لست معارضا سياسيا لأي نظام عربي ولا أكتب في هذا المنتدى أو غيره من منطلق المعارضين العرب. في الحقيقة إنني أكره أولئك المعارضين واعتبرهم اسوأ من الحكومات بكثير حيث بعضهم لايمانع التدخل الأجنبي في بلده وأن يتم قصف بلادهم وقتل مواطنيهم. ماهو الفرق بين النظام الذي يصفه المعارضون بأنه ديكتاتوري والمعارضة نفسها؟ لايوجد أي فرق. الناتو في ليبيا قتل من المواطنين الأبرياء أكثر مما قتل القذافي طوال سنين حكمه الطويلة. وفي العراق, توفي أكثر من نصف مليون طفل عراقي وقتل مئات الآلاف من العراقيين بسبب الحصار وقصف المناطق المدنية المأهولة التي لا تحتوي على أي هدف عسكري. البوصلة الأخلاقية للدول الغربية في الحروب لم تتغير منذ قرر الحلفاء قصف مدينة دردسن الألمانية بقنابل النابالم وحرقها عن بكرة أبيها على الرغم من عدم وجود أهداف عسكرية وضرب اليابان بالقنابل الذرية ليس لسبب إلا لإرهاب وتخويف الإتحاد السوفياتي.
أعلم أنني تحدثت قبل ذلك عن سوريا ولكن الجميع يتحدثون عنها ويروجون الإشاعات أن الأمريكيين والروس إتفقوا على أن يستبدلوا الرئيس السوري, ولكن ذلك ليس إلا حملة بروباغندا تنشر معلومات مضللة. الصيغة التي نشرت بها تلك الأخبار تذكرني بالعبارات التي يرددها شحاذو الشوارع. الولايات المتحدة وعدت روسيا بأنهم يستطيعون الاحتفاظ بقواتهم في سوريا لو وافقوا على رحيل الرئيس السوري واستبداله. السياسة الأمريكية الخارجية طفولية, لديهم مشكلة شخصية مع الرئيس السوري لأنه يرفض مطالبهم. كما أنه لا أحد يثق في الوعود والنوايا الأمريكية. التواجد الأمريكي في سوريا هدفه النفط وحرمان روسيا من منفذ بحري على مياه البحر الأبيض المتوسط وليس حرية الشعب السوري. الولايات المتحدة مشهورة بتحالفها مع الديكتاتوريات الدموية مثل الحكومة العسكرية في الأرجنتين ورئيس تشيلي أوغستو بينوشيه ورئيس كوبا فولغينسيو باتيستا. كما أن الولايات المتحدة خاضت عددا من الحروب بدوافع دينية منها الحرب ضد العراق, أفغانستان وحتى حرب فيتنام في السابق تقف خلفها دوافع دينية.
وسائل الإعلام الغربية التي تحولت الى موظفين لدى حكومات تستخدم التضليل الإعلامي وتنشر الأكاذيب حول سوريا. الجميع يطالب الرئيس السوري بأن يرحل ويبيعون الأوهام للسوريين بأن سوريا سوف تتحول الى جنة. كما أن تلك الوسائل الإعلامية وحكوماتها تروِّجُ لتقسيم سوريا وتعمل على ذلك ولكنها تتهم الرئيس السوري والجيش السوري بأنهم من دعاة التقسيم. يذكرني ذلك بحروب البلقان حيث قام تحالف قوات غربية على رأسهم الولايات المتحدة بغزو يوغوسلافيا وتشجيع كوسوفو على الإنفصال. الدعاية الغربية كانت تروِّجُ أن كوسوفو سوف تتحول الى سويسرا البلقان, ولكن ذاك كان أكذوبة كبيرة. العاصمة الكوسوفية بريشتينا تعتبر أكثر العواصم الأوروبية قبحا حيث تنتشر القذارة في الشوارع وتفتقر أحياء بكاملها الى المياه الجارية. كما أن آلاف الكوسوفيين يفرون منها سنويا الى دول أوروبية طالبين اللجوء هربا من العنف والجريمة.
الولايات المتحدة لديها تاريخ حافل من العلاقات الحميمة مع التنظيمات الجهادية والتكفيرية خصوصا تنظيم الإخوان المسلمين والقاعدة. جيش تحرير كوسوفو الذي صنفته الأمم المتحدة والولايات المتحدة أنه تنظيم إرهابي كان يضم أفرادا من تنظيم القاعدة ويقوده الإرهابي هاشم تاتشي الذي تحول الى أول رئيس وزراء في كوسوفو. تحالف قوات الناتو بقيادة الولايات المتحدة قدَّمَ الدعم اللوجيستي للتنظيمات التكفيرية مما جعل من الممكن نقل آلاف الجهاديين الى يوغسلافيا خصوصا عبر طائرات شحن عملاقة مستأجرة من طراز هيركوليز(C-130). كل ذلك كان ممكنا على الرغم من أن الناتو كان يفرض حصارا جويا محكما على الأجواء اليوغوسلافية حيث يستحيل عبور الطائرات بدون موافقة مسبقة. إن ذلك يذكرني بأخبار عن طائرات شحن عملاقة مجهولة الهوية كانت تلقي الإمدادات الى مسلحي داعش في العراق وقوافل سيارات شحن تويوتا مليئة بأفراد داعش تسير على الطرقات من دون أن تعترضها الطائرات الأمريكية. حتى أن مواطنا أمريكيا دهش حين رأى شاحنته المستعملة التي باعها يتم إستخدامها من أفراد داعش في سوريا حيث مازالت تحتفظ بشعار شركته ملصقا عليها.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرسل الجيش الأمريكي والحرس الوطني الى مدينة مينيابولس بعد مقتل مواطن أمريكي يدعى جورج فوليد حيث إنتشرت أعمال نهب وحرق الممتلكات العامة والخاصة خصوصا من أشخاص قدموا من خارج المدينة كما أظهرت بعض الفيديوهات. حتى أن الرئيس الأمريكي وفي تغريدة أثار الجدل بينه وبين إدارة تويتر, قام بالتهديد باستخدام الرصاص الحي ضد اللصوص مثيري أعمال الشغب. رئيس الوزراء البريطاني جورج كاميرون رفض الحديث عن حقوق الإنسان عندما تعرض الأمن القومي البريطاني للخطر بسبب الأحداث في مدينة لندن ونوتنغهام التي امتدت الى مدن أخرى بسبب بإطلاق النار على مارك دوغان من شرطة المدينة مما أدى الى مصرعه في الحال. الحكومة الإسبانية قمعت مواطنيها في إقليم كتالونيا عندما صوتوا لصالح الانفصال عن إسبانيا ورفضت عملية التصويت ولاحقت القادة المعارضين الهاربين الى الخارج. وقبل ذلك, إستخدم الجيش الإسباني القوة المفرطة ضد مواطنيه في إقليم الباسك بسبب مطالبتهم الإنفصال. وحتى في بريطانيا, قمع الجيش البريطاني مطالبات مواطني إيرلندا الإنفصالية ولاحقت القوات الخاصة البريطانية المعارضين وقتلت عددا منهم من دون رحمة.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment