Flag Counter

Flag Counter

Monday, July 20, 2015

ماهو تأثير التطور في تكنولوجيا الإتصالات على حياتنا اليومية كحكومات ومجتمعات وأفراد؟

إن الإنترنت تعد من أهم الإختراعات البشرية التي يستعصي على البشر أنفسهم فهمها. هي عبارة عن أكبر مشروع فوضوي كما يرى بعض المحللين والباحثين حيث يستهلك مئات الملايين من الأشخاص كمية غير محددة من المعلومات الإلكترونية. ذالك المشروع الذي تحول من إرسال بيانات ومعلومات إلكترونية من جهاز كمبيوتر بحجم غرفة كاملة إلى جهاز كمبيوتر أخر بحجم غرفة كاملة إلى تبادل بيانات بين أجهزة بحجم جهاز خليوي في وقتنا الحالي وربما أصغر في المستقبل. مشروع غير مرتبط بأي قوانين تحد من قدرته على الإنتشار وتدفق المعلومات مهما حاولت الدول ترويضه وإخضاعه, فإنها نجحت وبدرجات متفاوتة ولكن فشلت في المجمل في إخضاعه كليا. إنها بإختصار حكومة اللاحكومة.
ولكي نعرف أهمية ذالك الإختراع فيمكن النظر لبعض الإحصائيات حيث أنه في العقد الأول من القرن الواحد وعشرين قفز عدد مستخدمي الإنترنت من 350 مليون إلى أكثر من 2.5 مليار كما أن عدد مستخدمي الهواتف النقالة(الخليوي) قد قفز من 750 مليون إلى أكثر من 6 مليارات مشترك في نفس الفترة الزمنية. مستقبل الإنترنت لن يكون بأجهزة لوحية أو كمبيوترات محمولة أو مكتبية بل للشركات التي سوف تكون قادرة على تصنيع أجهزة هواتف خليوية تستطيع العمل أقرب إلى كونها جهاز كمبيوتر لوحي أو محمول منها إلى هاتف خليوي مع إحتفاظها بمرونة الحجم الذي تتميز بها الهواتف الخليوية.
ولعل أحد أكبر الأدلة على أهمية الإنترنت وسرعة إنتشارها هي وصولها لمناطق لا تتوفر على خدمات تلفون أرضي ولكنها تتوفر على خدمة إنترنت عبر الهواتف الخليوية حيث يمكن إستخدام برامج إتصال مجانية مثل سكايبي وواتساب وفايبر للتواصل بين المشتركين عن طريق الكمبيوترات اللوحية أو الهاتف الخليوي نفسه بدون الحاجة لوجود إشتراك بشريحة إتصالات لشركة من الشركات وذالك عن طريق مايعرف الهوت سبوت(Hotspot) أو الواي فاي(Wi-Fi).
في سنة 2025 سوف يتمكن أغلب سكان العالم من الوصول لشبكة إنترنت خالية من الرقابة مقارنة بإستحالة ذالك في الجيل الذي قبله, يعني 25 سنة السابقة.
إن تطور التقنية المرتبطة بالإنترنت تسير بوتيرة متسارعة كإنتشار الإنترنت نفسها حيث أن شريحة المعالج(Processor Chip) تتضاعف سرعتها كل 18-24 شهر. معلومة أخرى متعلقة بالكابلات البصرية وهي الوسيلة الأسرع للإتصال بالإنترنت تذكر أن سرعتها تتضاعف كل 9 أشهر.
تكنولوجيا الإتصالات كما ذكرت هي المستفيد الأكبر من السرعة الصاروخية لتطور وسائل الإتصال بالإنترنت وزيادة سرعتها حيث سوف يصبح من الصعوبة الحياة وومارسة الأعمال الروتينية اليومية من دون وجود جهاز تلفون خليوي أو كمبيوتر لوحي متصل بالإنترنت.
إن كل ذالك يفتح أبوابا كاملة من الحياة الرقمية والتي تكاد أو توشك أن تتحول إلى حقيقة واقعة بكل ماتحمله الكلمة من معنى. ففي سنة 1960, الحديث عن سيارات تسير في الطرقات بلا سائق يبدو ضربا من ضروب الخيال العلمي. اليوم نقرأ عن إطلاق جوجل سيارات ذاتية القيادة في كالفورنيا وأن عددا من الولايات الأمريكية قامت بتعديل قوانين السير لتسمح بسيارات القيادة الذاتية وكل ذالك بتأثير من شركة جوجل والتي كما يقول المثل(تعرف من أين يؤكل الكتف). الطريف أن أول حادث سير تتورط فيه سيارة جوجل الذاتية القيادة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية تم إلقاء اللوم فيه على العامل البشري حيث إصطدم سائق سيارة بسيارة جوجل من الخلف مما أدى إلى إصابات طفيفة لثلاثة من الركاب موظفين من شركة جوجل كانوا يشرفون على التجربة. شركة مرسيدس دخلت سباق السيارات ذاتية القيادة حيث أطلقت سيارة(Benz F 015) والتي تتميز عن سيارة جوجل بالفخامة وقدرة ركابها على الإتصال بالعالم الخارجي من خلال ستة شاشات تعمل باللمس. شركة جوجل ومرسيدس لن تكون أولى الشركات ولن تكون أخرها التي تدخل ذالك السوق الواعد.
لعل أغلب من قرأ الموضوع قد شاهد حلقات أو مقاطع من (ستارتريك) فهل تظنون أنه سوف يبقى خيالا علميا؟ السفر إلى الفضاء والإقامة على القمر أو المريخ أو حتى باطن الأرض, هل سوف يبقى كل ذالك خيالا علميا؟
إن إنتشار الأجهزة اللوحية والخليوية والكمبيوترات وأجهزة الحاسوب المنزلية وسماحها لمالكيها بتخزين ذاكرة مؤقته عبارة عن مقاطع موسيقى أو فيديو أو مقالات ومواضيع ومواقع على الشبكة العنكبوتية سوف يساهم بتغيير طريقة حياتهم وتفكيرهم مما سوف تجعلهم ينسون طرائقهم الحياتية القديمة وسوف تصبح الشبكة العنكبوتية هي البيئة التي يكون التخلي عنها ضربا من ضروب المستحيل. إن ذالك سوف يكون له تأثير إيجابي كما هو سلبي فنحن نقرأ يوميا عن إدمان الإنترنت وإدمان ألعاب الشبكة العنكبوتية التفاعلية ولعل أحد أشهر تلك الألعاب ورلد كراف(World Craft) ولعبة كونتر سترايك(Counter Strike) ونقرأ عن وفاة أشخاص في بلدان مختلفة على أجهزة الكمبيوتر في منازلهم أو في مقاهي الإنترنت. فهناك مؤسسات وأشخاص يحاولون التمسك بطرائقهم التقليدية في الحياة ولكن مع مرور الوقت سوف يجدون أنفسهم معزولين وسوف يعانون صعوبات يومية حياتية وعملية في حل مشاكلهم المختلفة.
إن أكبر تأثير لإنتشار تكنولوجيا الإتصالات وخصوصا الإنترنت عبر الهواتف المحمولة هو إنتقال السلطة إلى الأفراد بدلا من الحكومات والمؤسسات حيث أنه عبر التاريخ إرتبط التقدم التكنولوجي في تقنيات الإتصال بخسارة مراكز القوى التقليدية لمواقعها لصالح أفراد عاديين يمتلك أحدهم هاتفا ذكيا ويحسن إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي. مثال على ذالك الهيئات والمؤسسات الدينية والتي هي تقليديا تقاوم كل تغيُّر يحد من سلطتها ونفوذها وتعتبره هرطقة.
الأفراد الذين يمتلكون تكنولوجيا الوصول إلى الإنترنت عبر الهواتف المحمولة هم على وجه الخصوص من أكبر المستفيدين من التقدم في تكنولوجيا الإتصالات حيث أنهم قادرون الأن على جعل أصواتهم مسموعة ومن الصعب على صانعي القرار تجاهلهم. هاذا من ناحية أما من ناحية أخرى فإن الحكومات تجد السيطرة والتحكم والتأثير بذالك الجيل يزداد صعوبة مع مرور الوقت.
الحكومات وجدت نفسها مضطرة على أن تدير سياسية داخلية وخارجية في العالم الواقعي والعالم الإفتراضي وقد تشن حربا إفتراضية في الوقت نفسه الذي تحاول فيه الحفاظ على السلم في العالم الواقعي. العلاقة بين الولايات المتحدة والصين من أوضح الأمثلة على ذالك حيث تشن البلدان حروبا إفتراضية على بعضها البعض حيث حققت محاولات الصين لإختراق الأنظمة المعلوماتية الأمريكية بعض النجاحات منها سرقة أسرار عسكرية أمريكية وبيانات شركات ومشاريع وأسرار صفقات تجارية. في الوقت نفسه فإن الصحف والوسائل الإعلامية الأمريكية تشن حربا كلامية على الصين متهمة إياها تقوم بإعمال عدوانية تجاه الولايات المتحدة.
إن تطور وتقدم التكنولوجيا بتلك الوتيرة المتسارعة ووجود عالم إفتراضي بالإضافة إلى عالم واقعي إلى إنتشار مصطلحات مثل أمن الشبكات والأمن المعلوماتي وأصبحت تلك التخصصات مرغوبة في سوق العمل وأصبح من يكون بارعا في تلك المجالات حتى لو يكن يحمل شهادات جامعية متخصصة يستطيع أن يضمن لتفسه وظيفة بشروط مريحة حيث تتسارع الحكومات لتوظيف هؤلاء والتعاون معهم إتقاء لشرهم في الكثير من الحالات أو للحاجة إلى خبراتهم في مجال الأمن المعلوماتي.
سوف تفتح تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات مجالات جديدة أمام الأفراد الذين سوف يكون بإمكانهم خلق عالم إفتراضي خاص بهم وإمتلاك هوية إفتراضية بالإضافة إلى هوية واقعية حقيقية. أسباب ذالك قد تكون الخوف من عواقب إجتماعية أو عادات وتقاليد أو حتى مضايقة السلطات التي تحاول معرفة الهوية الحقيقية لمنتقديها.
الشركات والمنظمات هي أيضا سوف تتوفر على مجالات جديدة للعمل بالإضافة إلى التحديات التي سوف تجد نفسها تواجهها بسبب المنافسة ودرجة الوصول إلى المستهلك التي توفرها التكنولوجيا الجديدة. وجود الشركات والمؤسسات عبر وسائل التواصل الإجتماعي أصبح ضرورة وليس ترفا أو رفاهية حيث أنه في الأضخم منها هناك قسم كامل متخصص بالدعاية والإعلان والإشراف على حسابات الشركة على مواقع التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك وتويتر حيث يمكن إرسال الأخبار وإستلامها من قبل المشتركين بطريقة مباشرة وفورية.
المجتمعات سوف تكون أيضا مستفيدة من الثورة في مجال تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات حيث يتوقع الكثيرون حتى في البلدان التي دمرتها الحروب وهدمت بنيتها التحتية أن تحسن ظروف حياتهم حيث يعدون البنية التحتية المتطورة التي تدعم قطاع الإتصالات والتكنولوجيا الخاصة بها أولوية توازي توفر مياه شرب نظيفة وطاقة كهربائية بدون إنقطاع.
وهناك مجموعة أسئلة يفرضها الأمر الواقع الذي وجدت الحكومات نفسها فيه كما الأفراد والمجتمعات والمؤسسات وهي متعلقة بالأثار الإيجابية أو السلبية لتقدم تكنولوجيا قطاع المعلومات والإتصالات. أسئلة مثل إنتقال مراكز القوى من الحكومات للأفراد فمن سوف تتركز السلطة بيده في المستقبل؟ شباب في أوائل العشرينييات من أعمارهم يمتلكون هاتفا محمولا موصولا بالإنترنت أم مسؤولا حكوميا يعمل بطريقة تقليدية بواسطة أوراق ومراسلات وقد يأخذ خبر معين أياما حتى يصله ويتفاعل معه ليتخذ القرار المناسب؟
هل سوف تكون التكنولوجيا سببا في إنتشار الإرهاب أم عاملا مساعدا في مكافحته؟ وتلك النقطة تطرح نفسها بقوة في أيامنا الحالية حيث ثبت زيادة نشاطات التنظيمات الأصولية مثل داعش على مواقع التواصل الإجتماعي حيث تقوم بالتجنيد وجمع الأموال ونشر بياناتها وأفكارها مقابل عجز حكومي غربي وعربي شبه كامل عن التكيف مع ذالك الواقع وإيجاد الحلول المناسبة.
هل سوف نفقد الخصوصية والأمن في عالم تتقدم فيه التكنولوجيا بسرعة صاروخية وخصوصا تكنولوجيا المعلومات والإتصالات؟ لعل الكثيرين سمعوا عن الإختراقات التي حصلت مؤخرا لشركة أبل بخصوص مايدعى(Apple iCloud) وشركة سوني وإختراقات الحسابات البنكية ونشر بيانات المستخدمين من صور وفيديوهات وأرقام بطاقات الإئتمان.
كيف سوف يكون مستقبل الحرب والسياسة والثورات في ظل تقدم تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات؟ كيف يمكن بناء المجتمعات المدمرة في ظل التقدم التكنولوجي؟ وكيف سوف يكون الشكل الذي تتخذه تلك المجتمعات بمساعدة التكنولوجيا؟
هل يمكن القيام بعمل جماعي إنطلاق من منصات إفتراضية حيث أصبح الجميع مشاركا في وضع قواعد اللعبة وتغييرها؟
فيديو لسيارة مرسيدس بنز (Benz F015) الذاتية القيادة
https://www.youtube.com/watch?t=107&v=DYTV4d-Gn0s
مع بالغ تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية











No comments:

Post a Comment