ملوك الرمال

لماذا لم يعرض فيلم "ملك الرمال" الذي أنتجه المخرج السوري نجدت أنزور في السينما أو تتسرب منه نسخة الى الأسواق؟ الحقيقة أن مجهودات المملكة العربية السعودية في طمس الحقائق والتلاعب بالرأي العام متقن خصوصا أنها تستعين بخبرات أجنبية تعمل لمن يدفع أكثر. نجدت أنزور كان مخرج الفيلم والمنتج في الوقت نفسه وذلك يعني أنه أنفق ميزانية ضخمة وأرقام فلكية في إنتاجه وسوف يخسر ماديا بسبب عدم تسويق الفيلم وعرضه للجمهور. نجدت أنزور قام بإخراج وإنتاج الفيلم مدفوعا بعوامل سياسية والفيلم هدفه سياسي, رواية حقبة من تاريخ المملكة العربية السعودية والملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثالثة. هناك احتمالان لإخفاء الفيلم وعدم عرضه على الجمهور, الأول أن نجدت أنزور تلقى مبالغ مالية ضخمة مقابل عدم عرض الفيلم وأنه قام بإنتاجه بهدف الابتزاز المادي, أما السبب الثاني ربما يكون تهديد المملكة العربية السعودية بإنتاج فيلم عن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد عنوانه "الجحش" أو "الوحش."

الحقيقة أن هناك عاملا مشتركيا بين آل الأسد و آل سعود, كلاهما تعود جذورهم الى أصول يهودية. آل الأسد ليس إسم أسرتهم الأصلي والذي هو مجهول والوحش كان لقبا أطلق سكان محليون على سليمان جد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد بسبب قوته الجسدية. إن أول مناسبة معروفة كانت السبب في تغيير إسم الأسرة سنة ١٩٢٧ في اجتماع زعماء محليين في منطقة القرداحة حيث كان والد حافظ الأسد علي ابن سليمان حاضرا وأطلق عليه وجهاء المنطقة لقب ("الأسد) بسبب المكانة التي كسبتها أسرته خلال جيلين. أما بالنسبة الى آل سعود فإن لا يخفون أصلهم ونسبهم وأن جدهم مردخاي يهودي وليسوا من قبيلة عنزة ولا علاقة لهم بها. محمد ابن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي وحليف آل سعود أصله من يهود الدونمة الأتراك من مدينة بورصة.

تاريخ ٢٥/يناير/١٩١٥ وقعت معركة جراب في حائل بين قوات عبد العزيز آل سعود و آل رشيد حيث إستشهد الكابتن والجاسوس البريطاني شكسبير الذي كان يقود قوات الوهابية رغم أنه إنجليزي كافر و رغم أن عبد العزيز آل سعود كان مشاركا في المعركة وأصيب بجروح بليغة. ولكن ذلك ليس نهاية التعامل المخابراتي البريطاني مع الدولة السعودية الثالثة حيث هناك عدد من الشخصيات البارزة الذين لم يكونوا غير جواسيس بريطانيين أو مندوبين من الحكومة البريطانية. المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي بيرسي كوكس كان أحدهم وهناك أيضا الجاسوس البريطاني جون فيلبي أو الشيخ عبدالله فيلبي الذي لم يكن لديه مانع أخلاقي في إعتناق الإسلام نفاقا و خدمة لأهدافه في التجسس حتى أنه قبل أن يتم ختانه وتزوج من فتاة سعودية مسلمة ولدت له إبنة كيم فيلبي الذي كان يعمل في جهاز المخابرات البريطانية وكشف عنه أنه كان عميلا مزدوجا للإتحاد السوفيتي وساهم في تسريب أسرار عسكرية حساسة. كما أنه هناك جاسوسة بريطانية هي غيرترود بيل(أم المؤمنين خاتون) التي التقت عبد العزيز آل سعود في البصرة سنة ١٩١٦ وساهمت في نقل وجهة نظره الى الإدارة البريطانية التي تحالفت معه في السر ضد شريف مكة الحسين بن علي. 

السعودية لن تكون موجودة بدون الحماية البريطانية ومن ثم الأمريكية. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى في إتصال هاتفي مع الملك سلمان بن عبد العزيز حيث أخبره أنه لا يمكنه الإستمرار في الحكم أسبوعين من دون دعم وحماية الجيش الأمريكي وأنه عليه أن يدفع. وقد كان للرئيس ترامب ما أراد حيث زار السعودية و قام بتوقيع إتفاقيات بلغت ٤٥٠ مليار دولار ولكن ذلك كان على الورق حيث أن حجم التنفيذ بلغ ١٥٠ مليار دولار فقط والقضية عبارة عن دعاية وتلميع صورة أمام وسائل الإعلام لأهداف إنتخابية. وقد عاد الى زيارة المنطقة مؤخرا وحصل على ٥ تريليون دولار ومن المؤكد أنها عقود واتفاقيات سوف يبقى أغلبها حبر على ورق. 

دمتم بخير وعافية

عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة

الوطن أو الموت

النهاية