Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, December 10, 2024

كيف يعمل نظام صناعة التفاهة على تدمير العالم؟

نجح التافهون في الوصول السلطة والحكم وسيطروا على مفاصل الدول وأصبحوا يمتلكون مفاتيح الشعوب ثقافيا, إجتماعيا وسياسيا. الصور النمطية والترميز تحولت الى قاعدة عامة في الحياة بعد أن كانت مجرد استثناء. التافهون نجحوا من خلال رأسمالية الكوارث واستغلال الأزمات في تسليع كل شيء حرفيا وتحويل التعاملات الإنسانية الى مبادلات تجارية, بضاعة مقابل ثمن. التافهون حولوا الشعوب الى مصدر للمادة(المال) وسيلة من أجل زيادة ثراء النخبة التي نجحت في السيطرة على تحركات أولئك التافهين والتحكم بهم والتفاخرة بتفاهتهم والعمل على نشرها في المجتمعات.

المعادلة بسيطة للغاية وهي أن من السهولة التحكم والسيطرة على مجتمعات حيث يعمل نظام التفاهة بفعالية. التافهون يعملون بكل جد واجتهاد في سبيل تعزيز نظام التفاهة وهم منظمون على عكس ما يعتقد البعض أنهم خاملون بدون أي عمل حقيقي أو هدف في الحياة. 

نظام التفاهة نجح في التسلل الى المنظومة التعليمية والجامعية وتسخيرها من أجل خدمة أهداف نظام التفاهة. المدارس تحولت الى التلقين والحفظ وأصبح جدران أبنيتها وساحاتها وسيلة من وسائل الدعاية للمنتجات الإستهلاكية مثل المشروبات الغازية ومطاعم الوجبات السريعة. الجامعات تحولت الى خدمة الشركات وأهدافها تحولت من تعليمية الى تجارية. التعليم الحكومي تراجع وأصبحت الدراسة في الجامعات والمدارس الخاصة رمزاً للمفاخرة والوجاهة الاجتماعية وليس جودة المادة التعليمية أو مهاة المدرسين أو الخدمات التي يتم تقديمها للطلاب. التعليم أصبح ممكنا لمن لديه الثمن والقادرين على تحمل التكلفة المرتفعة.

 نظام الحكم في الدول الغربية الرأسمالية على أرض الواقع هو الشركات الدولة أو أن الشركات العابرة للقارات أو التي يطلق عليها تسمية أخرى هي الشركات المتعددة الجنسيات هي التي تمول العملية الإنتخابية التي من المفترض أنها ديمقراطية وتتحكم في وسائل الإعلام وتستخدم سيكولوجيا الجماهير في السيطرة على الشعوب وتوجيهها في خدمة أهداف ومصالح تلك الشركات. إن مفهوم سيادة الدولة أصبح من الماضي والساحة الآن تحت سيطرة الشركات التي أصبحت تقاضي الدول أمام هيئات دولية وحكمها نافذ ولديها الحق في مصادرة أموال الدول. حكومة النظام العالمي الجديد موجودة وقائمة تعمل منذ وقت طويل, مؤتمر بريتون وودز(١٩٤٤) ونهاية الحرب العالمية الثانية.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment