بداية وقد كتبت في عدة مواضيع سابقة أنني لا أعترف بالطوائف والملل والنحل وأن الإسلام ظهر الى النور نقيا بريئا من كل تلك البدع التي تهدف الى تحقيق مصالح شخصية وليس خدمة الدين. وكما في نص الحديث الشريف:"أن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة...." كما أنني قد تحدثت في مفهوم او مصطلح السنة والشيعة وأنه من الإسلام السياسي وليس من الإسلام المحمدي, الإسلام الذي تنزل وحيه على الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وعمل به الخلفاء الأربعة والصحابة.
هناك كمية من الشحن الطائفي والتحريض على الأقليات خصوصا العلويين في سوريا وقد كان ذلك منذ بداية الأحداث. مظاهرات في مدينة حمص كان يقودها عبد الباسط الساروت وكان يردد شعار (المسيحية على بيروت والعلوية على التابوت). ولكن المشكلة ازدادت بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وفراره الى موسكو, التحريض أصبح في العلن ويلي إستحوا ماتوا. أستاذ في جامعة إدلب القى محاضرة وصف فيها العلويين في سوريا بصفات تخرج عن النطاق المهني والأكاديمي ووصف تاريخهم بالخيانة وأن الإجرام في دمهم وبذلك هو يعمم ذلك على جميع العلويين بلا إستثناء وذلك أمر له ما له وعليه ما عليه,. شخص أحمق آخر ظهر في فيديو على اليوتيوب دعا فيه الى إزالة جميع المقامات والأضرحة في سوريا واعتبرها نصب ودجل واحتيال.
إنَّ بداية تاريخ الإسلام السياسي السني والشيعي بدأ مع معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه الذي خالف الإتفاق مع الإمام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وجعلها ملك عضوض كما نص الحديث الشريف نقلا عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم. معاوية رضي الله عنه بايع ابنه يزيد بالسيف ولم يرجعها شورى بين المسلمين وكان سب الإمام علي على المنابر حتى الغى ذلك خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز. آل البيت تعرضوا الى الملاحقة والقتل خلال فترة حكم الأمويين حيث قتل الحسن بن علي رضي الله عنه مسموما واستشهد الحسين ابن علي رضي الله عنه في كربلاء مع نفر من أهل بيته وسبيت حفيدات الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم الى دمشق وعرضوا على يزيد ابن معاوية مع رأس الحسين وحكاية ذلك معروفة في التاريخ. أبو سفيان وابنه معاوية كانوا من المؤلفة قلوبهم والخليفة الثاني عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أمر بإلغاء دفع نفقة المؤلفة قلوبهم من بيت مال المسلمين لأن الإسلام أصبح في عزة ومنعة وقوة.
إن ترتيب الخلفاء الأربعة في الأفضلية هو من عند الله والإيمان به من الإيمان بالقضاء والقدر, أبو بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان ابن عفان ثم علي ابن ابي طالب رضي الله عنهم أجمعين. وكان ترتيب القضاء والقدر في اختيار الخلفاء الأربعة يناسب مرحلة تاريخية محددة واضحة المعالم, حزم أبو بكر, عدل عمر, العفو في شخصية عثمان والسماحة في علي رضي الله عنهم أجمعين. وكما أن الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإسلام وكذلك الإيمان بترتيب الخلفاء الأربعة ومن ينكر ذلك فكأنما ينكر أحد أركان الإسلام وذلك معتقد المسلمين وليس معتقد وإيمان السنة والشيعة.
القضية سياسية وكل طرف من أطراف الصراع السني-الشيعي يخفي حقائق ويظهر حقائق أخرى بما يتناسب مع غاياته وأهدافه السياسية. العثمانيون على سبيل المثال من المحسوبين على أهل السنة ولو أن هناك من يحاول التملص والهروب من ذلك بأنهم كانوا يتبعون طريقة من الطرق الصوفية. العثمانيون(السنة) قاموا بغزو مصر والشام وذبحوا الالاف من المماليك وأنصارهم(السنة) رغم أن فضل المماليك في الجهاد ضد الصليبيين معروف ولا يمكن إنكاره. العثمانيون(السنة) أرسلوا الجيوش بهدف غزو اليمن(سنة) وفي الوقت الذي كانت الدولة السعدية في المغرب تتصدى للبرتغاليين والإسبان وأطماعهم في بلاد المسلمين, حاول العثمانيون غزوهم في أكثر من مناسبة وتمكنت الدولة السعدية من صد الغزو العثماني وكبدوهم خسائر فادحة.
العلويون في سوريا بقيادة الشيخ صالح العلي لعبوا دورا لا يمكن إنكاره في مقاومة الإحتلال الفرنسي الى جانب ثوار الغوطة(السنة), سلطان باشا الأطرش في جبل الدروز, إبراهيم هنانو في حلب ويوسف العظمة وغيرهم من القادة الأبطال الذين ينتمون الى جميع طوائف الشعب السوري بدون إستثناء. هناك مخطط غربي من أجل تفريغ بلدان المنطقة من الأقليات ومحاولة الربط بين الأقليات والمشروع الاستيطاني الصهيوني بوصف اليهود أنهم أقلية في محيط معادي سني هو يدخل في إطار ذلك المخطط ويروج لهم مستشرقون يخفون أهدافهم الخبيثة خلف الكلمات المنمقة والمصطلحات البراقة أن هناك مؤامرة من الولايات المتحدة, إسرائيل, روسيا, إيران بالتعاون مع الأقليات ضد السنة الذين يقفون عائقا في طريق تنفيذ مخططات التقسيم الغربية ومشروع الشرق الأوسط الجديد.
دمتم بخير
النهاية
No comments:
Post a Comment