Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, July 7, 2020

الصين وكورونا سوف يقودان العالم الى حافة الجنون

أنا متأكد أنه مع نهاية أزمة فيروس كورونا إن إنتهت الأزمة ولم يتحول الى فيروس موسمي مثل إنفلونزا الخنازير, سوف يتجاوز عدد الأشخاص ضحايا الأمراض النفسية والعصبية عدد إصابات ووفيات فيروس كورونا. الحظر المنزلي خصوصا المشدد والذي يعني عدم السماح بالخروج من المنزل حتى للتخلص من القمامة سوف يصيب العالم بالجنون. وقد بدأت عوارض ذلك تظهر من خلال بعض التصرفات الغريبة مثل ركض ماراثون على شرفة منزل أو إستخدام آلات موسيقية مثل الطبل في إحداث الازعاج والصراخ في أوقات متأخرة من الليل مثل قرود غابات الأمازون. أنظمة الرعاية الصحية في العالم أصابها الشلل وأصبحت مخصَّصَة بالكامل من أجل مرضى فيروس كورونا وزيادة عدد العاملين من منازلهم وعن بعد أصاب شبكات الإنترنت بالشلل حتى في أكثر دول العالم تقدما. أزمة فيروس كورونا هي حرب عالمية ثالثة بين مجموعة دول وشبكات مصالح ونخب عالمية والضحايا هم البشرية والحقيقة. 
أحد الأوبئة التي أصابت البشرية وأحدثت حالة قلق عامة هي إنفلونزا سارس(متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد) الذي انتشر بداية من الصين سنة 2003 وكان يوصف بأنه قاتل حيث نسبة الوفيات 10% من إجمالي الحالات المصابة وليس له لقاح معروف وقد إختفى من تلقاء نفسه. فيروس  إنفلونزا الخنازير انتشر بداية من المكسيك سنة 2009 وأدى الى عدد من الوفيات دول مختلفة. ولكن التعامل مع ذلك الفيروس كان مختلفا حيث خرج لقاح الى حيز الوجود خلال فترة قياسية وكان عدد الوفيات منخفضا(0.1%) وفترة الحضانة أقل وأعراضها أكثر وضوحا. كما أن فيروس إنفلونزا الخنازير كان يستهدف فئة الشباب وصغار السن حيث أن كبار السن قد كونوا نوعا من المناعة بعد تعرضهم الى عدد من سلالات الفيروس في السابق. وفي المملكة العربية السعودية, كان فيروس ميرس(MERS متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) السبب في عدد من الوفيات ولكنه كان يعتبر منخفض الخطورة على الرغم من انتمائه الى عائلة الفيروسات التاجية من فئة كورونا.
الخيال العربي وهو واسع مقارنة بأمة لا تقرأ والذي أنتج لنا حكايات جحا, قراقوش وألف ليلة وليلة, بدأ في نشر التهريج الإعلامي عبر البهاليل(جمع بهلول) يظهرون في قنوات يوتيوب وعبر مقالات في مواقع ومنتديات رغم أنهم غير متخصصين ويتحدثون في أمور طبية خصوصا فيروس كورونا. ونتيجة لذلك, انتشر عدد كبير من الخرافات والمفاهيم الخاطئة حول أساليب وطرق علاج ذلك الفيروس الذي أصاب أكثر من 11 مليون وأدى الى ما يزيد عن نصف مليون حالة وفاة. الطامَّة أن قنوات إعلامية مصرية معروفة وإعلاميين معروفين ساهموا في ذلك التهريج عبر الترويج لأكلة شعبية مصرية(الشلولو) والمشروبات الحارَّة مثل الشاي واليانسون النجمي أنها علاجات ناجحة ضد فيروس كورونا. إن مكافحة انتشار فيروس كورونا تتطلَّبُ الوعي الإجتماعي والإلتظام بالتعليمات, أمران مفقودان في الوطن العربي. حفلات أعراس وولائم جماعية وعائلية تقام في زمن الكورونا في الوطن العربي وينتج عنها عشرات الإصابات. هناك حالة من اللامبالاة والإستهتار سببها برأي الشخصي إنعدام الثقة بين المواطن والحكومة في الوطن العربي.
ولم يكد العالم ينجح في السيطرة على الوباء والإقتصاد يستعيد عافيته, حتى خرجت تحذيرات من الحكومة الصينية حول مرض حمى الخنازير الإفريقية, إصابات بشرية لمرض الطاعون, سلالة جديدة وقاتلة من فيروس إنفلونزا الطيور بدأت تنتشر بين طيور الدجاج و طفرة جينية جديدة من إنفلونزا الخنازير(جي_4). ربما تهدف الصين من التسرع في الإعلان عن ذلك الى تفادي محاولات توجيه اللوم إليها وعدم تعاونها في أزمة فيروس كورونا المستجد وإخفائها معلومات مهمة من شأنها السيطرة على انتشار الفيروس في مرحلة مبكرة. أو قد يكون ذلك الإعلان المبكر محاولة من الصين من أجل نشر جو من الخوف والذعر لأجل الاستمرار في الاستحواذ على الشركات حول العالم بأسعار بخسة. شركات الدواء هي أكبر مستفيد حيث تنتعش أسهمها. بريطانيا قامت سنة 2009 بشراء ماقيمته 473 مليون دولار من عقار تاميفلو الذي لم يتم استخدامه بسبب موجة الذعر خلال أزمة فيروس إنفلونزا الخنازير. والآن, قامت بشراء 65 مليون حقنة طبية من أجل تطعيم البريطانيين ضد فيروس كورونا. 
إن أغلب الفيروسات القاتلة مؤخرا كان مصدرها الصين وذلك إذا استثنينا فيروس زيكا وإيبولا. هناك الكثير من التحليلات حول الأسباب التي تقف وراء ذلك ويدخل الكثير منها في إطار نظريات المؤامرة. أما بالنسبة الى فيروس كورونا فقد نشرت صحف غربية مختبر الصيني في مدينة ووهان الذي قد يكون مصدر الفيروس تلقى تمويلا أو منحة مالية حكومية من الولايات المتحدة من أجل إجراء أبحاث على الفيروسات التاجية وعلى رأسها فيروس كورونا. تلك معلومات نشرتها وسائل إعلامية عالمية مثل البي بي سي عربي ونيويورك تايمز. كما نشرت البي بي سي عربي بأن مسؤولين أمريكيين كانت لديهم ملاحظات بخصوص إجرائات السلامة في المختبر وأن باحثين صينيين كانوا يجرون أبحاثا على فيروس كورونا لدى الخفافيش وأنه هناك إحتمال تسرب الفيروس بسبب التراخي في إجرائات ومعايير السلامة. الصين لديهم إستهتار أكثر من غيرهم عندما يتعلق الأمر بمعايير السلامة والأمان. وذلك قد يكون سبب في توفر الظروف المناسبة من أجل إنتشار الفيروسات أو خروجها من مرحلة الكمون كما وصفت ذلك بعض التقارير.
لم أكن متفائلا بحلول سنة 2020 وأخبرت الجميع أنها سوف تكون سنة حزينة ومليئة بالأحداث الدامية. وعندما سألت عن السبب, كانت إجابتي بأنه هناك حادثة عالمية كبرى أو أزمة إقتصادية كل 7-10 سنين. الكساد الذي أعقب أزمة الرهون العقارية(2009), أزمة الرهون العقارية(2007-2008), فقاعة الدوت كوم(2000) وتلتها مباشرة أحداث سبتمبر(2001). والآن موجة من الفيروسات التي تصيب أعداد كبيرة وتنتشر بسرعة مما يجعل من الصعب التعامل معها خصوصا إنتاج لقاحات مناسبة. مشكلة فيروس كورونا و الفيروسات التاجية بشكل عام أنها متحورة, هناك عدد من سلالات فيروس كوفيد-19 يبلغ ثلاثة وعدد 19 من الطفرات الجينية.حتى فيروس إنفلونزا الطيور والذي لا يعتبر من عائلة الفيروسات التاجية, قد بدأ يتحور الى سلالات جديدة وقاتلة أكثر من سابقتها. اللقاحات تعمل على سلالة محددة من الفيروس. إن فكرة إنتاج لقاح عالمي ضد فيروس كورونا تعتبر مستحيلة لأنها تعتبر فيروسات أر إن إيه(RNA) وكل دولة عليها أن تعمل على لقاح خاص بها يتم تحديده وفق سلالة الفيروس المنتشرة فيها. 
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment