Flag Counter

Flag Counter

Friday, January 3, 2025

He is son of bitch, but he is (our) son of bitch

الولايات المتحدة الأمريكية أثبتت للعالم للمرة المليار أنها دولة النفاق السياسي وأنه لا يعنيها سوى مصالحها وليس حرية أو رفاهية الشعوب أو تحقيق الديمقراطية والحريات. الولايات المتحدة هي عمليا دولة غير ديمقراطية ولا تطبق النظام الديمقراطي وفاقد الشيئ لا يعطيه. 

هناك مقولة أمريكية يقال أنها منقولة عن الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في حديث كان يدور مع بعض مساعديه حول أحد رؤساء أمريكا اللاتينية حيث أخبره مساعدوه عن جرائم وانتهاكات ذلك الرئيس و استخدموا كلمة (Bitch) وتعني أنثى الكلب ولكن لها معنى أخر هو الشرموطة أو القحبة في اللغة الشعبية. الرئيس ريغان رد على مساعديه وأخبرهم عن ذلك الرئيس أنه "He is Son of Bitch, But He is our Son of Bitch" وأعتقد أن الجميع يعرف معنى العبارة ولا داعي للترجمة.

الحكومة الأمريكية خلال نهاية حكم الرئيس جيمي كارتر دعمت مقاتلين إسلاميين قاموا بغارات داخل أراضي الاتحاد السوفياتي بعمق ٣٠كم حيث كانوا يتسللون من مناطق حدودية وذلك في محاولة لاستفزاز الجيش الأحمر وإيقاعه في المستنقع الأفغاني وذلك ماحصل فعلا. الدعم الأمريكي استمر خلال فترة حكم رونالد ريغان مما أدى في النهاية الى سقوط جدار برلين وتفكك الإتحاد السوفياتي. رونالد ريغان إستقبل مقاتلي القاعدة والأفغان في البيت الأبيض وأطلق عليهم لقب (مقاتلي الحرية) وكان الدعم الأمريكي علنيا وعلى عينك يا تاجر. الحكومة الأمريكية أرسلت الى مقاتلي الحرية الإسلاميين صواريخ ستينغر الأمريكية المضادة للطائرات التي لعبت دورا كبيرا في تحييد التفوق الجوي السوفياتي خصوصا المروحيات الحربية التي كان الجيش الأحمر يستخدمها بكثرة بسبب طبيعة أفغانستان الجبلية حيث كان دور الطيران الحربي النفاث محدودا.

المخابرات الخارجية البريطانية (إم أي ٦) لعبت من خلال قوات الإنزال الجوي الخاصة(SAS) دورا رئيسيا في تدريب المقاتلين الإسلاميين داخل أفغانستان وفي معسكرات تقع في بريطانيا. المخابرات الباكستانية التي تتبع هيئة الأركان في الجيش الباكستاني كانت هي المسؤولة عن توزيع الأسلحة على فصائل المقاومة الإسلامية في أفغانستان وكان هناك دور إيراني بالتعاون مع المخابرات الأمريكية في تقديم الدعم الى الهزارة الشيعة في قتال الجيش الأحمر.

ولكن ماذا حصل لاحقا؟

وكما ينقل عن المسيح في الأناجيل "من ثمارهم تعرفونهم" والمثل الشعبي "المكتوب واضح من عنوانه" فقد تقاتل الثوار الأفغان والعرب قتال دموي بين بعضهم البعض وقصفت العاصمة كابول بالصواريخ وهدم ما بقي منها على رؤوس سكانها وإنجاز العرب الى فصائل المقاومة الأفغانية التي كانت على إرتباط وثيق مع المخابرات الباكستانية. أسامة بن لادن الذي كان يعمل بتنسيق مع عراب الجهاد الأفغاني مستشار الأمن القومي الأمريكي زيغينو بريجنسكي والذي كان تلميذ المستشرق الأمريكي من أصول بريطانية برنارد لويس صاحب نظرية صراع الحضارات و قوس الأزمات وتلميذ صاموئيل هنتنجتون مؤلف كتاب يحمل عنوان "صراع الحضارات".

المخابرات الباكستانية كانت هي المسؤولة عن ظهور حركة طالبان على الساحة والتي تتألف نواتها من بقايا المقاتلين الأفغان ومقاتلي تنظيم القاعدة من العرب والأجانب بالإضافة الى تلاميذ المدارس الدينية التي كانت تتواجد في مناطق الحدود الباكستانية الأفغانية وينتمي تلاميذها في غالبيتهم الى عرقية البشتون التي تتواجد في أفغانستان والمناطق الحدودية الأفغانية-الباكستانية.

الدول العربية التي دعمت الجهاد الأفغاني بدأت تستشعر الخطر بعد إنتهاء تلك المرحلة وسارعت أجهزتها الأمنية الى القبض على المقاتلين العرب العائدين من أفغانستان بذريعة أنهم إرهابيون يحاولون تغيير أنظمة الحكم. إن مقاتلي الحرية أو الإرهابيين كما أطلق عليهم ذلك المسمى لاحقا هم اداة الولايات المتحدة وجنودها على الأرض وقدموا خدمات لا تقدر بثمن للولايات المتحدة في العراق, يوغسلافيا, الشيشان وغيرها من الدول بما فيها تلك التي شهدت أحداث الربيع العربي خصوصا سوريا التي نجح مقاتلون إسلاميون مدعومين من الولايات المتحدة وبتمويل من السعودية وقطر في إسقاط نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد والسيطرة على العاصمة دمشق.

النوايا الأمريكية في سوريا سوف تكشف عنها الأيام وسوف يندم الكثيرون كما ندموا في العراق وليبيا واليمن وغيرها من البلدان. المعارضون السوريون العائدون في زيارات قصيرة الى سوريا سوف يصولون ويجولون ويصرخون في الشوارع كما تصرخ وتقفز قرود الشمبانزي وسوف يعودون بعدها الى بلدان المنفى ولن يقيموا في سوريا ولن يتخلوا عن جنسياتهم الأجنبية, سوف يغادرون ويكتفون من النضال الثوري بإصدار بيانات على تويتر ووسائل التواصل الإجتماعي بدون أي ندم أو شعور بالمسؤولية بعد أن قاموا بأداء الأدوار المطلوبة منهم على أكمل وجه.

دمتم بخير

عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة

الوطن او الموت

النهاية


No comments:

Post a Comment