وفجأة, أصبح سعد الجابري حديث الصحف والمواقع في المملكة العربية السعودية على الرغم من أن قلة قليلة من السعوديين ربما سمعت بإسمه قبل ذلك. الحكومة السعودية تتهمه بأنه إختلس أكثر من مليار دولار خلال عمله في وزارة الداخلية وأن أساء إستخدام أكثر من 11 مليار دولار من صندوق مكافحة الإرهاب الذي قام الملك السعودي السابق, عبدالله بن عبد العزيز بتأسيسه. سعد الجابري كان الشخص الثاني في وزارة الداخلية السعودية لأكثر من 20 سنة حيث عمل مع سمو الأمير محمد بن نايف منذ بداية توليه منصب وزير الداخلية وكان مدير مكتبه وذراعه الأيمن وضابط الإتصال الرئيسي بالأجهزة الأمنية الغربية. الحكومة السعودية وجريا على عادة حكومات عربية في اختطاف أفراد أسرة المعارضين والمطلوبين من أجل الضغط عليهم لتسليم أنفسهم, قامت السلطات السعودية بإختطاف عمر وسارة أبناء اللواء سعد الجابري في غارة على منزل الأسرة قام بها خمسون عنصرا أمنيا. سعد الجابري الذي يعرف بحكم منصبه من أين تؤكل الكتف فرَّ الى كندا منذ ثلاثة سنين ويرفض العودة الى السعودية. سعد الجابري هو صندوق باندورا وكنز وثائق ومعلومات ومقرب جدا من ولي العهد السعودي السابق.
الملك السعودي أصدر قرارا في سبتمبر/2015 بطرد اللواء سعد الجابري من منصبه. وزير الداخلية سمو الأمير محمد بن نايف الذي كان في لحظة إعلان القرار مجتمعا مع نائبه من أجل العمل على بعض الملفات الهامة, سمع بالقرار من وسائل الإعلام. وقد قام الجابري بجمع متعلقاته الشخصية من مكتبه وغادر مقر الوزارة تاركا رئيسه بدون مساعد موثوق. سعد الجابري كان يحمل رتبة لواء ولديه شهادة الدكتوراه في الذكاء الإصطناعي واللغات من جامعة أدنبرة, أحد أعرق الجامعات في إسكتلندا. كما أنه له الفضل في إحداث نقلة نوعية في طريقة عمل الوزارة من حيث الاعتماد على أحدث أنواع التكنولوجيا خصوصا في مجال الطب الشرعي وإستخراج الأدلة. الأجهزة الأمنية الغربية وتحديدا الأمريكية كانت راضية تماما عن عمل اللواء الجابري وحيث أنه بفضل نجاحه في زرع عميل أمني داخل تنظيم القاعدة في اليمن, تمكن من تحذير الأجهزة الأمنية الأمريكية من قنبلة تم إعدادها داخل خرطوشة حبر طابعة ليزرية وكان مخططا لها لتنفجر في إحدى الطائرات فوق مدينة شيكاغو وتقتل مئات الأشخاص. العميل الأمني نجح في الحصول على معلومات تفصيلة خصوصا الرقم التسلسلي للخرطوشة التي تم تخبئة المتفجرات بداخلها حيث تم ضبطها في طائرة في مطار إيست ميدلاندز في بريطانيا.
في ليلة 20 رمضان/2017 حيث كان أغلب الأمراء يقضون العشرة الأواخر في مدينة مكة وكان مقررا عقد إجتماع مجلس الشؤون الأمنية الذي يترأسه محمد بن نايف, تم إعلام محمد بن نايف أن الملك يريد لقائه على وجه السرعة. قام سمو الأمير محمد بن نايف بركوب طائرة هليكوبتر مع عدد من حراسه والذهاب الى قصر الصفا. وفور وصوله الى قصر الصفا, صعد مع اثنين من حراسه في أحد المصاعد حيث تفاجأ بعد أن فتح المصعد أبوابه بحراس من أمن الملك سارعوا الى تجريده وحراسه من هواتفهم الخليوية وأسلحتهم و اصطحبوا سمو الأمير الى غرفة جانبية حيث تعرض الى ضغوطات من مساعدي الأمير وعلى رأسهم رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ وذلك من أجل التنازل عن ولاية العهد. أحد وسائل الضغط كانت تسجيلات لعدد من أعضاء هيئة البيعة التي أسسها الملك عبدالله وهم يعلنون موافقتهم على قرار الملك تنحيته عن ولاية العهد وتعيين ولده محمد بن سلمان في مكانه. كما تم الضغط عليه حيث تعرض للإهانات واتهامه بأنه مدمن مخدرات خصوصا من تركي آل الشيخ وتم رفض إدخال الطعام والشراب والأدوية خصوصا دواء مرض السكر مما أدى الى إجهاده وقبوله التنازل عن ولاية العهد. وحين قام بتوقيع الوثيقة, قام تركي آل الشيخ بإدخاله الى إحدى الغرف حيث تفاجأ بصحفيين وكاميرات ورجال الأمن ومحمد بن سلمان يستقبله بحرارة ويقوم بتقبيله على رأسه والانحناء من أجل تقبيل قدميه.
باقي الحكاية مجرد تفاصيل ثانوية. سمو الأمير محمد بن نايف تم اصطحابه بواسطة الحراسات الملكية الى قصره في مدينة جدة حيث فرضت عليه ما يشبه الإقامة الجبرية. كما تمت إقالته من منصبه في وزارة الداخلية. صحيفة نيويورك تايمز نشرت رد الديوان الملكي على سؤالها بأن سمو الأمير محمد بن نايف تمت إقالته من منصبه من قبل مجلس البيعة حيث تم رفض الإفصاح عن الأسباب التي أدت الى ذلك القرار. لاحقا, مصدر سعودي مجهول أخبر أحد مراسلي وكالة رويترز للأنباء أن سمو الأمير محمد بن نايف كان مدمنا على المورفين والكوكايين وهي مجرد تهم تم توزيعها مجانا في محاولة إغتيال شخصية سمو الأمير محمد بن نايف وتشويه سمعته.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment