Flag Counter

Flag Counter

Thursday, January 2, 2025

هل سوف يتخلى الإسلاميون عن الحكم والسلطة في سوريا؟

هناك من يعتقدون أن قلمي سوف ينكسر وأنني سوف أسقط مع سقوط النظام في سوريا وهناك من اتهموني بأنني ضابط في الأمن أعذب المعتقلين في السجون والأقبية وهناك من يتهمني بأنني أقبض الأموال من هنا أو هناك.  المشكلة التي لا يرغبون في أن يفهموها أنني لم أدافع يوما ما عن شخص رئيس دولة أو ملك أو أمير ولكن الغباء هو مايجمع خصومي وقد كان معارضو نظام الرئيس الهارب بشار الأسد هم أكثر خصومي.


مشكلة العقل العربي أنه يجمع تناقضات و متناقضات العالم بأكمله. سعودي يعارض الربيع العربي في السعودية ولكنه يؤيد الربيع العربي في سوريا. الحكومة السعودية تعتقل رموز الإخوان المسلمين أو تفرض عليهم الإقامة الجبرية ولكنها تمولهم في سوريا. العالم بأكمله يتآمر على الثورة السورية باستثناء إسرائيل, تركيا, أمريكا, فرنسا, بريطانيا والمانيا. تأمروا على صدام حسين وشنقوه وانطلقت الزغاريد والأفراح ثم ندموا وأعلنوا أنه لو عاد فإنهم سوف يقبلون حذائه.


إن طبيعة الأشخاص أو الإسلاميين حتى أكون أكثر دقة لا تتغير حتى قاموا بإرتداء ربطة العنق الرسمية وقصروا لحاهم ولو قليلا. حاكم سوريا الجديد ليس لديه أي نوايا ديمقراطية وأعلن عن حل المجلس الإنتقالي السوري وجميع هيئات المعارضة السورية وأخبرهم أنهم لو يرغبون في العودة الى سوريا بصفتهم مواطنين سوريين ولكن لن يكون لهم أي نصيب في السلطة والحكم. شعار الإسلاميين هو الكرسي أولا والكرسي أخراً.


أنا أطلب من يعطي مثالا واحدا ناجحا نموذجيا يصف به ثورات الربيع العربي أو أي ثورة أخرى في العالم. الدولة الفاضلة أو الثورة الفاضلة أمر غير موجود وعلينا جميعا أن نعترف بذلك. هناك فيديو مشهور تم تصويره في مدينة درعا ربما أوائل سنة ٢٠١٣ تظهر فيه أحد النساء الكبار في السن تحاور مجموعة من المعارضين المسلحين في مدينة درعا وتخبرهم أن يعودوا الى الله وتسألهم لماذا يثورون على بشار وكلهم بشاشير؟


الثورة في تغيير ليس فقط في نظام الحكم والمؤسسات التي احتضنت ذلك النظام وليس الثورة تغيير أشخاص أو مسميات ولكن تغيير شامل إجتماعي, سياسي واقتصادي والأهم هو الوعي لأنه بدونه ليس هناك ثورة حقيقية. الثورة الفرنسية بدأ فيها الثوار بقتل الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت ثم قتلوا أكثر من ٣٠ ألف من الفرنسيين بذريعة أنهم أعداء الثورة أو فلول النظام السابق ثم قتلوا بعضهم البعض عندما لم يجدوا أي فلول حتى يقتلوهم ثم ظهر نابليون بونابرت وأصبح إمبراطورا ديكتاتورا ثم سقط وعادت أسرة البوربون من خلال لويس الثامن عشر و شارل العاشر ولويس التاسع عشر حتى يحكموا فرنسا بدعم من الحكومات الأوروبية وسلطات مقيدة نوعا ما مقارنة مع السلطات المطلقة التي كان يحكم من خلالها ملوك أسرة البوربون في السابق.


الإسلاميون لا يتركون الحكم أبدا ولا يعترفون بالديمقراطية بعد أن يصلوا الى الكرسي ديمقراطيا أو من خلال تزوير الإنتخابات كما حصل في تونس ومصر بعد ثورات الربيع العربي. إن طرق التزوير متعددة وحمالة اوجه حيث هناك تزوير الأصوات كما حصل في مصر والفائز الحقيقي لم يكن محمد مرسي ولكن أحمد شفيق والإخوان المسلمين هددوا بحرق مصر لو لم يعلن المجلس العسكري فوز محمد مرسي(الإستبن). كما أنه هناك شراء الأصوات كما حصل في تونس حيث وزعت لجان الإخوان المسلمين كراتين مواد تموينية على التونسيين. 


الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان رئيس وزراء ثم أجرى تعديل دستوري نقل سلطات رئيس الوزراء الى رئيس الجمهورية وأصبح رئيس تركيا والديمقراطية بالنسبة إليه عبارة عن "سيارة يستقلها توصله الى وجهته ثم ينزل منها." ولكن وسائل إعلام مؤيدة للرئيس التركي تنتقد رئيس روسيا فلاديمير بوتين وأنه يتبادل المناصب مع ديمتري ميدفيديف في محاولة للبقاء في الحكم أطول فترة ممكنة ويطبقون بذلك الآية الكريمة ٤٤ من سورة البقرة{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ…}.


سقوط النظام السوري أعطى فرصة ذهبية لأولئك الذين يطلقون عليهم لقب مؤثرين على وسائل التواصل الإجتماعي وكل من هب ودب من أجل تلميع صورته والقيام بدعاية مضللة خصوصا الناشطين في مجال الرحلات والسفر مثل الأردني قاسم الحتو الملقب (ابن حتوتة) والأردني جو حطاب الذي لا يعرف أحد اسمه الحقيقي والذي كان يرفض زيارة سوريا سابقا لأن ذلك يعتبر ترويجاً للنظام والرئيس السوري السابق بشار الأسد. كما أنه هناك رحالة مصريون وغيرهم من الجنسيات التي بدأت في زيارة سوريا وأن سوريا حرة ويحتفلون ويدوسون صورة بشار الأسد في الشوارع وهم أنفسهم من كانوا يطبلون ويزمرون له في السابق وأن سوريا رمز العروبة والمقاومة. احذروا أولئك التافهين واحذروا صناعة التفاهة التي تحاول أن تتسلل من خلال الأحداث وتقدم لكم أولئك التافهين بوصفهم (مؤثرين) ولكن مؤثرين بماذا؟ فإن تلك علمها عند الله ومن يمولهم ويمول صناعة التفاهة.


دمتم بخير


عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة


الوطن أو الموت


النهاية


No comments:

Post a Comment