Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, April 26, 2022

على هامش صفقة إيلون ماسك وتويتر, نحو إعلام بديل

أثارت صفقة استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على موقع التغريدات تويتر مقابل ٤٤ مليار دولار الكثير من الجدلية ومازالت. الرئيس الأمريكي جو بايدن يشعر بالقلق من احتمال إعادة تفعيل حساب الرئيس السابق دونالد ترامب الذي تم إقفاله بشكل نهائي بسبب "خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف. إيلون ماسك قام بشراء حصة في تويتر بلغت ٩.٢% ثمَّ هدَّدَ بالإنحساب عند إعتراض بعض أعضاء مجلس الإدارة على صفقة شرائه تويتر وتحويله الى شركة خاصة مما كان سوف يؤدي الى هبوط في قيمة أسهم تويتر.

إيلون ماسك شخصية ليست عادية وجدلية لأنه أغنى شخص في العالم ويمتلك شركة السيارات الكهربائية تيسلا وشركة سبيس إكس للفضاء ويخطِّطُ من أجل مشروع الإنترنت الذي يبث عبر أقمار فضائية مجانا مقابل بث مواد دعائية وإعلانية. إنَّ كل ذلك سوف يمنحه في المستقبل قوة هائلة في المجال الإقتصادي والسياسي وذلك يعتبر أمرا مقلقا للديمقراطيين خصوصا أن موعد الإنتخابات الرئاسية القادمة يقترب وهناك توقعات بعودة دونالد ترامب الى ترشيح نفسه.

إنَّ مايقوم به إيلون ماسك هو صراع نخب دموي حيث يسعى كل رجل أعمال أو ملياردير الى إمتلاك وسيلة إعلامية مؤثرة حيث يمتلك الملياردير جيف بيزوس وهو أحد خصوم إيلون ماسك صحيفة الواشنطون بوست المؤثرة والعريقة. كما أنَّ جيف بيزوس هو منافس إيلون ماسك في مجال الفضاء. مارك زوكربيرغ يمتلك موقع فيسبوك وهو أكبر مواقع التواصل الإجتماعي حيث لديه تقريبا ٢ مليار مستخدم ويخطط حاليا لإستخدام موقع فيسبوك من أجل التحول إلى ما يشبه دولة افتراضية حتى أنه يحاول إطلاق عملة خاصة به.

إيلون ماسك صرَّح بأنه سوف يجري تغييرات على تويتر ويسمح بمزيد من حرية الرأي والتعبير وأنه سوف يحارب الحسابات الروبوتات وانه سوف يجعل مصدر تويتر خوارزميات مفتوحة المصدر وعدد من التصريحات الأخرى التي يصعب التحقق من مصداقيتها حاليا بسبب طبيعة تغريدات وتصريحات إيلون ماسك المتقلبة والمتغيرة بإستمرار. 

ولكن هناك أمر مهم الحديث عنه على هامش الإعلان عن صفقة استحواذ إيلون ماسك على تويتر وهي عن المستوى الذي وصل إليه الإعلام بشكل عام خصوصا بعد ظهور وسائل التواصل الإجتماعي على الساحة الإعلامية واستحواذها على عدد كبير من المتابعين بالإضافة الى حصة كبيرة من العوائد المالية نتيجة اتجاه عدد كبير من المعلنين إلى استخدام منصات التواصل من أجل الوصول إلى عدد أكبر من الزبائن والمستهلكين المحتملين بعد أن فقدت وسائل الإعلام التقليدية جاذبيتها. الحديث في هذه النقطة تحديدا يمكن أن يتشعب ويعود في الزمن خصوصا الى فترة الستينيات حيث حركة الحقوق المدنية والطلابية وحرب فيتنام. ولكن فقد أصبح واضحا أن وسائل الإعلام التقليدية أصبح تفتقر الى المصداقية بسبب تداخل المال والسياسة والصحافة وأنَّ وسائل التواصل الإجتماعي أصبحت مجالا خصبا من أجل نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة وتشويه السمعة وأنه برزت الحاجة الى وسائل إعلام شعبية لا تخضع الى كل تلك العوامل السابق ذكرها وتكون أكثر تعبيرا عن رأي الشخص العادي الضائع بين وسائل الإعلام التقليدية و وسائل التواصل الإجتماعي.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment