Flag Counter

Flag Counter

Saturday, December 7, 2024

هل من الممكن تفكيك الأساطير التوراتية؟

كنت أشاهد أحد حلقات بودكاست الشرق الذي كان يستضيف الكاتب والمؤرخ الفلسطيني أحمد الدبش حول تفكيك الرواية التوراتية وأهمية ذلك في الصراع العربي-الإسرائيلي ودور التوراة في السياسة في دولة الإحتلال الصهيوني. هناك أمر مهم عند الأخذ في الإعتبار آراء الأخرين من أشخاص عاديين أو مختصين حول مواضيع تاريخية وسياسية وهي أن تلك إجتهادات قد تكون قابلة للتغيير والتصحيح مستقبلا.


أحمد الدبش ليس الأول ولن يكون الأخير ممن تراجعوا عن أرائهم حول جغرافية الكتاب المقدس وأن مواقع الاحداث فلسطين أو اليمن والسعودية(أرض نجد والحجاز). إن الحديث عن جغرافية التوراة قضية بالغة الحساسية وقد تؤدي الى مطالبات يهودية بإستعادة مساحات جغرافية محددة في السعودية أو منحهم حقوق وإمتيازات فيها أو طلب تعويضات مالية.


د.أحمد الدبش ليس أول مؤلف أو مختص يتحدث عن تلك القضية الجدلية, مصداقية التوراة, وهل يصلح الكتاب المقدس وثيقة تاريخية ذات مصداقية؟ د.كمال الصليبي كتب "التوارة جائت من جزيرة العرب," د. فاضل الربيعي قام بتأليف عدة كتب وظهر في عشرات البرامج والمقابلات, د.خزعل الماجدي وغيرهم الكثيرون من الأفاضل المختصين في مجالاتهم. كما أنه هناك عدد من البرامج شاهدتها على اليوتيوب بثتها محطات إعلامية قبل إنتشار الفضائيات وصناعة الإسفاف والتفاهة وتشترك في نقطة واحدة وهي أن أصل التوراة من اليمن وجزيرة العرب.


الدكتور فاضل الربيعي توصل في كتابه "القدس ليست أورشليم" الى أدلة جغرافية تثير الإهتمام(*) ولكن بدون شواهد أثرية تدل عليها. والحقيقة أنه حتى بعثات التنقيب التي أرسلت الى فلسطين منذ عصر الملكة فيكتوريا(١٨١٩-١٩٠١) وحتى يومنا هذا فشلت في العثور على أدلة أثرية قاطعة يمكن الإعتماد عليها في تصنيف الكتاب المقدس خصوصا توراة العهد القديم أنها تصلح في إعتمادها وثيقة تاريخية ذات مصداقية. إن ذلك يعني أن هناك وجهتي نظر, أحدهما ترى أن موقع أحداث التوارة هو اليمن وأجزاء من أراضي المملكة العربية السعودية(عسير وتهامة), بينما ترى الأخرى أن موقع أحداث التوراة هو فلسطين, وكلاهما لا يمتلك أدلة أثرية قاطعة تثبت دقة توقعاته.


الكتاب المقدس لا يصلح وثيقة تاريخية ولكن أقرب الى روايات الخيال والأدب الشعبي التي تناقلها الرواة شفهيا وتم كتابتها بعد أن سمح الملك الفارسي قورش لليهود العودة الى فلسطين وبناء هيكلهم المزعوم. عزرا شخصية محورية في التاريخ اليهودي لأنه من قام بكتابة التوراة بعد أن جمع الروايات من المخطوطات والرواة والأدب الشعبي. ولكن هناك أدلة وجدها مختصون من جامعة تل أبيب أن التوراة قد تكون كتبت قبل مرحلة الأسر البابلي. إن تلك الوثائق تعود الى ٦٠٠ سنة قبل الميلاد كما صرح المؤرخ إسرائيل فنكلشتاين مؤلف كتاب "التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها."


شعب إسرائيل إختراع, أرض إسرائيل إختراع, التوراة اليهودية روايات شعبية, خروج بني إسرائيل من مصر تضليل, بني إسرائيل عبارة عن مجموعة من القبائل الرحل, سليمان لم يبني الهيكل, داوود كان رئيس قبيلة صغيرة, فلسطين ليست أرض الميعاد ولكنها الأرجنتين أو أوغندا أو مدغشقر, الصهيونية حركة الحادية وثيودور هرتزل كان ملحدا وباقي الأساطير تم تفكيكها جميعا ودولة الكيان الصهيوني مازالت تتمدد وتزيد في القوة وتقتل وتذبح والعرب يتحدثون عن أساطير التوراة.


مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية


النهاية



No comments:

Post a Comment