Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, April 6, 2022

هذا الفيلم مستوحى من قصة حقيقية

أثار الفيلم الأمريكي "Kill the Messenger" الذي عُرِضَ سنة ٢٠١٤ حالة جدلية غير مسبوقة في المجتمع الأمريكي وفي الصحافة الأمريكية لم يحظى بها إلا عدد قليل من الأفلام. الفيلم مستوحى من قصة حقيقية بطلها الصحفي الأمريكي غاري ويب الذي كان يعمل في صحيفة مغمورة هي (San Jose Mercury News) والذي اكتشف عن طريق الصدفة أن حكومة الولايات المتحدة وإدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان متورطة في تجارة المخدرات وأنَّ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية غضَّت النظر عن تهريب المخدرات الى الولايات المتحدة مقابل تمويل ثوار الكونترا في نيكاراغوا.

المثير للدهشة أن رؤساء الولايات المتحدة منذ عهد ريتشارد نيكسون الى رونالد ريغان كانوا يتحدثون قضية المخدرات التي تحولت إلى وباء وعن طرق مكافحتها والقضاء عليها بدون أي نوايا حقيقية للقيام بذلك. أموال تجارة المخدرات كانت تعتبر جزأً هاما وحيويا من الاقتصاد الأمريكي خصوصا البنوك التي كانت من أكبر المستفيدين من تبييض تلك الأموال القذرة. الحكومة الأمريكية كانت تقوم بتقرير القوانين والتشريعات المسؤولة عن مكافحة وباء المخدرات وعن دخول عشرات الآلاف من الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء والأقليات الى السجون بتهمة تجارة وتعاطي المخدرات.

إنَّ وباء المخدرات كان أحد الأسباب الرئيسية في دخول الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء الى السجن وتفكُّك الأسرة في المجتمعات الأمريكية ذوي البشرة السوداء. هناك ما نسبته ٢٥% من الأمريكيين ذوي البشرة السوداء تحت سن ١٨ عاما إما أن يكون والده مسجونا أو دخل السجن في فترة سابقة والسبب الرئيسي هو تجارة أو تعاطي المخدرات. الحكومة الأمريكية كانت تعلن الحرب على المخدرات وفي الوقت نفسه تتغاضى عن تهريبها الى الأراضي الأمريكية وتستخدم الأموال في تمويل عملياتها السرية حول العالم. الحرب على المخدرات التي أعلنها عدد من الرؤساء الأمريكيين خصوصا رونالد ريغان هي في حقيقتها حرب على الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء وأحد أدوات التدخل في شؤون الدول الأخرى خصوصا أمريكا اللاتينية حيث كانت الحرب الباردة في ذروتها.

الفضيحة التي جرت أحداثها خلال فترة الثمانينيات وتم الكشف عنها بعد عشرة سنين تقريبا في سلسلة التحقيقات التي نشرها غاري ويب في صحيفة  (San Jose Mercury News) سنة ١٩٩٦. ولكن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قامت بنفي أي تورط لها في الأمر أو أنها تغاضت أو سهَّلت تهريب المخدرات الى الولايات المتحدة مقابل تمويل مقاتلي الكونترا في أمريكا اللاتينية. وقد قامت بما يطلق عليه إعلاميا إعدام الشخصية حيث إستخدمت كل وسيلة ممكنة من أجل تجريد غاري ويب من مصداقيته الذي هوجم من صحف شهيرة وواسعة الانتشار وتم تكذيبه وتعرض الى الكثير من المضايقات وخسر عمله وأسرته ومن ثم طواه النسيان حتى سنة ٢٠٠٤ حيث وجد متوفيا في شقة مستأجرة بطلقين ناريين في الرأس وتم تسجيل الحادثة على أنها انتحار.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment