Flag Counter

Flag Counter

Saturday, April 23, 2022

كيف تورطت السعودية وقطر في دعم تنظيم القاعدة وداعش في سوريا؟

سوريا سوف تكون دائما حاضرة في أي نقاش جيوسياسي خصوصا حول منطقة الشرق الأوسط, أوروبا وآسيا وذلك من خلال أحداث الربيع العربي التي بدأت في نهاية أكتوبر/٢٠١٠ تقريبا. خلال أحداث الأزمة الروسية-الأوكرانية, كانت سوريا حاضرة بقوة في الأحداث من خلال وسائل الإعلام التي تنشر مختلف المزاعم بدون أي دليل بالتأكيد, هدفها تشويه سمعة سوريا وشيطنة نظامها الحاكم. إن جميع الأزمات التي يمر بها العالم مرتبطة مع بعضها البعض حتى لو كان لها علاقة مع المناخ والبيئة. الأزمات أشبه بأحجار الدومينو الذي يكون سقوط كل حجر دومينو مرتبط بما قبله. 

هناك توجُّه عالمي من أجل أعادة ترتيب رقعة الشطرنج ومن أجل ذلك يمرُّ العالم بعدة أزمات الكثير منها متزامن مع بعضه البعض ولعل البداية الأزمة الإقتصادية العالمية ٢٠٠٧ والتي أدت الى أزمة كساد لم يتخلَّص العالم من آثارها حتى الأن. ومن ثمَّ كانت هناك أزمة فيروس كورونا منذ نهاية سنة ٢٠١٩ حيث بدأ ظهور الفيروس في الصين بتاريخ نوفمبر/٢٠١٩. وحاليا, طغت على أخبار وسائل الإعلام الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وهي أزمة معقدة ولها تداخلاتها السياسية والاقتصادية والأحداث في سوريا مرتبطة بها بطريقة أو بأخرى.

خلال الفترة التي سبقت أحداث الربيع العربي في سوريا, كانت الحياة تسير بشكل طبيعي في كافة المجالات. سعر صرف الدولار مقابل الليرة ثابت, التضخم في أدنى مستوياته, البطالة منخفضة والخدمات التعليمية والصحية في أفضل أوضاعها. كانت هناك الكثير من الإنجازات وإن حاولت وسائل الإعلام الغربية تجاهلها وذلك خدمة لأجندات وأهداف دول غربية في العدوان على سوريا. علينا أن لا ننسى أن سوريا كانت مكتفية ذاتيا من الحبوب خصوصا القمح ومن المواد الغذائية. كما أنه كانت لديها قاعدة صناعية جيدة خصوصا في مجال الأدوية التي كانت تصدر إلى الخارج وديون خارجية معدومة. 

المعارضة السورية التي يهيمن عليها تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي تحاول دائما وأبدا إنكار الإيجابيات في مسعى منها من أجل شيطنة النظام السياسي في سوريا. تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي يؤمن إيمانا قاطعا بأنَّهم الفئة الناجية وأنَّ الله قد أورثهم الأرض ومن عليها ومنها سوريا وأنَّ ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ. دول غربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا تقدِّمان الدعم الى تنظيم الإخوان المسلمين لأن ذلك يخدم أجندات وأهداف البلدين ولأنَّ التنظيم وإن حاول الإيحاء بغير ذلك لا يشكِّلُ أي خطر على دولة الكيان الصهيوني.

إنَّ قطر والسعودية من كبار داعمي المعارضة السورية بالمال والسلاح وذلك لم يخرج من إطار العبائة الأمريكية وأجندات الدول الغربية التي ترى في النموذج السوري وإستقلاليته خطرا على سياستها في الحكم والسيطرة في المنطقة. دولة قطر على وجه الخصوص قدَّمت الدعم الإعلامي من خلال قناة الجزيرة وموَّلت المعارضة السورية بمبالغ مالية هائلة وصلت في سنتين فقط الى ٣ مليار دولار وإجمالي التمويل السعودي-القطري الذي تم تقديمه الى المعارضة السورية وصل الى مايزيد عن ٣٦ مليار دولار. التنظيمات التي حصلت على تلك الأموال من المفترض أنها تنظيمات إرهابية في لوائح الأمن في الدول الغربية والدول الأخرى الممولة مثل السعودية وقطر. وعلى رأس تلك التنظيمات هو تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي وفرعه تنظيم القاعدة.

الإعلام النفطي السعودي والقطري يتعاطى مع المسائل السياسية المتعلقة في سوريا وفق مبدأ الإزدواجية الوقح للغاية حيث يتم تقديم الدعم الإعلامي والمالي الى التنظيمات الإرهابية وفي العلن وهذا من ناحية. أما من ناحية أخرى فإن قنوات مثل الجزيرة والعربية تتجاهل السياسات الداخلية والخارجية في السعودية وقطر والتي في الوقت نفسه تعيبها على سوريا. المملكة العربية السعودية تعدم المعارضين بالجملة بدون إجراءات عادلة للقبض والتحقيق والمحاكمة ولكن الإعلام النفطي السعودي يتحدث عن سجون سوريا. النظام القضائي في السعودية يعود الى القرون الوسطى والأسرة المالكة السعودية خارج نطاق المحاسبة والمساءلة خصوصا أصحاب السمو الملكي. دولة قطر سحبت الجنسية من آلاف من أبناء قبائل بني مرة وهم سكان البلاد الأصليين ولكن قناة الجزيرة تتحدث عن الأكراد ومشكلة تجنيسهم في سوريا وهلم جرا. 

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment