Flag Counter

Flag Counter

Monday, April 18, 2022

من يحكم العالم؟

الإجابة على ذلك السؤال في غاية البساطة, من يحكم العالم هو من يسيطر على الإعلام وهي عبارة عن خمسة أو ستة شركات إعلامية عملاقة. حتى أن عدوى التكتلات الإعلامية قد بدأت تتسرب إلى وسائل التواصل الإجتماعي ومواقع مشاركة الفيديوهات حيث تحاول شركات تمتلك الرأسمال السيطرة على قنوات اليوتيوب الناجحة عبر تقديم تمويل إليها. 

ذكرت في مواضع سابقة أن مهمة الإعلامي أو الصحفي هي ليس نشر الحقيقة بل التعبير عن وجهة نظر الجهة التي تدفع راتبه. أي صحفي يغرِّد خارج السرب قد يتعرض الى الطرد أو سوف يجد المشاكل تلاحقه في كل مكان مثل ظلِّه.

لقد أصبح من الواضح على هامش الحرب الروسية-الأوكرانية كمية الضخ الإعلامي التي تهدف إلى تشويه سمعة روسيا وجيشها والتقدم الذي حقَّقته القوات الروسية في أوكرانيا. حتى في موقع مشاركة الفيديوهات اليوتيوب عبَّر عدد من القنوات مثل قناة المخبر الإقتصادي وقناة زي الكتاب ما بيقول عن وجهات نظر غير محايدة ومحاولة الترويج بإستماتة لمفهوم الحرب العالمية الثالثة. 

هناك ثلاثة أشخاص لا يمكن تصديقهم وهم: الإعلامي, السياسي ورجل الأرصاد الجوية. وسائل الإعلام التي تعارض العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا سارعت إلى إدانة استعانة القوات الروسية بالمرتزقة للقتال في أوكرانيا. بينما في الوقت نفسه فتحت السفارات الأوكرانية في عدد من الدول أبوابها على كل من يرغب قتال الجيش الروسي حيث يتم إطلاق تسمية متطوعين على الرغم من عدد من الأخبار أنه يتم دفع رواتب مجزية بلغت 2000 دولار في اليوم لمن يملك خبرة قتالية خصوصا في أوروبا الشرقية.

تلاعب وسائل الإعلام بعقول المشاهدين فيما يشبه غسيل العقول هو أمر له شواهد ومناسبته الوحيدة ليست الأزمة الروسية-الأوكرانية. هناك أزمة فيروس كورونا على سبيل المثال حيث اختفى تقريبا الحديث عنها وعن المتحور المرعب أوميكرون في أغلب وسائل الإعلام التي تعمل بتنسيق وفق مبدأ العدوى. ولعل الجميع لاحظ ذلك خلال حادثة مقتل الفتاة فلسطينية إسراء الغريب من الضفة الغربية وحادثة قتيل فيلا نانسي عجرم وزوجها وحادثة عملية الهروب البطولية من سجن جلبوع المشدد الحراسة حيث تحدث الجميع في الوقت نفسه وتوقفوا كذلك عن الحديث في الوقت نفسه كأنَّ هناك شخصا واحد يصدر لهم الأوامر.

الأزمة تبدأ في وسائل الإعلام وتنتهي في وسائل الإعلام. الخطة العسكرية الروسية في أوكرانيا تسير على خير ما يرام بينما من يستمع الى وسائل الإعلام الغربية سوف يتخيل أن القوات الأوكرانية أصبحت على أبواب موسكو. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دخل في معركة حياة أو موت وليس لديه خيار أخر بعد أن حاولت الولايات المتحدة تحويل المماطلة إلى أمر واقع عبر انضمام أوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي ثم الى حلف الناتو وهو ما لن تسمح به روسيا مهما كان الثمن.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment