Flag Counter

Flag Counter

Friday, April 8, 2022

التاريخ يعيد نفسه، هل انتشر الإسلام بالسيف؟

التاريخ يعيد نفسه وتلك مقولة يمكن أن تنطبق عليها معايير الدقة بنسبة مرتفعة. الاتهامات التاريخية هي نفسها التي يتم توجيهها إلى الإسلام بأنه انتشر بواسطة السيف وأن المسلمين هم إرهابيون وقتلة ومجرمون وأنهم يطبقون تعاليم الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام. إنَّ تلك النوعية من الإتهامات يتم تعليبها وتغليفها بطريقة مختلفة حتى تناسب العصر الذي يتم إستخدامها فيه. إنَّ التاريخ الذي تحاول الدول الغربية ووسائل الإعلام الغربية تسويقه هو التاريخ المزيف والمزور والذي يحقِّق لهم أهدافهم في تطويع السكان العرب والمسلمين ونهب خيرات بلدانهم.

المسيحية إنتشرت بواسطة السيف ومازالت. قسطنطين الأول أمر بإنعقاد مجمع نيقية سنة ٣٢٥م حيث تم إقرار قوانين الإيمان والعقائد المسيحية الرئيسية وكل من يخالفها كان يعرِّض نفسه للقتل. حتى الكتب المخالفة تم الأمر بإحراقها وكل من كان يتم العثور عن نسخ منها في حوزته كان يعرِّض نفسه الى القتل. الآريوسيين أتباع أحد آباء الكنيسة آريوس قد تعرضوا الى الملاحقة والإضطهاد والتعذيب والقتل بأبشع الطرق منها الحرق بسبب معتقداتهم. حروب الانشقاق الكنسي بين الكاثوليك والبروتستانت والحروب الدينية الأوروبية خطفت أرواح ملايين الأشخاص. بينما لو نظرنا الى دول حكمها المسلمون فترات زمنية مطولة مثل الأندلس والهند وحتى دول أوروبية سيطر عليها المسملون حيث إستمر تواجد العقائد المحلية مثل المسيحية والهندوسية وإستمر تواجد أتباعهم وبأعداد مؤثِّرة.

الكنيسة كانت أحد أسباب التخلف وإنتشار الجهل في أوروبا الى درجة أنه كان مسموحا حصريا للقساوسة والكهنة بامتلاك نسخة من الكتاب المقدس ومن كان يتم العثور على نسخة في حوزته من عامة الشعب, فقد كان يعرِّضُ نفسه للعقوبة الشائعة وهي القتل حرقا أو الصلب. كما أنَّ الكنيسة كانت السبب في إنتشار وباء الطاعون في أوروبا الذي أباد ثلث السكان حيث كانت تلاحق كل من يمتلك قطَّة خصوصا إذا كانت سوداء اللون وتتهمه بممارسة السحر والشعوذة. وبسبب مقتل أعداد هائلة من القطط وهي الأعداء الطبيعيين للفئران, ساهم تكاثر الفئران في انتشار مرض الطاعون القاتل.

محاكم التفتيش الكنسية فتكت بعدد هائل من الضحايا وإن كانت بعض المصادر المسيحية تحاول أن تجعل أعداد الضحايا محدودة. حتى الطوائف المسيحية المخالفة مثل الكاثار فقد لاحقتها محاكم التفتيش الكنسية التي لم تقتصر على اليهود والمسلمين. خلال فترة ٨٠٠ سنة من تواجد المسلمين في الأندلس فقد إزدهرت كافة مظاهر الحضارة والعلم وحريَّة العبادة حيث كان ملوك أوروبا يرسلون أولادهم الى مدن مثل قرطبة وغرناطة من أجل تلقي العلم وكان تحدث أبناء أوروبا باللغة العربية علامة من علامات الثقافة والمستوى العلمي الرفيع. اليهود الذين لاحقتهم محاكم التفتيش فروا مع العرب والمسلمين من الأندلس إلى دول المغرب العربي حيث يمارسون حريتهم في التجارة والعبادة.

وفي العصر الحديث فتكت العلمانية الإلحادية التي تسترت برداء الدين من أجل إخفاء حقيقتها بمئات الملايين من البشر في حروب عبثية لأسباب مختلفة منها الرأسمالية, التجارة الحرة, الإتفاقيات والمصالح التجارية, الكشوفات الجغرافية, نشر الدين المسيحي, التوسع الجغرافي والاستعماري وغيرها من الأسباب العبثية. الحرب العالمية الأولى والثانية هي من الحروب التي أشعلتها العلمانية الإلحادية وسقط فيها أكثر من ٧٠ مليون قتيل وعدد هائل من الجرحى والمفقودين وإستخدام القنبلة النووية في هيروشيما وناغازاكي وقصف المناطق المدنية وتدمير مدن على بكرة أبيها كما حصل في مدينة دريسدن الألمانية وطوكيو اليابانية. الحرب على العراق سقط ضحيتها وضحية الحصار الإقتصادي أكثر من مليون مواطن عراقي نصفهم من الأطفال. كما أنَّ الولايات المتحجة إستخدمت أسلحة الدمار الشامل مثل اليورانيون المنضب حيث مازالت عدة مناطق في العراق تشهد إرتفاعا في معدل الموايد المشوهين والذين يعانون من الإعاقات.

هناك الكثير من النقاط السوداء في تاريخ الإسلام والمسلمين. وفي الحقيقة فإنَّ التاريخ الإسلامي دموي للغاية حيث قتل ثلاثة من أصل أربعة خلفاء تولوا الحكم بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام. كما تم إغتيال الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز وتعرض عدد من خلفاء بني أمية وبني العباس لمحاولات الاغتيال والانقلاب والقتل.الصراع بين آل البيت وبني أمية وبينهم وبين بني العباس هي تعتبر من أكثر الصفحات السوداء في التاريخ الإسلامي والتي لم يتم إغلاقها إلى الآن. ولكن رغم تلك النقاط السوداء, إلا أنَّ الإسلام إستمر في الإنتشار حتى في عصور الضعف والإنحطاط بسبب الإيمان بمبادئ وقيم الإسلام والتي هي في جوهرها نبيلة وتهدف الى سعادة الإنسان حتى لو أساء بعض المسلمين إستخدامها.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية

No comments:

Post a Comment