ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف كان معروفا للمواطنين السعوديين ولديه شعبية ومقربا من كبار رجال الدين. كما أنه كان معروفا ومقربا من دوائر صنع القرار الغربية بسبب جهوده في الحرب على الإرهاب واستئصال شأفة تنظيم القاعدة في السعودية والتعاون مع أجهزة أمنية غربية مما منع تنفيذ عمليات إرهابية في دول غربية وأوروبية. الأمير نايف بن عبد العزيز كان وزيرا للداخلية من سنة 1975 حتى وفاته سنة 2012, ووليا للعهد حيث تم تعيينه في ذلك المنصب بعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز. الأمير محمد بن نايف ورث منصب وزير الداخلية وولاية العهد واستكمال ما بدأه والده في الحرب على الإرهاب.
هناك أخبار نشرتها صحيفة الواشنطن بوست أن ولي العهد السعودي الحالي الأمير محمد بن سلمان يستعد لتوجيه اتهامات بالفساد الى إبن عمه وولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف. ملخصها أن الأمير محمد بن نايف اختلس 15 مليار دولار حين كان وزيرا للداخلية وحولها الى حسابات خارجية عبر شبكة من الشركات الوهمية والحسابات الخاصة. ويبدو من تقرير الواشنطن بوست أن ولي العهد السعودي يستعد لتوجيه ضربة حاسمة الى أحد أقوى منافسيه وأكثرهم تهديدا لمنصبه المستقبلي ملك المملكة العربية السعودية.
أجهزة إعلامية موالية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان قامت منذ فترة زمنية طويلة بترويج الإشاعات عن محمد بن نايف عبر مقالات ومواضيع مدفوعة تنشر في صحف أجنبية خصوصا أمريكية أن محمد بن نايف لا يصلح لتولي الحكم في السعودية وحتى منصبه وزيرا للداخلية تم تجريده منه بسبب مزاعم عن إدمانه المخدرات والمهدئات نتيجة الإصابة التي لحقت به إثر محاولة الإغتيال الفاشلة التي تعرض لها سنة 2009. محاولة تقليدية لاغتيال الشخصية عبر نشر الأخبار الكاذبة والترويج للإشاعات عن عدم صلاحية محمد بن نايف للحكم وفساده. بل وصلت حملة الإشاعات الى إتهامه بتهم أخلاقية معيبة. ترقية محمد بن نايف الى منصب ولي العهد بدلا من الأمير مقرن بن عبد العزيز كان خطوة ضرورية حتى يكون سقوطا مدويا ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن, محمد بن نايف كان شخصا مقربا من المواطنين ومن الأجهزة الأمنية الغربية ولم يكن لقمة سائغة أو هدفا سهلا.
أول خطوة قام بها الأمير محمد بن سلمان في مسعاه من أجل إزاحة محمد بن نايف من المشهد السياسي والأمني في المملكة هو استصدار قرار من والده الملك بطرد جميع المقربين من الملك عبدالله من الديوان الملكي منهم رئيس الديوان الملكي خالد التويجري وتعيين محمد بن سلمان رئيسا لديوان والده الملك مما منحه نفوذا فعليا في التحكم بمن يقابل الملك ومن يدخل عليه. الخطوة الثانية كانت عزل الأمير مقرن من منصب ولاية العهد وترفيع محمد بن نايف من ولي ولي العهد الى ولي العهد وتعيين الأمير الشاب محمد بن سلمان في منصب ولي ولي العهد بدلا من محمد بن نايف. الخطوة الثالثة كانت إلغاء ديوان ولي العهد حيث لم يبق لمحمد بن نايف سوف وزارة الداخلية مركز ثقل وقوة له في صراع مع إبن عمه الأمير الشاب محمد بن سلمان. الخطوة الرابعة إنشاء مركز للأمن القومي برئاسة وزير الدفاع محمد بن سلمان مما يعني منافسة محمد بن نايف في منطقة كانت في السابق حكرا له بصفته وزيرا للداخلية. الخطوة الخامسة عزل اللواء سعد الجبري الذي كان نائبا لوزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ويعتمد عليه بشكل رئيسي حيث خدم في وزارة الداخلية أربعين سنة مما يعني أنه خزانة أسرار. الخطوة السادسة هي إعلان الأمير محمد بن سلمان عن تحالف عسكري إسلامي من أجل مكافحة الإرهاب سنة 2015 وهو ماتندر عليه ناشطون سعوديون بأنه غروب واتساب حيث أعلنت بعض الدول أنه لم يتم إعلامها قبل الإعلان عن مشاركتها في ذلك التحالف بينما رفضت دول أخرى تم الإعلان عن مشاركتها في التحالف ذلك. وفي مرحلة لاحقة, انسحبت بعض الدول من التحالف الذي أريد له أن يكون أشبه بتحالف ناتو إسلامي.
الصراع بين الأمير السعودي الشاب محمد بن سلمان وإبن عمه وزير الداخلية السابق محمد بن نايف وصل الى مراحله الأخيرة لو ثبت صحَّة تقارير الواشنطن بوست ولو قام ولي العهد السعودي بإعتقال إبن عمه وتحويله الى المحكمة بتهمة الفساد. حيث يقال أن الأمير محمد بن نايف بالفعل قيد الاعتقال في انتظار توجيه اتهامات رسمية اليه. وأن قضية اللواء سعد الجبري المقرب من محمد بن نايف واللاجئ الى كندا ليست إلا فصلا آخر من فصول صراع العروش في المملكة العربية السعودية.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment