Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, November 4, 2020

لماذا السعودية دائما في مرمى وسائل الإعلام؟

إن أي حدث جديد أو قرار يتم إتخاذه في السعودية يكون مصحوبا في العادة بكثير من الضجيج الإعلامي والشعبي. حتى في مسألة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي, كان هناك الكثير من الدراما في عملية الاغتيال. وأنا هناك لا أتحدث بتأييدي عملية الإغتيال بتلك الطريقة البشعة بصرف النظر عما فعله خاشقجي الذي انفعل واستاء من منع أبنائه من السفر ولذلك قرر البوح بما يعرفه عن أحداث 11/سبتمبر بل والشهادة في المحكمة إن لزم الأمر. حتى عندما يفوز فريق كرة القدم السعودي أو أحد الأندية بمباراة حتى لو كانت هامشية, تبدأ أبواق الإعلام السعودية والغير سعودية التي تنافق السعودية بالحديث ليل نهار عن عبقرية اللاعب السعودي ومهاراته حتى يصاب المشاهد بالملل خصوصا لو كانت المناسبة لها علاقة بكأس العالم.

الوطن ليس حكومة أو ملك أو رئيس. هناك فرق بين مؤيد لوطنه ومن يقيم طقوس عبادة الشخصية لرأس تلك السلطة على اختلاف مسمياتهم. ولكن ذلك وباء مستفحل في وطننا العربي, ولكن لماذا السعودية؟ لأن السعودية تعتبر مركزا روحيا لأكثر من مليار مسلم حيث هناك الأماكن المقدسة في مكة والمدينة وقبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وقبور الصحابة. السعودية  تشغل موقعا جغرافيا مهما بمساحة كبيرة وعدد سكان يعتبر قليلا نسبيا ولكن عنصر الشباب فيه(تحت 30 سنة) يتراوح 50%-60%. كما أنها بوصفها أحد أهم منتجي النفط إن لم يكن أهمهم في العالم وبالتالي أي خبر مصدره السعودية قد يؤدي الى تذبذب الإقتصاد العالمي صعودا أو هبوطا. والحقيقة أنه في قضية النفط هناك دولتان: الأولى هي الولايات المتحدة, والثانية هي السعودية. العالم لن يهتم لقيام الكويت بزيادة أو تخفيض إنتاجها من النفط ولكنه سوف يهتم بقرار الحكومة الأمريكية زيادة كمية الاحتياطي الإستراتيجي أو قيام السعودية بتخفيض الإنتاج.

المملكة العربية السعودية قامت بتمويل مراكز ومدارس وجمعيات خيرية إسلامية ومساجد كانت الأضواء مسلطة على بعضها خصوصا في أوروبا حيث تلاحقها تهم بدعم الإرهاب. حتى أن تنظيم الإخوان المسلمين لم يكن لينمو ويصل الى ما وصل إليه لولا الدعم المالي الذي قدمته إليه السعودية خصوصا منذ أيام الملك عبد العزيز آل سعود الذي كان بحاجة الى ذراع للحركة الوهابية بإسم مختلف وواجهة أكثر تكون عصرية وتستميل عنصر الشباب. إن تنظيم الإخوان المسلمين و طرابيشهم ليسوا إلا واجهة للحركة الوهابية حيث عملوا بالتنسيق مع بريطانيا وبتمويل من السعودية. زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن سعودي وهو التنظيم الذي قام بتنفيذ هجمات 11/سبتمبر الإرهابية حيث بلغ عدد المواطنين السعوديين المشاركين في الهجمات 15 من أصل 19 إرهابيا. وقد لعبت السعودية دورا رئيسيا في تمويل التنظيمات الأصولية في أفغانستان خلال الحرب الأفغانية في الثمانينيات. 

إن وزير الخارجية السعودي السابق عادل الجبير هدد الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي أو العمل العسكري حيث قدمت السعودية الدعم الى تنظيمات أصولية متطرفة تقاتل الحكومة السورية وقاد رجال دين سعوديون يعتبرون موظفين حكوميين رسميين حملة طائفية شعواء ضد الشعب السوري في المحطات التلفزيونية وعلى منابر المساجد حيث دعي علنا الى إبادة فئات من الشعب السوري و فرمهم وإطعام لحومهم الى الكلاب. كما أن آلاف السعوديين يقاتلون في سوريا ويرتكبون جرائم يندى لها الجبين حيث لا يتورعون عن نشرها في وسائل التواصل الإجتماعي. حتى دول مثل العراق لم تسلم من التدخل السعودي في شؤونها الداخلية. وحتى دول غربية وأوروبية لم تسلم من المشاكسات السياسية السعودية خصوصا بريطانيا التي تم استهدافها على هامش التحقيق في شبهات فساد متعلقة بصفقة اليمامة وكندا التي طالبت السعودية بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومنحت اللجوء للسعودية رهف القنون مع تسليط الأضواء الإعلامية على حقوق الإنسان في السعودية.

السعودية تذكرني بفيلم "بوبوس" من بطولة الممثل المصري القدير عادل إمام والفنانة يسرى. الفيلم يدور حول شخصية أحد رجال الأعمال محسن الهنداوي صاحب أول وأكبر المشاريع في مصر والشرق الأوسط. ولكن تلك المشاريع وهمية, على الورق وذلك بهدف الدعاية والبروباغندا والأهم تسهيل الإقتراض من البنوك. إن مدينة نيوم ليس أول سابقة للمشاريع الوهمية في السعودية. خلال عهد الملك عبدالله تم الإعلان عن عدد من المشاريع منها صندوق مكافحة الفقر ومدن اقتصادية وإنتاج سيارات وطائرات بدون طيار. حتى في مجال البنية التحتية كانت مشاريع مثل بناء شبكة تصريف مياه أمطار في مدن سعودية منها مدينة جدة, عبارة عن مشاريع وهمية حيث يتكرر غرق المدينة كل سنة بمياه الأمطار. 

المؤتمرات التي تم الدعوة إليها لتشجيع الاستثمار في السعودية قد فشلت خصوصا بعد إقرار قانون جاستا ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول وحملة الاعتقالات المشهورة بإسم حملة الريتز-كارلتون. المستثمرون الغربيين خصوصا الأمريكيين لم يكونوا على إستعداد للمخاطرة بسمعتهم وأموالهم في بلد عدد سكانه أقل من سكان ولاية كاليفورنيا وغير مستقر سياسيا بل كانت عيونهم على المحفظة السعودية المتخمة بالأموال التي على استعداد للإنفاق بلا حدود.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment