لو كان محمد أبو خديجة يمارس رياضة الملاكمة في أحد البلدان الغربية أو الأوروبية التي يتم فيها تقدير الرياضيين, لكان تحول الى نجم لديه المال والشهرة وليس الى بطل منسي يصارع الحياة من أجل إطعام أسرته ويتعرض الى المضايقة من إتحاد اللعبة الأردني. مشكلة الرياضة والرياضيين في الوطن العربي هي مشكلة عامة, عدم التقدير المادي والمعنوي. المسؤولين والاتحادات الرياضية والجماهير تطالب الرياضيين بتحقيق الإنجازات بدون أن يتم تقديم أي دعم أو أي عطاء. مشكلة الرياضي في الوطن العربي أنه يعطي ولا يأخذ وبدلا من أن يشبعوا الرياضي خبزا, يملئون رأسه بحديث عن الوطن وحب الوطن وتحقيق الإنجازات للوطن. أولئك المسؤولين لايريدون أن يفهموا أن الوطن ليس جواز سفر بل رغيف خيز لأن ذلك هو عنوان الكرامة.
ولكن محمد أبو خديجة ليس الضحية الأولى ولن يكون الأخير للفساد والمحسوبية والواسطة والإهمال التي تنخر الاتحادات الرياضية المختلفة في الأردن. أيمن النادي ملاكم أردني فاز بعدد من الجوائز منها ذهبية كأس العرب في مصر 96, بطل العرب 97 ووصيف بطل العرب 99 هي بعض من إنجازات ذلك الرياضي والملاكم المحترف. وكما يقول المثل(إن جزاء الإحسان إلا الإحسان) ولكن مسؤولي إتحاد الملاكمة كافئوا اللاعب بمضايقته وإلغاء معسكراته التدريبية وصولا الى فصله من الإتحاد بوصفه لاعبا ومدربا وشطب عضويته بسبب الخلافات الشخصية والواسطة والمحسوبية.
الملاكم الأردني محمد أبو خديجة لديه تاريخ حافل مع البطولات منها: بطل الأردن(1987-2003),فضية بطولة مصر الدولية(1996), ذهبية الدورة العربية الثانية بيروت(1997), ذهبية دورة غرب آسيا طهران(1997), ذهبية البطولة العربية تونس(1998) وبرونزية الألعاب الآسيوية(1998) هي بعض من إنجازات ذلك اللعب والملاكم المحترف. مكافأة البطل محمد أبو خديجة هي الحكم عليه في 2003 سنتين في السجن إثر مشاجرة كان خلالها في حالة دفاع عن النفس بعد تعرضه الى اعتداء من عدد من الزعران والبلطجية بأسلحة حادة حيث قتل شخص وأصيب الأخر بجروح خطيرة. وكأنه من المطلوب من بطل في الملاكمة وحامل ميداليات أن ينتظر حتى يتم طعنه وضربه ثم يقوم بالإتصال على خدمة الطوارئ والإسعاف. وقد كان من المفترض وبعد ثبوت أن القتل كان بغاية الدفاع عن النفس أن لا يقضي البطل الأردني يوما واحدا في السجن وذلك هو القانون في بلدان لديها قانون ولكن في الوطن العربي, لا سيادة للقانون ولا عدالة.
إن مشكلة أبطال الملاكمة في الأردن محمد أبو خديجة وأيمن النادي ليست أول ولا أخر مشاكل الرياضة والرياضيين. أحمد أبو غوش لاعب التايكواندو الأردني الذي حقق للأردن الميدالية الأولمبية الذهبية الوحيدة في لعبة التايكواندو خلال مشاركته في أولمبياد ريو-2016 في البرازيل. البطل الأولمبي الأردني تم سجنه أكثر من شهرين وتم رفض تكفيله على الرغم من أن القضية التي من المفترض أنه مسجلة ضده تخص قيده المدني وليس قضية جنائية. اللاعب الغاضب من معاملته بتلك الطريقة وبعد أن أمضى وبصمت أكثر من شهرين خلف القضبان, أعلن إعتزاله اللعبة والمشاركة مع المنتخب الوطني. وقد صدر مؤخرا حكم بجسن البطل أحمد أبو غوش 6 أشهر بمجموعة تهم لها علاقة بتزوير أوراق رسمية. ويقال أن والد أحمد أبو غوش هرب من الأردن في السبعينات إثر أحداث أيلول الأسود ومن ثم عاد إلى الأردن بجواز سفر مزور وقام بتسوية وضعه ولكنه إستمر في تجديد أوراقه المزورة والأصلية معا؟؟؟!!! فزورة.
الذباب الإلكتروني الأردني والمطبلين والمنافقين سارعوا الى نشر الأكاذيب أن أحمد أبو متورط وأن كل ذلك كان يتم بعلمه وأنه حاول حل القضية ولفلفة الموضوع من تحت الطاولة وأنه صاحب سلوكيات غير مقبولة في الجامعة حيث أنه طالب بترفيعه بدون بذل مجهود لأنه بطل أولمبي والى آخره من تشويه سمعته وممارسة إغتيال الشخصية. والسؤال هو كيف يتم سجن الابن بذنب اقترفه والده من أكثر من 30 سنة؟ والسؤال الآخر هو كيف يتم استمرار تجديد أوراق مزورة كل تلك السنين رغم أن والد أحمد أبو غوشة قام بتسوية وضعه وإصدار أوراق رسمية سليمة له ولعائلته مما يعني شطب الأوراق المزورة من السجلات؟
البطل الأولمبي أحمد أبو غوشة ومحمد أبو خديجة وأيمن النادي هم أبطال منسيون تعرض بعضهم الى السجن التعسفي والظلم والمضايقة من الإتحادات الرياضية ولو كانوا يعيشون في دولة تحترم الرياضيين وتقدرهم, لأصبحوا مثل محمد علي كلاي وربما مايك تايسون ولم يكن مصيرهم في السجون أو يصارعون من أجل البقاء وإطعام أسرهم.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment