مشكلة العرب باختصار أنهم لايعرفون ماذا يريدون. تائهون أو كما يقال في اللغة العامية لابسين في الحائط الى درجة أنني أصبح أشفق على الحائط نفسه. مثال بسيط هو أن قوانين المواريث وقوانين الأحوال الشخصية في الوطن العرب مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية ولكن المحاكم الشرعية في أي بلد عربي تزدحم بأصحاب القضايا ظالمين أو مظلومين حيث تسمح تشريعات مدنية مترادفة مع القوانين الشرعية بالتلاعب والمماطلة. أي قضية مواريث يمكن حلها عند أي قاضي شرعي خلال فترة زمنية لاتتعدى ربع ساعة في حال توفر حصر إرث رسمي مصدق أصولا. مثال أخر هو قوانين النفقة والحضانة والتي من المفترض أن لايستغرق الحكم فيها سنين كما يحصل في الكثير من الحالات. هناك الكثير من الأشخاص الذين يستغلون عامل الوقت الذي يسمح به القانون من أجل تحويل القضايا الى عملية بطيئة تستنزف الطرف الآخر ماديا ومعنويا.
العرب يصوتون للدولة الدينية ثم يهاجرون الى الغرب حتى يعيشوا في كنف العلمانية ثم يشتكون من العنصرية والتمييز. الكارثة أنهم يطالبون بدولة علمانية وقانون مدني ولكنهم في الوقت نفسه ليس لديهم أي رؤية عن ماهية ذلك القانون وبنوده ومن سوف يكتبه ومن سوف يوافق أو يعترض عليه. إذا كان القانون الإلهي المكتوب في القرآن والسنة النبوية لا يعجبهم, كيف سوف يعجبهم قانون من كتابة أشخاص. كل مواطن عربي يرغب في أن يكتب قانونه الخاص المفصل على مزاجه حتى يأكل حقوق الأخرين. إن أول مايبحث عنه المواطن العربي حين يسافر الى الغرب هو المسجد وتجمعات العرب ومحلاتهم ويبدأ في إضاعة الكثير من الوقت في قرائة قائمة المكونات في المنتجات التي يقوم بشرائها خوفا من أن تحتوي على أي من منتجات الخنزير. وبعد أن ينتهي من جولة التسوق, يقوم بالمرور على متجر المشروبات الكحولية حتى يشتري البيرة أو زجاجة ويسكي.
الليبراليون يعتقدون أن الحرية في شتم الذات الإلهية والأنبياء والتشكيك في الأديان, بينما الإسلاميون يعتقدون أن الليبرالية تعني أن تخلع النساء الحجاب وترتدي الملابس الخليعة. لايوجد من يمكن أن يجبر أي إمرأة في الغرب على أن ترتدي أو تخلع ملابسها أو تلبس تنورة قصيرة. حتى الحملات التي تشنها دول غربية ومنها فرنسا من أجل حظر النقاب والحجاب تلقى مقاومة من مواطنين غربيين يرون أنها تدخُّل في الحريات الشخصية. وفي دول غربية وأوروبية, ينافق الكثير من الجمعيات الإسلامية والقيادات الإسلامية الحكومات عبر إنكارهم المعلوم من الدين بسبب تلقي جمعياتهم مبالغ مالية بوصفها جمعيات غير ربحية وحيث تشغل تلك القيادات وظائف حكومية. ولكنهم في الوقت نفسه, يمارسون الإضطهاد ضد أبناء الجالية المسلمة بوصفهم من الشيعة أو الصوفية حيث ينشطون في كتابات التقارير الكيدية ضدهم بأنهم على علاقة مع إيران وأحزاب شيعية وإرسالهم الى أجهزة الأمن. إن أغلب تلك الجمعيات الإسلامية تحت سيطرة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين حيث عملوا على تأسيسها من أجل اختراق المجتمعات الغربية.
خلال تجربتي في الكتابة والتدوين في عدد من المنتديات والمواقع السياسية, تم إغلاق معظمها بدون سابق إنذار حيث يضيع مجهود المدونين وأرشيفهم. أسباب الإغلاق غير معروفة ولكن بعض المواقع أو المنتديات أصبحت تشكل صداعا لبعض الحكومات التي تزعجها المشاركات التي تنتقدها. وقد كان ذلك سببا في تأسيس مدونتي الخاصة (علوم وثقافة معرفة) وهي ليست أول مدونة لي حيث قمت بإنشاء عدد من المدونات, ولكنها مدونتي الدائمة لأن موقع البلوجر لايخضع للمعايير العبثية التي تخضع لها مواقع ومنتديات حيث يمكنني التحكم في التعليقات حتى أمنع المشاركات التي توصف بأنها سبام أو تلك التي تكون للدعاية التجارية. أغلب المنتديات التي شاركت فيها تصف نفسها بأنها ليبرالية ولكنها الواقع مختلف تماما حيث يتم نشر مشاركات تتهم الله جل وعلا بالفشل وتتهم الأنبياء بالكذب. ولكن ما أن يتم نشر مشاركة تنتقد الإدارة, حتى يتم حظر أو طرد العضو وذلك قمة في التخبط والتناقض. منتديات تمتلئ بموظفين حكوميين رسميين يتبعون عدة حكومات, يستخدمون أسماء مختلفة ويقبضون رواتب مقابل قيامهم بالتطبيل والترويج لإنجازات وهمية ونشر البروباغندا الكاذبة ومهاجمة الأعضاء الذين يخالفونهم في الرأي. إن كل ذلك جعل المنتديات الليبرالية ليس لها أي علاقة بحرية الرأي ولا بالليبرالية نفسها حيث تحولت الى مرتع للمنحلين أخلاقيا والفاسدين وأشباه المثقفين والملاحدة.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment