فاقد الشيئ لا يعطيه

دول أجنبية وعربية سارعت فور سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الى افتتاح سفاراتها في دمشق خصوصا دولة قطر راعية التنظيمات الإرهابية الإخوانية القاعدية في دول الربيع العربي. قناة الجزيرة تعلن أن الربيع العربي مستمر وأردوغان يعلن أنه مازال لديه مشاريع أخرى. الرئيس السوري بشار الأسد حذر من أردوغان وأن لم يسقط لأن دوره في المشاريع التقسيمية في الشرق الأوسط لم ينتهي. إن تلميع الدور الغربي والقطري في سوريا وتصريحات مسؤولي النظام الجديد ليست إلا ذر الرماد في العيون وتطبيق النموذج العراقي في سوريا  يلوح في الأفق.

إنَّ تفكيك الجيش العربي السوري من خلال تسريح جنوده وضباطه بدلا من إستيعابهم أول ماقامت به الحكومة الجديدة والهدف هو أن تكون سوريا بدون جيش فعال قادر على حماية حدودها وصيانة إستقلالها. دولة الإحتلال الصهيوني سارعت فورا الى القيام بأكثر من ٣٥٠ غارة على جميع قواعد الجيش العربي السوري خصوصا سلاح الجو والموانئ في اللاذقية وطرطوس ومخازن الأسلحة والصواريخ. كما أن جيش الإحتلال الصهيوني صارع فورا الى إحتلال المزيد من الأراضي السورية خصوصا في الجولان ومرصد جبل الشيخ و وصلت طلائع قوات الإحتلال الصهيوني الى مشارف قرية سعسع قرب العاصمة دمشق.

دويلة جزيرة سلوى وأجهزة إعلامها تلعب دورها بذكاء من خلال الإعلام الموازي الذي يحرض على الطائفية ويزرع الفتن في منطقة الشرق الأوسط وذلك يخدم المصالح الأمريكية والصهيونية. هناك تحريض إعلامي ضد الطائفة العلوية ومستقبل المسيحيين في دولة تحكمها جماعات إسلامية غامض. إعلام البترودولار يخفي عن الرأي العام الكثير من الحقائق التي لا تخدم أجنداتهم الإعلامية. إن الظروف قد تجبر الإنسان أن يعيش الواقع الذي يرفضه ولا يرضاه. هناك أكثر من ٧٠٠ جندي وضابط في الجيش والأجهزة الأمنية ينتمون الى الطائفة العلوية أعدمهم نظام الحكم السابق. كما أنه هناك ضباط كبار خصوصا من الحرس الجمهوري إغتالهم النظام السابق من خلال السم أو القتل.

هناك من يعتقد أن هدف الربيع العربي في سوريا هو نشر الديمقراطية والحريات ولكن الحمقى لا يقرأون التاريخ ولا يتعلمون من دروسه. كاريس بشار وغيرها من الفنانين السوريين الهاربين الى بلدان الغرب في باريس ولندن وغيرها من العواصم يرقصون في الساحات العامة وغدا يغادرون الى المنافي ويتركون سوريا تحترق ويصدرون بيانات على تويتر وفيسبوك. العراق تم تقسيمه بين العرب والأكراد, ليبيا مقسمة بين ثلاثة أو أربعة حكومات وسوريا لن تكون أفضل حالا. الجيش الوطني السوري الذي يجمع فصائل المعارضة السورية العسكرية إسم ليس على مسمى لأنه يضم عددا كبيرا من الأجانب وهم ليسوا على قلب رجل واحد. هناك أيضا فصائل مسلحة تتبع تركيا مباشرة وليست منظمة في إطار الجيش الوطني. إن تلك وصفة حرب أهلية قادمة وليس دولة الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة

الوطن أو الموت

النهاية