Flag Counter

Flag Counter

Friday, July 3, 2020

بن هوبارد, أول ما شطح قام نطح

لست أظن أن الحكومة السعودية ومن لف لفيفها سوف يغمرهم شعور بالسعادة والرضا عند قرائة  كتاب "إم بي إس, صعود محمد بن سلمان الى السلطة" تأليف مراسل صحيفة نيويورك تايمز في الشرق الأوسط ومدير مكتب الصحيفة السابق  في بيروت بن هوبارد الذي لديه تاريخ حافل من إنتقاد السعودية وولي العهد محمد بن سلمان. فقد نشر سنة 2007 وثيقة شراء يخت بقيمة 420 مليون يورو لصالح ولي العهد السعودي عبر شركة مسجلة في جزر الكايمان. كما أنه ينشر أخبار ومواضيع ينتقد من خلالها السعودية في حسابه على تويتر وفي صحيفة نيويورك تايمز. وإذا أضفنا مارك يونغ وكتابه "كنت حارسا لآل سعود" والذي نشر سنة 2011 والذي أحدث ضجة بسبب التفاصيل التي في الكتاب, يعتبر مارك يونغ وبن هوبارد أكثر شخصين مكروهين في الأوساط الحكومية السعودية.
والحقيقة أن الإعلام السعودي ورغم الموازنة المخصصة للإنفاق داخل السعودية وخارجها, إلا أنه مازال عاجزا عن الرد وصد الحملات الإعلامية المعادية للسعودية. وفي أفضل الأحوال, يتم إصدار الأوامر للذباب الإلكتروني بالرد في المواقع والمنتديات حيث تفوح من أغلب التعليقات لغة الكراهية والعنصرية. ولست أستبعد الإحتمال أن كلا من مارك يونغ وبن هوبارد قد تلقيا دعما قطريا لأن قطر المستفيد الأكبر من تلك النوعية من البروباغندا. ولكن الإعلام السعودي لايمكن مقارنته بالإعلام القطري من ناحية الحرص على إخراج البروباغندا الكاذبة في أفضل صورة التي تتميز بها قناة الجزيرة وآلاف الحسابات على اليوتيوب وكافة وسائل التواصل الإجتماعي التي تنتقد السعودية بطريقة منَسَّقه ومتناغمة. وحتى عندما تفائلت شخصيا بعد الإعلان عن تأسيس قناة العربية, تبين أنها عاجزة عن منافسة الإعلام القطري. 
هناك عوامل أخرى غير توفر المال أو الرواتب المرتفعة والتي تحكم عمل الإعلام الجيد من عدمه. وأنا شخصيا كنت أتمنى أن يكون هناك كتب قام بتأليفها صحفيون أجانب حول قطر وتاريخها خصوصا إنقلاب الأبناء على آبائهم والاستيلاء على الحكم, ولكن لايمكن العثور على تلك النوعية من الكتب. وإن كان بعضها متوفرا في الوطن العربي من تأليف صحفيين عرب لايهمهم إلا المال بدون تناسق ومصداقية في لغة تأليف الكتاب. 
إنتهيت من قرائة جزء بسيط من الكتاب ولكنه بصراحة شدني اليه خصوصا من ناحية ترتيب النصوص والبعد عن التعقيد والمعلومات التي في الكتاب والتي اقرأ عنها لأول مرة.  الكتاب هو الأول للمؤلف الذي يتحدث العربية ومازال ينشر مواضيعه في صحيفة نيويورك تايمز. الكتاب يحتوي على الكثير من الأمور الإيجابية وأخرى سلبية كل يفسر على هواه.
الكتاب مهم لكل من يحاول أن يفهم كيف وصل ولي العهد السعودي الى تلك المكانة متخطيا الكثير من المستحقين من أمراء الصف الأول وحتى والده ملك السعودية كان حاكما للرياض ولم يكن في ترتيب متقدم من ناحية في الأحقية في حكم المملكة العربية السعودية. ولي العهد السعودي كان شخصا مدمنا على العمل كما ذكر الكاتب. وقد قضى أغلب وقته في السعودية حيث درس القانون وكان الى جانب والده على الدوام بينما إختار إخوانه قضاء أغلب أوقاتهم في أوروبا خصوصا إسبانيا وبريطانيا. إن مرافقة والده الذي كان حاكما على الرياض قبل توليه عرش المملكة سمح له بأن يجمع ثروة من المعلومات خصوصا حول القبائل والأسر السعودية وتكوين شبكة علاقات اجتماعية وسياسية وإقتصادية حيث أحسن إستخدام ذلك في تجاوز خصمائه والتفوق عليهم وإحكام قبضته على الحكم حين حان الوقت المناسب. وذلك بعض ما جاء في الأجزاء البسيطة التي قرأتها من الكتاب.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment