هناك معلومة خاطئة شائعة عن أسرة روكفلر وأنهم من اليهود ولكنهم في الحقيقة عائلة مسيحية مهجرة من أصول ألمانية تنتمي الى الكنيسة المعمدانية. ولكن هناك إحتمال أنهم غيروا إسم العائلة والديانة كما فعل كثير من اليهود بسبب الإضطهاد الديني ولكن ذلك لم يثبت بدليل قاطع لا يقبل الشك. جون روكفلر عميد الاسرة و أول ملياردير في تاريخ الولايات المتحدة ومؤسس أكبر شركة نفط في العالم ستاندرد أويل دخل الى أحد المتاجر مرافقا والدته عندما كان طفلا صغيرا فإستلطفه البائع وطلب منه أن يمد يده ويأخذ بعض المكسرات مجانا. وقد كان جواب روكفلر الرفض مما جعل البائع يمد يده الى المكسرات ويعطيه منها. وعندما سألته والدته عن سبب رفضه في البداية كان جوابه أن يد البائع أكبر من يده وبالتالي سوف يحصل على كمية أكبر من المكسرات من البائع على أن يمد يده بنفسه.
كان جون روكفلر شخصا عبقريا بدأ حياته في تجارة المحاصيل الزراعية ثم نجح في تأسيس مصفاة للنفط وبدأ في تأسيس شركة احتكارية هي ستاندرد أويل التي بدأت في شراء المنافسين ودخول مجال التنقيب عن النفط بالإضافة الى بناء المصافي والسيطرة على خطوط السكة الحديد. الحكومة الأمريكية وخلال فترة مضطربة تخللتها صراعات بين النخب الاقتصادية وأزمة مالية مفتعلة سنة ١٩٠٧ قامت بتفكيك شركة روكفلر سنة ١٩١١ من خلال قانون منع الاحتكار(قانون شيرمان) الى سبعة شركات يطلق عليها الأخوات السبعة وهي: شركة نفط نيوجيرسي القياسية, شركة نفط نيويورك القياسية, شركة نفط كاليفورنيا القياسية, شركة نفط تكساكو, شركة نفط الخليج, شركة نفط رويال داتش شيل, شركة النفط البريطانية-الفارسية(BP) و شركات فرعية حيث بلغ مجموعها بالإضافة الى الأخوات السبعة ٣٣ شركة.
إن شركات نفط روكفلر اندمجت مع بعضها وافترقت وغيرت أسمائها عدة مرات واستمرت سيطرة جون روكفلر عليها حيث كان يمتلك حصصا في أسهم جميع تلك الشركات من خلال صناديق ائتمانية(Trust Fund) حيث ازدادت ثروة روكفلر حتى وصلت قبل وفاته سنة ١٩٣٧ الى مايزيد عن ٣٣ مليار دولار.
استفادت شركات نفط روكفلر من الحرب العالمية الأولى حيث احتكرت صادرات النفط الى دول الحلفاء وحققت أرباحا هائلة. كما أن شركة نفط نيويورك القياسية و شركة نفط نيوجيرسي القياسية ساهمت في دعم مجهودات حرب ألمانيا النازية خصوصا صناعة الغازات السامة والنفط الصناعي ولم يكن من الممكن استمرار هتلر في الحرب كل تلك السنين بدون مساعدة أسرة روكفلر. شركات النفط الأمريكية التي تسيطر عليها أسرة روكفلر قامت بشراء جميع براءات إختراع السيارات الكهربائية و الترام الكهربائي والهدف تشجيع إنتاج السيارات التي تعمل على الوقود السائل(البنزين) وحاولت من خلال السيطرة على وسائل الإعلام إلغاء السيارات الكهربائية من ذاكرة الأمريكيين رغم أنها كانت موجودة وتعمل في عشرينيات القرن العشرين.
كان جون روكفلر متبرعا كريما للغاية ولكن تلك التبرعات كانت تخدم مصالحه والنخبة الأمريكية في تأسيس النظام العالمي الجديد. تبرعات جون روكفلر ساهمت في بناء جامعة شيكاغو التي عمل فيها الاقتصادي ميلتون فريدمان المدافع الشرس عن الرأسمالية ومجلس العلاقات الخارجية وغيرها من المؤسسات التي تخدم مصالح النخبة من الأثرياء والنظام العالمي الجديد. مستشار الأمن القومي الأمريكي هنري كيسنجر كان أحد أهم الأعضاء في مجلس العلاقات الخارجية ويعتبر رجل أسرة روكفلر وأحد المقربين إليهم. ولكن هناك معلومة خاطئة شائعة لابد من التنويه إليها وهي أن جون دافيسون روكفلر تبرع بقطعة أرض يمتلكها في مدينة نيويورك حيث بناء الأمم المتحدة ولكنه توفي سنة ١٩٣٧ ولعل المتبرع أحد أبنائه جون روكفلر(الإبن).
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment