Flag Counter

Flag Counter

Saturday, July 18, 2020

في المملكة العربية السعودية, الكثير من الدعاية عن مكافحة الفساد والقليل من الحقيقة

في المملكة العربية السعودية, الكثير من الدعاية والبروباغندا والقليل من الحقيقة حول مكافحة الفساد والشفافية. إن حملة مزعومة من أجل مكافحة الفساد ليست عبارة إلا عن تصفية حسابات شخصية حيث تم إعتقال عدد كبير من أمراء الصف الأول وكبار المسؤولين ورجال الأعمال ولم يتم إطلاع الشعب السعودي على تفاصيل قضايا الفساد ومبالغ التسويات التي تم التوصل إليها. لايمكن الإستثمار في دولة تفتقر الى أبسط مبادئ الشفافية والمحاسبة وسيادة القانون. حتى أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد تم إعتقاله في السعودية وتعرض للإهانة وسوء المعاملة من أجل إجباره عن التنازل عن ملكيته لعدد من المشاريع والشركات أهمها سعودي أوجيه ولم يتم إطلاق سراحه إلا بعد تدخل الرئيس الفرنسي شخصيا. المثير للاستغراب هو ظهور ولي العهد السعودي برفقة عدد من الأمراء بعد الإفراج عنهم من معتقل الريتز منهم الأمير الوليد بن طلال الذي بقي محتجزا 83 يوما. 
قائمة المعتقلين في فندق الريتز كارلتون خلال حملة مكافحة الفساد شملت عددا من أمراء الصف الأول منهم الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني السابق, الأمير الوليد بن طلال, الأمير تركي بن عبدالله والأمير عبد العزيز بن فهد. كما شملت عددا من المسؤولين الحكوميين البارزين ورجال الأعمال منهم صالح الكامل, وليد الإبراهيم, المهندس عادل الفقيه ورجال الأعمال محمد العمودي. قائمة معتقلي الريتز طويلة وتشمل أمراء ومسؤولين حكوميين منهم وزراء سابقين ورجال أعمال. وقد تم تحويل عدد منهم, 95 متهما, الى القضاء بعد رفضهم التسويات التي عرضت عليهم وبقي بعضهم قيد الاحتجاز بعد إخلاء فندق الريتز وفتحه أمام العموم مرة اخرى ومنهم الأمير تركي بن عبدالله الذي أثير الجدل حوله بعد تغريدة للمطربة الأمريكية شير تطالب بإطلاق سراحه وأنه كان صديقا لإبنتها.
وقد أثير الكثير من الجدل حول قضية معتقلي فندق الريتز الذي بلغ عددهم كما ذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز  أكثر من 300 شخص شخصا بين أمراء, مسؤولين حكوميين ورجال أعمال. إنعدام الشفافية أدى الى إنتشار الإشاعات بداية من المبالغ المالية التي تم تحصيلها ويقال انها وصلت الى أكثر من 100 مليار دولار وأن رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ كان يتولى التحقيق مع المعتقلين وتعذيبهم وفي بعض الأحيان كان ولي العهد السعودي يتولى التحقيق بنفسه وأنه تم ضرب الأمير الوليد بن طلال فلقة. كما إستمر التضييق على معتقلي الريتز حتى بعد الإفراج عنهم ووضع سوار الكتروني حول أقدامه من أجل كشف مواقعهم للسلطات في أي وقت وضمان منعهم من السفر والتعميم على جميع منافذ الحدود والمطارات بذلك.
وقد كان من الواضح أن حملة مكافحة الفساد كانت انتقائية ولم تشمل أشخاصا مثل أمير مكة خالد الفيصل الذي يعتبر المسؤول الأول عن كارثة غرق جدة كل سنة بمياه الأمطار. الهدف من تلك الحملة كان تصفية نفوذ جميع الأشخاص الذي من المحتمل أنهم يشكلون خطرا على تولي ولي العهد السعودي كرسي الحكم في المستقبل وذلك تحت مسمى مكافحة الفساد حيث لم تراعي تلك الحملة المثل القائل:"ارحموا عزيز قوم ذُل."
الصحفي الأمريكي في نيويورك تايمز بن هوبارد نشر على حسابه في تويتر وثائق حول شراء ولي العهد السعودي اليخت سيرين من قطب صناعة الفودكا الروسي يوري شيفلر خلال ساعات من وقوع نظره على اليخت خلال رسوه في جنوب فرنسا وذلك مقابل 500 مليون يورو. وقد قام مالك اليخت بإخلائه في اليوم نفسه. اليخت تم شرائه وتسجيله في إحدى الملاذات الضريبية, جزر الكايمان, حيث ورد إسم ورقم هاتف بدر العساكر والذي يتولى منصب مدير مكتب ولي العهد السعودي وشركة سعودية. اليخت سيرين يستمد قيمته ليس فقط من سعره المرتفع بل من لوحة المسيح المخلص التي ذكر موقع البي بي سي أنها موجودة على متن اليخت. اللوحة التي أثير حولها الكثير من الجدل خصوصا من ناحية أصالتها بيعت سنة 2007 بمبلغ ألف دولار باعتبارها تقليدا ولكن دار كريستيز الشهيرة للمزادات أكدت أصالتها وبيعت الى أمير سعودي يعتبر واجهة لولي العهد بمبلغ 450 مليون دولار. شركة (Eight Investment Company) التي قامت بشراء اليخت سيرين ولوحة المسيح المخلص هي نفسها التي قامت بشراء قصر الملك الفرنسي لويس الرابع عشر بسعر 300 مليون دولار حيث يعتبر أغلى منزل في العالم وتبلغ مساحته 57 فدان. الشركة مسجلة بإسم ثلاثة أشخاص هم: بدر العساكر مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي, بدر الكحيل السفير السعودي السابق في جزر المالديف والشخص الثالث هو حازم بن مصطفى عبدالواحد زقزوق مدير الشؤون الخاصة لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز.
إن إنعدام الشفافية أدى الى اتخاذ قرارات فردية ارتجالية أدت الى خسارة مبالغ مالية كبير في استثمارات فاشلة أقرب الى عمليات احتيال. صندوق رؤية المدعوم من السعودية تعرض الى خسارة بقيمة 18 مليار دولار بعد هبوط أسهم سوفت بنك الياباني. إن إجمالي حجم الاستثمارات في صندوق رؤية تبلغ 93-100 مليار دولار تساهم السعودية فيها بمبلغ 45 مليار دولار تمكن الرئيس التنفيذي للبنك ماسايوشي سون من إقناع الأمير محمد بن سلمان باستثمارها في البنك من خلال صندوق رؤية بعد اجتماع لم يزد عن 45 دقيقة بدون تقديم أي دراسات ذات مصداقية أو تقييم مخاطر الإستثمار.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment