Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, July 28, 2015

أيبولا داعش وإيدز النصرة وسفلس الجيش الحر وإزدواجية الخطاب الإعلامي

هناك الكثير من المشكلات على مستوى الوطن العربي وعلى المستوى العالمي لم تأخذ حقها من التغطية الإعلامية وهناك إزدواجية في النظرة الإعلامية والخطاب الإعلامي. العالم قد يثور لأجل حيوان أسيئت معاملته ومنظمات حقوق الإنسان التي تثير المشكلات لأهداف سياسية بينما لا نسمع صوتها في إنتقاد الشركات الكبرى والتي يعمل لصالحها الألاف في ظروف عمل غير إنسانية. في الدول الغربية هناك مشكلة عمالة المراهقين وخصوصا في مطاعم الوجبات السريعة في ظروف عمل أشبه بالعبودية الحديثة حيث قتلت سنة 2006 في مقاطعة كويبك الكندية مراهقة كندية تدعى (Brigitte Serre) بعمر 17 عاما أثناء فترة دوام ليلي في محطة بترول من قبل عصابة مكونة من ثلاثة أشخاص مما أثار عاصفة في المجتمع الكندي بخصوص عمل المراهقين أو من هم تحت السن القانوني.
تنظيم داعش يستفيد من مواقع التواصل الإجتماعي كفسيبوك وتويترواليوتيوب لجمع التبرعات وتجنيد المقاتلين ونسبة كبيرة منهم تحت سن 18 عاما ويتبع سياسة إعلامية ويستفيد من دروس الحرب النفسية ويطبق أفراده المهارات الإعلامية التي يتعلمونها بحرفية وبعضهم يتم تجنيده في التنظيم ويمتلك خبرة في التعامل مع الإعلام. الدعاية الإعلامية التي يقوم بها تنظيم داعش والمواد التي يقدمها قد تعتمد على مبدأ من مبادئ التنويم المغناطيسي وغسيل الدماغ ويتم تنفيذها بحرفية عالية.
الحرب على تنظيم داعش هي إعلامية بالدرجة الأولى ويلي ذالك الناحية العسكرية والخطاب الإعلامي الذي يتم به مواجهة داعش قديم ومهلهل. المحطات الفضائية كالجزيرة والعربية تتهم جهات سورية حكومية بأنها تقدم كافة أنواع الدعم لتنظيم داعش بينما الحقيقة هي أن معسكرات داعش تقع في تركيا والعراق حيث سقطت الموصل بسهولة بأيدي التنظيم. إن تلك النوعية من السياسات الإعلامية تؤدي في النهاية إلى خدمة تنظيم داعش وتمييع الخطاب الإعلامي الذي يجب أن يكون موحدا حتى لو في مبادئه الأساسية.
هناك بعض تلك المبادئ التي يجب إعتمادها كأساسيات في مواجهة ذالك التنظيم لعل أهمها أنه ليس سوى نسخة من تنظيم القاعدة تماما كجبهة النصرة وتنظيم خراسان الذي زعمت الحكومة الأمريكية أنها قضت عليه بمجرد القضاء على قائدة المزعوم. السياسة الإعلامية يجب أن تعتمد ذالك الخطاب ويكفي إضاعة الوقت في كونه تنظيم منفصل عن القاعدة من الناحية التمويلية والإدارية واللوجستية. تنظيم داعش هو نفسه تنظيم النصرة والجيش الحر ولكن تم تغيير الإسم لغايات إعلامية وتوسيع رقعة المواجهة من قبل القوى الغربية التي ترغب في إستمرارها إلى مالا نهاية وإستنزاف ميزانيات الدول العربية. جون كيري صرح بأن القضاء على التنظيم سوف يستغرق مابين ثلاثة إلى خمس سنوات ليخرج الرئيس الأمريكي ويجعلها 20 سنة. المشكلة في كون الولايات المتحدة بحاجة إلى العدو رقم (1) حيث أنها بعد أن قتلت أسامة إبن لادن, أعلنت أن أيمن الظاهري الذي تولى زعامة التنظيم هو عدوها رقم (1) وعندما تحين ساعته في دوائر صنع القرار فسوف يتم تلميع عضوا أخر من التنظيم ثم القبض على الظواهري أو إغتياله لتبدأ دورة العدو رقم(1) من جديد.
الطائرات الأمريكية بدون طيار والتي تعمل بلا كلل أو ملل في أفغانستان لدرجة أنها تصور مجاهدي طالبان وهم ينكحون الماعز وتعجز في العراق وسوريا عن تصوير مواكب داعش والتي تعد بعشرات بل مئات السيارات والمصفحات وعربات النقل والشاحنات.  الحدود التركية مفتوحة لإمداد داعش وعناصرها يتجولون بالمدن التركية بلباسهم وشعارهم من دون أن يستوقفهم الأمن التركي والمسرحيات التي قام بها أوردوغان مؤخرا بعد التفجيرات الأخيرة في تركيا والتي تستهدف بالدرجة الأولى الأكراد الذين يحققون بالتعاون مع الجيش السوري الإنتصارات على تنظيم داعش وطردوه من مناطق على الحدود التركية مما يزعج أوردوغان القلق من النزعات الإنفصالية لديهم.
الإعلام العربي مصاب بالشلل بعد أن قبض حتى أصيب بالتخمة وهي عادة ليست جديدة بل وأصبحت من مسلمات الأمور. إعلاميون يعملون في قنوات ويحلفون أغلظ الأيمان أنهم حياديون يصفون مايسمى الجيش الحر بأنه قوات معارضة مسلحة معتدلة وأن التشدد من نصيب جبهة النصرة وداعش وهم أنفسهم من كانوا يدافعون عن جبهة النصرة ويمدحونها ومنهم أعضاء في ما يسمى المجلس الوطني الإنتقالي وذالك حين تم تصنيفها كجبهة إرهابية. الجيش الحر الداعشي قام بتفكيك مصانع حلب وبيعها لعصابات أوردوغان كما قاموا ببيع مانهبوه من صوامع الحبوب في الرقة ودير الزور وبيعه لتركيا وفي حالات أخرى كانوا يلقون بالقمح من الشاحنات حتى لا يستفيد منه السكان والحجة أنه قمح ملوث مرسل من قبل الحكومة لتسميم الأهالي. كما أنهم قاموا بإلقاء موظفي هيئة البريد في مدينة الباب والزعم بأنهم قناصة على الرغم من أنني لم أرى حتى ربع بندقية قنص موضوعة بين الجثث ولن اطالبهم ببندقية كاملة فذالك قد يكون من الطمع والله أعلم.
إعلام المعارضة والقنوات المؤيدة والمساندة له والتي غرقت في بحر الطائفية والأموال التي تقبضها بذات اليمين وذات الشمال تقوم بوصف الشيشان والأفغان واليمنيين وقادمون من زوايا الأرض الأربعة بأنهم مجاهدون قادمون لمساعدة الشعب السوري وعند إنتهاء المعارك سوف يرحلون هكذا بكل بساطة كما فعلوا في أفغانستان وحولوها إلى بلد منكوبة بكل ماتحمله الكلمة من معنى. نفس الإعلام يلوم إيران لأنها ترسل مقاتلين إلى سوريا ويكيل لها التهم. أنا لا أدعم طرفا ضد أخر فذالك لا يعنيني ولكنني اتكلم عن إزدواجية الخطاب الإعلامي العربي وهي نفس الحالة التي تنطبق على كفريا والفوعة من قرى ريف إدلب ونبل والزهراء في ريف إدلب حيث تحاصر قوات المعارضة السورية المعتدلة تلك البلدات وتتوعد سكانها بالذبح لأسباب طائفية ومذهبية. المبعوث الأممي دي مستورا يتكلم عن حلب المحاصرة, الغوطة المحاصرة والزبداني بينما لايسمع صوته في حصار بلدات ريف حلب وريف إدلب. حالة أخرى حيث أن وسائل الإعلام المصابة بفيروس الدعشنة تصاب بحالة من السعار الإعلامي حين تعرض فيديو عن إلقاء البراميل المتفجرة وتزعم عدم دقة إصابتها وعدد الضحايا المدنيين المتزايد بينما لا يسمع أحد صوتا حيث يتعلق الموضوع بما يطلقون عليه ((مدفع جهنم)) الدقيق الإصابة الذي يتم تعديل زاوية إطلاقه عن طريق الليزر والأقمار الإصطناعية.
تنظيم داعش مشكلة إعلامية أكثر منه عسكرية أو تواجده على الأرض فهو موجود في بيئة تمتلئ بالأعداء وخصوصا القبائل في سوريا والعراق والخطوة الأولى للقضاء عليه تتطلب قرارات حازمة منها حظر كامل لجميع وسائل التواصل الإجتماعي التي تصر على التساهل بنشر دعايات داعش وفيديوهاتها والتي يستخدمها التنظيم للتجنيد وجمع الأموال. تويتر وفيسبوك وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعي تقوم على حذف فيديو يفهم منه العداء للسامية وذالك خلال دقائق وعندما قرر اليوتيوب التشدد في الفيديوهات المتعلقة بتنظيم القاعدة فتم حذف 99.999999% من الفيديوهات وأي فيديو جديد يتم تنزيله يحذف بسرعة قياسية. ليس هناك حجة لم يزعمون أن المسؤولين عن تلك المواقع يقفون عاجزين بل ويقال أن أغلب مواقع داعش تجدها تعمل من سيرفرات أمريكية وأوروبية وتلك عليها علامة إستفهام كبيرة في حال ثبوتها.
تغيير لهجة الخطاب الإعلامي العربي الذي يمتاز بالضعف والخوف من الحقيقة فلماذا لايذكرون صراحة الهوية الحقيقية لداعش والنصرة وغيرها من التنظيمات ومن يزودها بالسلاح ومن يعالج جرحاها ومن يسمح لها بعبور حدوده؟ من يلقي لداعش بالمؤن في صحراء الرمادي وغيرها من المدن العراقية؟ طائرات مجهولة تقوم بذالك ولكن هل بقي في عصر التكنولوجيا والتطور الرقمي شيئ إسمه طائرات مجهولة تلقي وسائل قتالية لتنظيم إرهابي في أجواء لايطير فيها عصفور بدون أن يكون مرصودا على الرادار مكان مغادرته ومكان وصوله؟
السماح للمرأة بالعمل يعادل إجبارها على البغاء. إذا تمكنت المرأة من قيادة السيارة فإنها قد تذهب إلى عشيقها ولكن ماذا عن الخلوة مع السائق الأجنبي مما قد يعرضها للتحرش والإبتزاز.
إزدواجية مقرفة وبنفس الطريق لايتم تسليط الضوء الإعلامي على الكتب التي تصدر منها الفتاوي المؤيدة لداعش مثل كتب إبن تيمية التي تم أخيرا مصادرتها في بعض البلدان كما أن يقال أن الأزهر رفض تكفير المنتسبين لتنظيم داعش وإن كان ذالك لم يثبت بتصريح رسمي ووثائق ويكليكس ليست عندي بمرجع مؤكد. كتب الأحاديث نفسها تحتاج إلى إعادة نظر لأن داعش تزعم الإستناد في أفعالها على أحاديث صحيحة أو تفسير لأيات قرأنية فكيف تسمى كتب بالصحاح وكيف يجب إستتابة من ينكر حديثا في البخاري ومسلم؟ هل هما كان ياتيها الوحي فيكتبان مايملى عليهما؟ الحقيقة أن كتب الحديث والتي تسمى صحاح هي نتاج مجهود بشري وبالتالي فإن فرضية صحتها 100% بالزعم من أن مؤلفيها قاموا بتحري الدقة تعد جريمة كبيرة مسكوت عنها منذ مئات السنين وإزدواجية وتصحيحها أحد الخطوات لمكافحة فكر داعش وغيرها ممن يستند على مجهود بشري يقوم بمنحه صفة الوحي الذي لا يخطئ.
المناهج التعليمية التي تستند إلى أساليب تقليدية وتلقينية أكل عليها الدهر وشرب وأصبحت سببا رئيسيا لتسرب الطلاب من المدارس وفشل طلاب الجامعات في دراستهم حيث لايتمكنوا من بناء مستقبل لهم فيسهل إستقطابهم لتلك التنظيمات فمن سوف يكون لديه الشجاعة ليكون سببا في بداية تصحيح لمراحل التعليم المختلفة؟
هناك أمراض مثل أيبولا والإيدز والسفلس يتم التحري عنها وإجراء الأبحاث لإكتشاف اللقاحات اللازمة ويتم تسليط الضوء عليها إعلاميا ولكن لماذا لايتم تسليط الضوء إعلاميا على الأصول والمنابع التي نبت منها تنظيم داعش؟ من له مصلحة في إستمرار الإرهاب إلى مالا نهاية؟ من يمتلك الشجاعة للتكلم بصراحة وتقديم الحقيقة للجماهير العربية والمواطنين العرب ممن يتسائلون عن سبب دمار وخراب مصر, العراق, ليبيا, تونس, سوريا؟
مع بالغ تحياتي وتقديري

النهاية

No comments:

Post a Comment