نهاية زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر النقاش بين المؤرخين حتى يومنا هذا بين روايتين, الأولى إنتحاره في مخبأه المحصن أسفل مبنى المستشارية في العاصمة برلين وبين هروبه الى مقاطعة باتاغويا في الأرجنتين على الحدود مع دولة تشيلي في مقاطعة باتاغويا التي تتميز بموقعها الجغرافي وطبيعتها الخلابة. كما أن مصير هتلر كان غامضا فإن مصير كبار القيادات النازية الألمانية مازال لغزا حيث لم يعثر عليهم أحياء او أموات. ولعل ما يزيد اللغز غموضا هو تواجد قيادات نازية في دول أمريكا اللاتينية حيث قبض على ضابط القوات الخاصة(العاصفة) في دولة الأرجنتين من الموساد الإسرائيلي ونقل الى دولة الكيان الصهيوني حيث تمت محاكمته وأعدم سنة ١٩٦٢ ونثر رماد جثته في البحر الأبيض المتوسط.
الرواية الشائعة عن انتحار أدولف هتلر وعشيقته إيفا براون التي رواها المؤرخ الأمريكي وليام شاير تتعارض مع رواية أخرى للكاتب والمؤرخ البريطاني ايان كيرشو في أنه وبعد دخول هتلر وإيفا براون الى غرفة هتلر الخاصة في المخبأ المحصن فقد مرت فترة من الصمت حيث لم يسمع الحارس الذي كان يقف على باب الغرفة صوتا من داخلها وعندما دخل وجد هتلر وإيفا براون متوفين نتيجة ابتلاع سم السيانيد الذي يؤدي الى الوفاة مباشرة. بينما الرواية الرسمية الشائعة أنه وبعد تناول هتلر وإيفا براون سم السيانيد, فقد قام هتلر بإطلاق الرصاص على رأسه من مسدس حربي ودخل حراس هتلر الى الغرفة وبناء على أوامره, قاموا بإحراق جثته وجثة إيفا براون.
كتاب "الذئب الرمادي: هروب أدولف هتلر(Grey Wolf: The Escape of Adolf Hitler)" الذي نشر سنة ٢٠١٣ حيث بنى المؤلفان, سايمون دونستان (Simon Dunstan), جيرارد ويليامز (Gerrard Williams), وجهة نظرهم في الكتاب حول هروب هتلر الى الأرجنتين اعتمادا على مجموعة من الوثائق والأدلة وشهادة الشهود.
الفرضية التي حاول المؤلفان شرحها في كتابهما والتي تعرضها بسببها للكثير من الهجوم وأن ضمن نظرية المؤامرة, أن هتلر قد نجح في الهروب من ألمانيا بعد اتفاقه مع الأمريكيين على تسليمهم أسرار الحرب النازية خصوصا مشاريع عسكرية غاية في التعقيد منها مشروع الطائرة الشبحية والمدفع العملاق والقنبلة الذرية الألمانية, وأماكن إخفاء الكنوز والتحف الفنية والثروات خصوصا السبائك الذهبية التي نهبتها القوات الألمانية أثناء تقدمها في أنحاء أوروبا. المثير للدهشة أن هناك إشاعات تدور حول أبحاث نازية على مشاريع لها علاقة بتكنولوجيا مرتبطة بكائنات فضائية ومركبات فضائية كانت تزور ألمانيا من فترة الى أخرى. القوات الأمريكية كانت مهتمة أثناء تقدمها في الأراضي الألمانية بمسألة أخرى مهمة وهي القبض على أكبر عدد ممكن من العلماء الألمان ونقلهم للعمل على مشاريع في الولايات المتحدة.
الأدلة التي يسوقها الكثيرون حول إنتحار هتلر تعرضت خصوصا الجمجمة التي كانت محفوظة في أرشيف الإتحاد السوفياتي وفيها أثر رصاصة قد أصبح من الواضح بعد فحصها من خبراء مختصين أنها تعود الى إمرأة وليس رجل. كما أن المزاعم أن جثث أدولف هتلر وإيفا براون قد تم إحراقهم في ساحة حديقة مبنى المستشارية حيث كان هتلر يتحصن بالقبو وذلك بعد انتحارهما ليلة ٣٠ نيسان/أبريل/١٩٤٥ تفتقد الى المصداقية. وعلى الرغم من الغموض إلا أن هناك الكثير من الأخبار التي قد تدعم الرواية حول هروب هتلر منها أن هناك مسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الألماني والحزب النازي قد تمكنوا من الهروب وقبض على بعضهم منهم أدولف إيخمان الذي كان يعيش بشخصية مزورة في الأرجنتين ويعمل في أحد مصانع السيارات الألمانية.كما أن هناك أخباراً تظهر بين الفينة والأخرى عن العثور على مخابئ محصنة في غابات الأرجنتين قد تم إستخدامها من القادة النازيين الفارين من ألمانيا أو حتى قاعدة عسكرية ألمانية في القطب الشمالي. إن Zwy Aldouby أحد مؤلفي كتاب وزير الموت(Minister of Death) والذي يتناول سيرة حياة أحد كبار ضباط قوات العاصفة الألمانية(إس إس) أدولف إيخمان ذكر أن مارتين بورمان شوهد في أحد مناطق بوليفيا النائية وأنه عاد الى الأرجنتين سنة ١٩٧٢ بعد إعادة فوز خوان بيرون بانتخابات الرئاسة في الأرجنتين.
هناك الكثير من الأدلة التي ذُكرت في الكتاب وتدعم وجهة النظر حول نجاح أدولف هتلر في الهروب من ألمانيا الى الأرجنتين حتى وفاته فيها بشكل طبيعي من المرض والشيخوخة سنة ١٩٦٢ عن عمر يناهز ٧٢عاما. الدليل الأول أن مارتين بورمان, سكرتير هتلر الشخصي ومهندس عملية الهروب لم يعثر على جثته وأن الجثة التي عثر عليها قرب مبنى المستشارية تعود الى شخص آخر. أسرة مارتين بورمان رفضت رواية وفاته ولم تعترف بذلك ولم يبدو عليهم أي مشاعر حزن على وفاته. الدليل الثاني هناك مسؤولين نازيين آخرين إختفى أي أثر لهم منهم منهم هاينرش مولر, أحد كبار ضباط جهاز الجستابو المرعب, وأن الجثة التي عثر عليها مدفونة في برلين لم يثبت أنها جثة هاينرش مولر. الدليل الثالث بيتر بومجارت, طيار ألماني قدَّم شهادته خلال إعتقاله في أحد السجون البولندية حول قيامه بنقل هتلر وعشيقته خارج الأراضي الألمانية وقيامه بنقل عدد من أقارب إيفا براون خارج الأراضي البولندية. الدليل الرابع أن ستالين بنفسه لم يكن مقتنعا أن هتلر قد إنتحر كما أن الجنرال السوفياتي الشهير جورجي زوكوف صرَّح بأنه ليس مقتنعا برواية إنتحار هتلر.
دمتم بخير
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن او الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment