مؤسسوها؟ هل يعيشون في أحياء السود المهمشة حيث انتشار الجريمة وإنهيار الخدمات والبنية التحتية؟ أم هل قاموا بشراء بيوت راقية في أحياء يسكنها البيض من علية القوم؟ ماهو مصير مئات الملايين من الدولارات التي تم التبرع بها الى حركة حياة السود مهمة؟
لماذا يصدق المواطن الأمريكي والعربي الذي يهاجر الى الولايات المتحدة أنها دولة ديمقراطية؟
أصغر نائبة في الكونغرس من أصول لاتينية ألكساندريا كورتيز كانت تعمل نادلة تقدم المشروبات الكحولية في أحد مطاعم مدينة نيويورك ثم فجاة وبدون مقدمات أصبحت نائبة في الكونغرس. الجهة التي مولت حملتها الإنتخابية هي حركة شعبية يدعمها رجل الأعمال اليهودي من أصول مجرية جورج سوروس. لماذا علينا أن نصدق أن جورج سوروس يدعم الديمقراطية والانتخابات وحرية الرأي والتعبير؟ إنَّ مصدر ثروة جورج سوروس هو مضاربات البورصة في مجال العملات خصوصا دول العالم الثالث. جورج سوروس قام بتمويل عدد من المنظمات الغير حكومية(NGO) في دول عربية منها مصر وهي بدورها كانت تنتقي مجموعة من الشباب من أجل تلقي التدريبات على الديمقراطية في صربيا, قطر وحتى دولة الكيان الصهيوني.
وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن تصدير المخدرات من سوريا الى دول الجوار مثل الأردن والسعودية وعن ضبط شحنات ضخمة من المخدرات مصدرها سوريا. طائرات مجهولة قصفت منزل بابلو إسكوبار السوري مرعي الرمثان, أحد أكبر تجار المخدرات وهدمت المنزل على رأسه وأسرته وقتلتهم جميعا, الأب والأم وثلاثة أطفال. المثير للدهشة أن من يقوم بتلك الأفعال في فلسطين على سبيل المثال هو جيش الإحتلال الصهيوني الذي يدمر مربعات سكنية كاملة على رؤوس سكانها من أجل اغتيال أحد قادة المقاومة. ولكن للأسف يقال أن دولة عربية هي التي أرسلت الطائرات من أجل أن تقتل وتقصف وتدمر ليس في دولة الكيان الصهيوني بل دولة عربية.
الإعلام أطلق على تاجر مخدرات يدعى مرعي الرمثان لقب بابلو إسكوبار سوريا من أجل تلميع العملية إعلاميا ومنحها زخما غير مسبوق. مرعي الرمثان قد يكون تاجر مخدرات ولكنه بالتأكيد ليس بابلو إسكوبار, تاجر المخدرات الكولومبي الذي تعرفه أجهزة المخابرات الأمريكية جيدا لأنها تعاونت معه في السابق قبل أن تغتاله وتتخلص منه ومن إزعاجه. وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تورطت في تقديم الدعم المالي الى عصابات الكونترا في نيكاراغوا من خلال السماح لهم بتصدير المخدرات الى الولايات المتحدة واستخدام العائدات في تمويل حركة تمرد ضد حكومة الساندينيستا بين المنتخبة ديمقراطيا في نيكاراغوا.
الربيع العربي في سوريا ودعم عصابات مسلحة تقاتل الجيش السوري وتقتل المدنيين هو السبب في حالة الفلتان الأمني على الحدود مع دول الجوار مما يؤدي الى انتشار التهريب وتجارة المخدرات والسلاح. تاجر المخدرات مرعي الرمثان ربما كان يعمل مع جهات متنفذة ومسؤولين في أحد دول الجوار حيث صدرت الأوامر باغتياله قبل أن يتكلم ويكشف عن الطابق ويفضح المستور.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment