Flag Counter

Flag Counter

Saturday, July 25, 2015

ماهي العلاقة بين عولمة الحرب على الإرهاب والإسلاموفوبيا؟

مراكز الأبحاث الغربية(Think Tanks) في مرحلة مابعد أحداث سيبتمبر تقوم بالترويج لمفهوم الإسلاموفوبيا وأسلمة أوروبا(أوروبيا-Eurobia) وذالك عن طريق المؤتمرات والندوات والمنشورات التي تقوم بإرسالها لمشتركين داخل أمريكا أو خارجها. تلك المراكز تتواجد في الولايات المتحدة وبريطانيا والعديد من الدول ولكن مركز ثقلها إنتقل إلى الولايات المتحدة وبريطانيا بحكم العلاقة الوثيقة بين الدولتين والتنسيق بينهما فيما يطلق عليه الحرب على الإرهاب. أحد تلك المراكز يدعى مؤسسة التراث(The Heritage Foundation) وهم يعرفون عن أنفسهم كمؤسسة أبحاث تنتمي للإتجاه المحافظ وليس لعملهم أي علاقة بالتراث والتسمية خادعة.
من أهم ماتقوم مراكز الأبحاث بالترويج له هو عولمة الإسلام أو عولمة الجهاد وفق مفهوم شامل يؤدي في محصلته إلى حرب لا نهائية ضد الإسلام بإعتباره خطرا عابرا للقارات يهدد الحضارة وطريقة العيش الغربية. ويتصدر مايسمى الحركة الوهابية الترويج والحملات الإعلامية الغربية بإعتبار السعودية تعد مصدرة رئيسية للنفط وتقوم بدعم المؤسسات الدينية المحلية وتقوم بالترويج للمذهب الوهابي خارج المملكة العربية السعودية عن طريق شبكة من المؤسسات الدينية والمدارس الإسلامية والتي ينفق عليها بسخاء. إن بعض تلك المؤسسات قد تم إغلاقها أو إستجواب المسؤولين عنها بتهم تمويل ودعم الإرهاب, وحتى بعض تلك المدارس ثار حولها لغط إعلامي بسبب نوعية التعاليم التي يتم تدريسها في مناهجها.
إن مؤسسات ومراكز الأبحاث الغربية خصوصا التي تنتمي لليمين المحافظ تقوم بالترويج للحرب ضد الإرهاب وهي في حقيقتها حرب ضد الإسلام وتعتبرها أولوية ولكن ماهي الأسباب التي تدفعهم إلى ذالك؟
قبل أن أدخل في الأسباب الموجبة لذالك أحب أن أقوم بتوضيح نقطة مهمة وهي أن الإسلام والمسيحية واليهودية وغيرها من الديانات ليست عنفية أو تحرض على العنف ولكن هي تتأثر بأخلاق أتباعها وطباعهم سواء كانت سلمية أو تحرض على العنف أو إنطوائية فإي شخص معتنق لدين من الأديان تكون تصرفاته إنعكاس لشخصيته ولا علاقة للدين بها ولا يجوز التعميم, والأمثلة على ذالك كثيرة. فمن يتخيل أن دينا نبيه قال لأهل مكة إذهبوا فأنتم الطلقاء رغم التقتيل والأذى الذي لحق به وبأتباعه من قبلهم, ينتج لنا القاعدة وداعش وجبهة النصرة. تخيلوا دينا كانت معاملة نبيه مع وفد نصارى نجران بتلك الدرجة من الإنسانية والرقي يقتل على الهوية أتباع الأديان الأخرى ويهدم دور عبادتهم ويبيع نسائهم في أسواق الرقيق. تخيلوا دينا ذكر رسوله أحبوا أعدائكم وباركوا لاعنيكم يقوم أتباعه بملئ شوارع القدس حتى الركب ليس فقط بدماء المسلمين بل بدماء المسيحيين من أتباع الكنيسة الشرقية. هل قرأتم تعليمات بوذا حيث يحرم البوذيون قتل الذبابة فكيف من الممكن تفسير مايحصل في بورما(ميانمار)؟ المشكلة أن الدعاية اليمينية المحافظة تنظر للمشكلة بعين واحدة وتقوم بالترويج أن الإسلام ليس عبارة إلا عن ثقافة عصابات قتل وإغتصاب وتنكيل وتجتذب بسبب ذالك نوعية معينة من الأشخاص الذين يرغبون بتغليف جرائمهم بغلاف ديني.
بعد الإنتهاء من ألمانيا النازية, وتدمير العقيدة العسكرية اليابانية, وإحكام السيطرة الإقتصادية على أوروبا المنهكة بالحروب عن طريق مايسمى خطة مارشال وإنتهاء عصر الحرب الباردة بإنهيار الإتحاد السوفياتي, برزت الحاجة إلى عدو يكون له صفة الديمومة والإستمرارية فكان الإسلام. السبب لكل ذالك بسيط وواضح فكيف سوف يتم تبرير تزايد الإنفاق العسكري والأمني من تجهيزات وتسليح وتجنيد المزيد من الأفراد؟ كيف سوف يتم تبرير التنصت على هواتف وإيميلات المواطنين؟ كيف سوف يتم تبرير الإعتقال التعسفي في أماكن كمعتقل جوانتانامو وأبو غريب؟ كيف سوف يتم تبرير مصادرة الحريات وتكميم الأفواه؟
الحرب على الإسلام ليست محصورة بكونه دينا عالميا أتباعه أكثر من مليار شخص ولكن وكما تنظر إليه مراكز الأبحاث التي تنتمي للإتجاه اليميني المحافظ فتعتبره حركة سياسية, بل وإستعمارية, منافسة للرأسمالية كما كانت الشيوعية منافسة في فترة زمنية سابقة. الإسلام يحرم الربا والفوائد الربوية تحريما لا لبس فيه وإن حاول البعض التحايل على ذالك ولكن لايمكن فصل الفائدة الربوية عن النظام الرأسمالي الغربي فهو يشكل بلا مبالغة أساس النظام الغربي الإقتصادي وأهم مبدئ من مبادئه.
الحرب على الإرهاب هي حرب على الإسلام والذي يعتبر حركة دينية\سياسية منافسة للرأسمالية الغربية وعابرة للقارات وهنا يبرز مصطلح العولمة أو عولمة الإس*لام حيث أن الإسلام دين بلا حدود عابر للقارات وكذالك الحرب على الإرهاب يجب أن تكون بلا حدود. وكما قال جورج بوش الإبن في بداية حملته العالمية على الإرهاب: من ليس معنا فهو علينا.
المشكلة في النظرة المزدوجة فهم لايرون المسيحية كحركة دينية\سياسية على الرغم من كونها على أرض الواقع تتصف بتلك الصفة حيث أن الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول لم يعتنق المسيحية إلا على فراش الموت حيث تم تعميده ولكنه رأى في عقد مجمع نيقية محاولة لرأب الصدع بين الفرقاء من المذاهب المسيحية المختلفة وذالك لأهداف سياسية متعلقة بإستقرار حكمه. المسيحية مرت بفترات مد وجزر وبشكل عام إنتشرت محمولة على أسنة رماح الجيوش الرومانية وغرف التعذيب ومحاكم التفتيش وصكوك الحرمان التي كانت كافية في حال صدورها من بابا الكنيسة الكاثوليكية بحق ملك أن تعزله من عرشه. محاكم التفتيش قتلت مليون إمرأة تقريبا بتهم الهرطقة وممارسة السحر الأسود وكان كافيا إمتلاك إمرأة لقطة سوداء لحرقها بتهمة ممارسة السحر وكان يتم تنفيذ أحكام بالإعدام بعد جولات تعذيب بحق كل من يمتلك الكتاب المقدس والذي كان إمتلاكه وقرائته محصورا برجال الكنيسة والكهنوت.
عبد الرحمن العامودي المتهم بغسيل الأموال لصالح منظمات إرهابية والقيام بإتصالات مع أشخاص تم وصفهم بأنهم إرهابيون عالميون. العامودي كان سنة 1998 كان يتولى منصب الإمامة في الجيش الأمريكي ويتولى شؤون النصح والإرشاد للجنود الأمريكيين المسلمين وإمامة الصلوات داخل القواعد العسكرية الأمريكية حيث يخدم فيها جنود أمريكيون مسلمون بتكليف من (American Muslim Armed Forces and Veterans Affairs Council) والتي كانت تتلقى تمويلا من المملكة العربية السعودية وتم وصفها فيما بعد كونها جمعية أو منظمة متطرفة.
محكمة الدائرة التاسعة التي أقرت قبل ذالك بعدم قانونية قسم الولاء لأنه يحوي عبارة(Under God) رفضت إلتماسا تم تقديمه إليها بخصوص برنامج لطلبة الصف السابع في أحد المدارس الأمريكية حيث يقوم الطلبة بتقمص شخصية المسلم لفترة ثلاثة أسابيع(Islamic Awareness Course) حيث يستبدلون أسمائهم بأخرى إسلامية, يمتنعون عن مشاهدة التلفاز والأكل قبل غروب الشمس في رمضان ويحاولون حفظ سور من القرأن.
ريتشارد ريد(Richard Reid) والذي حاول تفجير طائرة عبر متفجرات قام بإخفائها بحذائه تحول للإسلام في أحد السجون البريطانية بواسطة إمام قدم لبريطانيا عبر برنامج للهجرة السريعة(Fast track Immigration) أقرته الحكومة البريطانية. السجون هي تعتبر منجم ذهب للتجنيد والدعاية المتطرفة حيث يكون الشخص في وضع الغريق الذي يحاول التعلق بقشة. إن ذالك ليس محصورا بالسجون في بريطانيا بل في كل بلدان العالم.
شابينا بيجوم(Shabina Begum) والتي قام برفع قضية بخصوص حرمانها من إرتدائها الحجاب بإعتباره يخالف الزي المدرسي المعتمد في أحد مدارس بلدة لوتون(Luton) حيث ربحت قضيتها في المحكمة الإبتدائية ولكن محكمة الإستئناف قامت بتأييد ال/مدرسة وذكرت في حيثيات الحكم المجهودات التي بذلتها الإدارة لتوضيح قوانين الزي المدرسة للطالبة وأهلها. المشكلة المتعلقة بالطالبة تحولت لقضية رأي عام وتلقت تأييدا من زوجة توني بلير(Cherie Booth) وحزب التحرير الإسلامي والمتهم بالإرهاب. بلدة لوتون هي نفسها التي ثار حولها لغط في وسائل الإعلام البريطانية بعد حلقة تلفزيونية للإعلامية اليسارية البريطانية ستايسي دولي(Stacey Dooley) والتي تصف فيها وبأسى كيف إستولى المتطرفون على بلدتها التي ولدت فيها وترعرعت وقاموا بتغييرات جذرية شملت مظاهر الحياة وملامح البلدة.
قضية ندى فاروق أثارت الرأي العام الكندي حيث قامت بتبني معتقدات متطرفة على الرغم من كون المنزل ليس مرتعا لتلك المعتقدات مما أدى إلى مخاوف من تطوير الأجيال الشابة لأفكار تميل نحو التطرف والتزمت ورفض الأخر مصدرها ليس المنزل بل قد تكون من الشبكة العنكبوتية أو من زملاء الدراسة. ندى قامت بإنشاء موقع على الإنترنت ذكرت فيه أنها تكره كندا وقامت وصديقاتها بالتعليق بحماسة عل فيديو يصور قطع رأس رهينة أمريكي في العراق. إن تلك النوعية من القضايا تثير الجدل في وقتنا الحالي خصوصا مع إستقطاب تنظيم داعش لمئات الأوروبيين والأوروبيات عبر وسائل التواصل الإجتماعي, أغلبهم قد يكون من المتحولين حديثا للإسلام ممن ولدوا لأسر أوروبية مسيحية وعاشوا كرعايا للكنيسة حتى إنتهى بهم الأمر في أحضان داعش.
بالنسبة إلى المفكرين اليمينيين المحافظين فإن تكرار تلك الحوادث وإعطائها مساحة إعلامية في القنوات الفضائية والصحف والإذاعة تمنحهم الدافع لمهاجمة الإسلام بإعتباره خطرا عابرا للقارات وتمنحهم المبررات أمام الرأي العام وكذالك مموليهم. بالنسبة إليهم كون إسم محمد هو الأكثر إنتشارا في العالم الإسلامي ولذالك فإن الكثير من الجرائم والحوادث يرتكبها أشخاص يحملون ذالك الإسم فيتم تجريم الإسم نفسه وبالتالي تجرم الديانة بالمجمل.
بريطانيا تعد أحد الأمثلة الواضحة على إنتشار التطرف والأفكار التي تستند على رفض الأخر وعدم تفاعل المهاجرين المسلمين مع المجتمعات المحلية وعدم إندماجهم فيها. الحكومة البريطانية مسؤولة عن ذالك حيث سمحت لأمثال هؤلا بالتمدد داخل المجتمع البريطاني بطريقة تجعلني أتسائل هل وضع المشرعون البريطانيون المصلحة العامة أمام ناظريهم حين سمحوا بمحاكم شرعية وقاموا بمنحها صلاحية مماثلة للمحاكم المدنية البريطانية بقوة القانون؟ تلك المحاكم حاليا عملها الرئيسي يتركز على قضايا الزواج والطلاق ولكن هل سوف نشهد في يوم ما حفلة قطع رؤوس وأيدي وجلد المخالفين في الساحات العامة البريطانية؟
الشرطة البريطانية قامت بإعتقال خمسة شبان مسلمين قاموا بنشر فيديوهات على قناتهم على موقع اليوتيوب وهم يقومون بدوريات في منطقة تحيط بمسجد شرق لندن حيث طردوا شخصا من المنطقة بعد القيام بتعنيفه لأنه مثلي كما قاموا بالتشاجر مع بريطانيين يشربون الكحول وأخبروهم أن هذه منطقة إسلامية وأخبروا أحد الفتيات التي تمر بالمنطقة أن لبسها غير ملائم وعليها عدم العودة للمرور بالمنطقة إن أصرت على إرتدائه. وفي مناطق أخرى يقوم أمثال هؤلاء بتمزيق دعايات في مواقف محطات الباصات يصفونها بأنها غير إسلامية. قناتهم على اليوتيوب تحمل شعار(الشريعة مستقبل بريطانيا). إدارة مسجد شمال لندن وبينما أدانت تصرفاتهم أمام الصحافة والإعلام والمسؤولين البريطانيين ولكنها في الواقع وراء الأبواب المغلقة تؤيد مثل تلك التصرفات ولولا موافقتهم على التصرفات البهلوانية لأولئك المهرجين لما تجرئوا على القيام بها.
الإعلام الغربي بدأ يصف المؤيدين لتلك التصرفات بالطابور الخامس حيث ذكرت إحصائيات أنه في العاصمة البريطانية هناك 70 ألف شخص يؤيدون تفجيرات مترو أنفاق لندن سنة 2007 وأن 60% من مسلمي بريطانيا مؤيدين لتطبيق الشريعة في عموم الأراضي البريطانية. إن ذالك يخلق مشكلة للمسلم الذي يريد أن يعيش حياته في سلام ويمارس كافة حقوقه التي كفلها له دستور البلاد التي إختار الهجرة إليها. تلك البهلوانيات ليست عبارة إلا عن سلوكيات سلبية تؤدي في المحصلة إلى صعود اليمين المتطرف البريطاني وحتى في دول مثل فرنسا وبولندا هناك حركات قومية متطرفة بدأت بالإنتشار وتعتبر نفسها في حالة عداء مع الإسلام والمسلمين.
لست أعلم على وجه التحديد الأسباب التي يثير فيها بعض المسلمين تلك الضجة في البلدان التي يهاجرون إليها وفق مبدأ خالف تعرف فيعضون اليد التي إمتدت إليهم بإحسان وأكرمتهم ويصفون تلك المجتمعات بالفسق والفجور وكأن مجتمعاتهم التي قدموا منها قمة الفضيلة والعفة. لماذا لايعودون من حيث قدموا ويطبقون شريعتهم المزعومة في بلدانهم ويتوقفون عن إثارة الفرقعات الإعلامية وحب الظهور في وسائل الإعلام المختلفة؟
كما أنني لست أعلم سبب القلق وإنفاق الأموال من قبل معاهد الأبحاث الغربية والمؤسسات التي تقوم بالترويج للإرهاب الإسلامي وأن الإسلام دين عنف وقتل ودماء حيث تقوم تنظيمات مثل داعش والنصرة والقاعدة بالمهمة خير قيام وتشويه صورة الإسلام المحمدي وإستبداله بالإسلام التلمودي الدموي؟
الصورة المرفقة تعبر عن أحد تلك السلوكيات البهلوانية والتي يقوم بعض بعض المغرمين بالظهور الإعلامي والشهرة عبر وسائل الإعلام وكأن الصلاة للإستعراض والمفاخرة. متى نتعلم أن ممارسة العبادة والشعائر الإسلامية والحفاظ على الهوية الإسلامية ليس معناه مضايقة الأخرين والتسبب بإزعاجهم وتعطيل مصالحهم.
مع بالغ تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية







No comments:

Post a Comment