قطاع السياحة والسفر من أكثر القطاعات تضررا بسبب أزمة فيروس كورونا بسبب إجرائات حظر الطيران والسفر وإجراءات التباعد الإجتماعي. ولكن أزمة فيروس كورونا ليست هي العائق الوحيد أمام إزدهار القطاع السياحي خصوصا في الوطن العربي. وبالطبع فإن قطاع السياحة يعاني بشكل عام من قضية محاولة السكان المحليين إستغلال السياح حيث يدفعون أسعارا مضاعفة بالإضافة الى الضرائب المرتفعة. الدول العربية تعاني من كل ما سبق ذكره بالإضافة الى ضعف الخدمات السياحية وإنتشار مفهوم الأسعار السياحية, يعني فرض أسعار مرتفعة على السياح. حتى أن السياحة الداخلية في بعض الدول العربية أصبحت حلما صعب المنال على المواطن الذي يضطر الى دفع تلك الأسعار السياحية المرتفعة داخل بلده مما جعل الكثيرين يفضلون السياحة الى دول مثل تركيا أو اليونان.
في الوطن العربي لايوجد اي نظام للتسعير مما يجعل البائعين يستغلون السيَّاح ويفرضون عليهم أسعارا مرتفعة. ولكن ذلك أمر مخجل ومعيب لأن السائح الذي يشعر بذلك لن يعود مرة أخرى الى نفس البلد حيث لديه خيارات متعددة أخرى. لايوجد أي مبرر أو سبب لإستغلال السياح سوى أن تلك ثقافة منتشرة في الوطن العربي ومتغلغلة في المجتمعات العربية, الحكومة تستغل المواطنين الذين بدورهم يستغلون مواطنين أخرين والذين بدورهم يستغلون السيَّاح. السائح الخليجي في الدول العربية كان يتعرض للاستغلال في كل مكان, في المواصلات العامة والمطاعم والمقاهي وحتى في أماكن السهر والسمر, يدفعون أسعارا مضاعفة ثلاثة أو أربعة مرات. إن سائقي التكسي في الوطن العربي هم الأكثر استغلالا للسياح حيث تكاد تنعدم الرقابة ولايمكن للسائح تقديم شكوى حيث يفضل الدفع وتجنب المشاكل.
أما بالنسبة الى السائح الأجنبي, حدث ولاحرج. عارضة أزياء إيطالية تدعى نينا مورس لم تستغرق سنة 2017 أكثر من 48 ساعة في الأردن حتى تغادرها كارهة وحيث كتبت على صفحتها على الفيسبوك التي يتابعها أكثر من 300 ألف متابع أنها شعرت بأنها عبارة عن صرَّاف آلي. ولكن اعتذار وزارة السياحة ودعوتها الى زيارة الأردن مجانا لم تغير من الأمر شيئا وأن ماحصل لها ليس حادثة فردية بل حالة سائدة حيث إستغلال السائحين هي ثقافة منتشرة. السائحة الإيطالية شرَّحت الحالة على أرض الواقع بدون رتوش, حتى في أحد المقاهي في منطقة البتراء, قبض سائق التكسي الذي إصطحبها عمولة عن فنجان قهوة دفعت ثمنه عشرة دنانير بينما يتراوح متوسط سعر فنجان القهوة دينارين. الفندق الذي أقامت فيه والمفترض أنه خمس نجوم, فقد كانت معاملتهم غير لائقة حيث رفضوا إضافة ثمن العشاء الذي تناولته في غرفتها الى فاتورة الغرفة وطلبوا دفع ثمن العشاء نقدا ومن ثم عادوا واتهموها بتزوير العملة لأنه أكملت دفع ثمن العشاء بورقة من فئة 50 يورو من الفئة الجديد حيث عادوا وأيقظوها في منتصف الليل من أجل ذلك.
ولأن الحكومة الأردنية تهتم بدعم قطاع السياحة, فقد تم الإفراج مؤخرا عن المجرمين الشقيقين محمد وأحمد سمير الحياري على الرغم من صدور حكم بإدانتهما بتهمة السطو المسلح والحكم بسجن كل منهما عشرة سنين. وقد تخصص الشقيقين في السطو على السياح وسلبهم أموالهم. ولكن عندما يحضر زفافك أربعة رؤساء وزراء سابقين, محمد سمير الحياري, وعندما يكون والدك أحد كبار الصحفيين المتنفذين في الأردن, عندها سوف تصبح القضية خيار وفقوس. وهل يعتقد المسؤولون في الأردن أن أي سائح يتعرض لذلك الموقف السخيف سوف يعود الى زيارة الأردن؟ أم أنهم سوف يقومون بدعوته الى زيارة الأردن مجانا حتى يقومون بتصوير فيديو يخبر فيه المشاهدين أن الأمور كلها عشرة على عشرة.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment