الزغاريد والأفراح في البداية و البكاء والدموع في النهاية وتي تي تي مثل مارحتي متل ماجيتي وسوف يعود شخص حتى يحكم سوريا وسوف يتمنى السوريون يوما من أيام الأسد. لا تستغربوا ذلك لأنه حصل في العراق وليبيا وليس هناك بلد عربي حصلت فيه تلك الأحداث المشؤومة أو الربيع العربي وانتهت الأمور على خير. المفاجأة أن ذلك حصل في دولة أوروبية خلال أحداث الثورة الفرنسية التي أسقط حكم ملوك أسرة البوربون لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت وقطعت رؤوسهم على المقصلة ثم قطع الثوار رؤوس ربما ثلاثون ألف من الفرنسيين بوصفهم أعداء الثورة ثم قطع الثوريون رؤوس بعضهم البعض ثم وصل نابليون الى الحكم وتحول الى ديكتاتور آخر قاد فرنسا في حروب توسعية مدمرة ثم سقط وعادت أسرة البوربون الى الحكم مرة أخرى.
التاريخ يحكي ولا يتعلم الثوريون العرب ولا الحمقى من نوشتاء اليوتيوب و عاصري الليمون والمتأسلمون من أخطائهم وأخطاء الذين من قبلهم لأنهم لا يقرأون التاريخ وإذا قرأوه لا سمح الله فإنهم لا يفهمونه. في تاريخ الوطن العربي ليس هناك إسلامي أو بعثي أو شيوعي أو إشتراكي او ملحد وصل الى السلطة بالسلاح وقام بتسليم السلطة ديمقراطيا بدون عنف. الطرف الأول الذي خسر الإنتخابات سوف يتهم الطرف الثاني بالتزوير ولن يقبل بنتيجة انتخابات خسرها لأنه يصلي ويمتلك علامة القبول الإلهي الزبيبة على الجبين والمسبحة في يده لا تفارقه وبالتالي فإن الإرادة الإلهية المؤكدة بأنه فائز لا محالة وإلا هناك تزوير.
هناك الكثير من الأمثلة التي تؤكد كل كلمة أكتبها والتاريخ يحكي أنه في الجزائر الغى الجيش نتائج الإنتخابات سنة ١٩٩٠ أو ربما زورها حتى لا يفوز الإسلاميون أو الإخوان المسلمون حتى أكون أكثر دقة حرب أهلية دموية أطلقوا عليها العشرية السوداء(١٩٩٠-٢٠٠١) قتل وجرح خلالها مليون جزائري. الحزب الشيوعي الإيطالي تنازل على المشاركة في السلطة رغم فوزه في الإنتخابات سنة ١٩٤٩ بسبب حاجة إيطاليا الى أموال خطة إعادة أوروبا, خطة مارشال, التي بلغت ١٣ مليار دولار أمريكي. الشيوعيون الإيطاليون(الكفار) فضلوا المصلحة الوطنية على مصلحتهم الشخصية.
المرشح الرئاسي محمد مرسي في مصر خسر الانتخابات بفارق بسيط ضد المرشح أحمد شفيق ولكن خيرت الشاطر وقادة الإخوان المسلمين الأخرين هددوا المشير عبد الحكيم طنطاوي قائد المجلس العسكري بحرق مصر إذا لم تعلن لجنة الانتخابات فوز مرشحهم. تونس مابعد مرحلة الربيع التونسي ليست أفضل حالا حيث اغتال الإسلاميون حزب النهضة التونسي(إخوان مسلمين) خصومهم وأثاروا الإضطرابات وقدموا رشاوى الى الناخبين حتى أعلن عن فوزهم في الإنتخابات. الشعب في مصر وتونس لفظ الإسلاميين وانقلب عليهم وطردهم نهائيا ويلاحقهم في المحاكم.
ليبيا حالة خاصة جديرة بالدراسة والملاحظة حيث لعبت قناة الجزيرة دورا مشبوها من خلال تزوير مظاهرات مؤيدة للرئيس الليبي معمر القذافي أنها معارضة له وأطلقت نيران قنص مجهولة المصدر على المتظاهرين وكاميرا الجزيرة جاهزة للتصوير ولكن عرضت المظاهرة بدون صوت حتى لا تنكشف خدعتهم. معمر القذافي ربما كان ديكتاتورا كما وصفته قنوات الجزيرة والعربية ولعله كان على الليبيين أن يتعلموا الديمقراطية من السعودية وقطر, ولكنه حتى أثناء الحصار فإنه أطعم شعبه خبزا. إن كل ما تحدث به معمر القذافي في خطاباته ولقاءاته الإعلامية والقمة العربية التي عقدت في دمشق عن استغرابه كيف قبل العرب بشنق الرئيس العراقي صدام حسين وأن أمريكا سوف تسقط أنظمتهم جميعا, كان صحيحا(١٠٠%). الرؤساء العرب كانوا يضحكون وأولهم الرئيس السوري بشار الأسد الذي كانت عاصمة حكمه هي التي تستضيف القمة.
قطر نفسها التي مولت الربيع السوري بما يزيد عن ٣٦ مليار دولار خلال أكثر من 13 عاما دولة بدون برلمان ولا إنتخابات رئاسية وهي دولة عبارة عن قاعدة عسكرية أمريكية وتركية. الرئيس الأمريكي باراك أوباما سخر من حكام قطر وأن الجزيرة تدعو الى الإصلاح والديمقراطية ولكن فاقد الشيء لا يعطيه. السعودية ليست أفضل حالا حيث مولت جماعات إرهابية في سوريا مثل جبهة النصرة و جيش الإسلام بقيادة زهران علوش, كانت قطر تعمل مع تركيا على تمويل ودعم داعش وكان أفراد داعش يتجولون في المدن التركية بكل أريحية و بأزيائهم المميزة. حكام قطر جميعهم وصلوا الى كرسي الحكم من خلال إنقلاب, الإبن ينقلب على أبيه الذي إنقلب سابقا على الجد والذي انقلب على ابن عمه وهلم جرا. ولكن على الرغم من ذلك فإن قناة الجزيرة تتحدث عن الانقلابات في بلدان الآخرين.
جبهة النصرة أو فتح الشام أو فتح الإسلام جميعها مسميات جماعة واحدة وتغيير الأسماء لا يغير الصفات والأفعال. أو محمد الجولاني أو أحمد الشراع ومرة أخرى فإن تغيير الألقاب والأسماء لا يعني تغيير الصفات والأفعال. لا يمكن أن يقتنع أي شخص عاقل بأن أحمد الشرع قائد العمليات العسكرية المشتركة الذي بيده الحل والربط سوف يتخلى هكذا عن السلطة والحكم والنفوذ الى رئيس مدني منتخب ويقبل بأن يعيش في شقة أسرته في دمشق التي زارها مؤخرا وأبدى رغبته بالعيش فيها. الأيام بيننا وذلك الأحمق الذي يعيش في قطر ويظهر على اليوتيوب سوف يندم على كل كلمة يقولها إن كان لديه إحساس وذلك المنافق أسامة فوزي كشف عن وجهه الحقيقي وعن عمالته ونذالته وأصبح ملكيا أكثر من الملك نفسه وبالطبع سوف يخرج في فيديوهات عبارة عن تفريغ نصوص وصلته من جهاز الأمن القطري ومهمته أن ينقلها كما هي.
دمتم بخير
دامت الجمهورية العربية السورية بخير حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment