Flag Counter

Flag Counter

Sunday, January 19, 2025

يا أقليات الوطن العربي إتحدوا

 الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة, بريطانيا وفرنسا تسعى الى التخلص من الأقليات في الوطن العربي لأنها أصبحت تعتبر عبئا وتقف في طريق المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط. إن تلك الأقليات تشمل المسيحيين, العلويين, الدروز, الإسماعيليين, الشيعة وغيرهم. والحقيقة أن تلك الأقليات كانت من أكبر المؤسسين للفكر العربي القومي والأحزاب القومية ومن الداعين الى نهضة الأمة العربية ومقاومة وتحدي الهيمنة الإستعمارية الغربية. إفراغ بلدان الشرق الأوسط خصوصا بلاد الشام والرافدين من الأقليات سوف يجعل مهمة الدول الغربية في ابتلاعها وتطبيق مخططات سايكس-بيكو٢ أو الشرق الأوسط الجديد لا تهم التسمية, أكثر سهولة. التعامل مع دولة بوصفها ذات أكثر سكانية من (السنة) بذريعة مكافحة الإرهاب والتطرف أمر له ممكن من الناحية العملية ولكن ذلك سوف يكون مهمة صعبة في بلد يمتلك تنوعا عرقيا وسكانيا أو طائفيا.

الحل الأمريكي للتعامل مع بلدان مثل سوريا كان تفجيرها من الداخل وهو أمر إستغرق خمسة عشرة(١٥) عاما وتلك فترة طويلة بكل المعايير والمقاييس. ولو قسنا الحالة السورية على دول المنطقة الأخرى فإن مخطط الشرق الأوسط الجديد سوف يستغرق ربما ٥٠٠ عام حتى تكتمل أركانه. سوريا بلد لديه تنوع طائفي وديني وإثني كبير للغاية. هناك العلويون في منطقة الساحل السوري, الشيعة في بعض مناطق الساحل والجزيرة, السنة في دمشق وحلب, المسيحيون في دمشق وريفها وحمص وحلب, البدو في دير الزور, الفرات والحسكة, الأكراد في شمال سوريا والإسماعيليون في بعض مناطق حماة و مصياف. الفتنة الطائفية والعزف على أوتار الخلاف السني الشيعي كانت نتيجة عملية إستقطاب طائفية وهناك دول دفعت مبالغ مالية ضخمة في سبيل تحقيق ذلك.

السنة أو الأشخاص المحسوبين على السنة عليهم أن يدركوا نوايا الدول الغربية وأن يكونوا عقلاء وأكثر حكمة. إن الترهات التي يرددها البعض عن ضرورة التخلص من الأضرحة والمقامات وهدمها هو دعوة الى حرب أهلية حقيقية ومذابح دموية خصوصا في منطقة الساحل السوري. تركيا التي لديها جالية كبيرة من العلويين في منطقة لواء اسكندرون المحتل ليس لها مصلحة في وقوع فتنة طائفية واسعة النطاق في سوريا. هناك فيديو عبارة عن محاضرة ألقاها أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة إدلب تتهم العلويين جميعا بأنهم قتلة ومجرمون وأن الإجرام عندهم متوارث جينيا. كما أنه هناك من يروج بأن العدو الحقيقي لأهل السنة والجماعة هم الشيعة وليس إسرائيل والصهيونية.

إن أي نظام حكم في العالم رغم هويته الظاهرية إلا أن جميع مكونات الشعب مشتركة في الفساد والإجرام ولا تخلو أي فئة أو عرقية إثنية أو طائفة دينية من الفاسدين والمجرمين.  نظام الحكم في كل من سوريا والعراق كان بعثي الهوية ولكن أركان الحكم كانت تنتمي الى السنة, الشيعة, الأكراد, المسيحيين, العلويين وجميع مكونات وطوائف الشعب العراقي أو السوري كانوا مشتركين بدرجة أو أخرى في جميع الأحداث الرئيسية في كل من البلدين.  نظام الحكم في لبنان يعتمد على نصوص إتفاق الطائف حيث رئيس الدولة مسيحي, رئيس الوزراء سني, رئيس البرلمان شيعي وجميع الوزارات والقطاعات الخدمية مقسمة بين السنة, الشيعة والمسيحيين وفق نظام المحاصصة. المشكلة في منطقة الشرق الأوسط هي فوضى الإعلام حيث يمتلك الجميع محطات إذاعية وفضائيات وصحف ودخول مواقع التواصل الإجتماعي في الفوضى الإعلامية جعل الأمور تزداد سوئاً. الجميع يتهم بعضه البعض بأنه مجرم وفاسد ولكن كما يقول محمود عبد العزيز في فيلمه الذي يحمل العنوان نفسه موجها حديثه الى أحد الفنان الكبير صلاح قابيل:"يا عزيزي كلنا لصوص."

دمتم بخير

عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة

الوطن أو الموت

النهاية


No comments:

Post a Comment