Flag Counter

Flag Counter

Monday, January 14, 2019

تعليقي على قضية الفتاة السعودية رهف

يقول أحدهم وأظنه الشاعر الكبير نزار قباني, إن الجاهلة إذا قرأت عن الحرية خلعت ملابسها. يمكن اختصار قصة الفتاة السعودية رهف التي هربت من أسرتها أثناء زيارة للكويت على متن طائرة متجهة إلى تايلاند بتلك المقولة. الحكومة الكندية ومن باب المناكفة السياسية مع السعودية تبرعت بقبول منح رهف وضع لاجئ وتوفير الحماية لها بناء على ذلك. والان تطالب السعوديات بإسقاط نظام الولاية ويهددن بالهجرة إذا لم يتم ذلك.
كندا تدخلت في الشأن الداخلي السعودي بوقاحة ولم تعبر فقط عن قلقها بشأن وضع بعض المعتقلين في السعودية بل وطالبت بإطلاق سراحهم فورا وكأن السعودية بلد ليس فيها قانون ومحاكم ونظام سياسي معترف به وهو عضو في المملكة المتحدة. الحكومة السعودية ردت بسحب سفيرها من كندا وطردت السفير الكندي وسحبت منحتها الدراسية بشكل فوري والغت صفقات عسكرية مع كندا وذلك من امور السيادة التي لا حق لأحد في التدخل فيها. كندا منحت نفسها صفة دولة عظمى مساوية للولايات المتحدة في علاقاتها السياسية مع السعودية وتلقت الرد بما يتناسب مع فعلتها القبيحة.
إن منح صفة لاجئ يجب ان يكون للشخص الذي تكون حياته معرضة للخطر بدون جرم ارتكبه او معرض للاضطهاد بسبب عرقه او دينه او السجن التعسفي في بلده. الفتاة السعودية رهف القنون لم تكن معرضة لأي مما سبق ذكره فهي ليست الا فتاة سعودية طفشانة من منزل الاسرة بسبب خلافات اسرية وذلك لم يكن يتوجب منحها صفة لاجئ واعادتها الى بلدها واسرتها. تقديم طلب لجوء في كندا او استراليا او اي بلد اوروبي قد يستغرق من طالب اللجوء عمرا كاملا حيث أنه في بعض البلدان, قد ينتظر المتقدم بطلب اللجوء سنة او اثنتين لمجرد حصوله على المقابلة وتقديمه طلبه باللجوء. ولكن لأن منح صفة لاجئ أصبح اداة بيد بعض الدول الغربية والأوروبية لاستخدامها ضد بعض دول الشرق الاوسط تماما مثل ملف حقوق الإنسان حيث يتم التعامل مع الملف ليس كملف إنساني بل كملف سياسي وكيف يمكن الاستفادة منه سياسيا.
لست أتفق مع كل ما يجري في السعودية ولكنني بالتأكيد لن اقف في صف دولة أجنبية تتدخل في شؤون اي بلد عربي مهما كنت اختلف مع حكومة ذلك البلد والسياسات التي تتبعها. الحكومة السعودية بدأت بمنح المرأة حقوقها ولكن بالتدريج خطوة بخطوة ولذلك لا يمكن مقارنة وضع المرأة السعودية في السابق بوضعها الحالي الذي برأي الشخصي بدأ بالتحسن. ولكن بعض الناشطات النسويات السعوديات ممن لهم ارتباطات بجهات خارجية خصوصا المنظمات الغير حكومية يضغطون باتجاه منح المرأة كامل حقوقها دفعة واحدة لأن ذلك يعني الفوضى وتلك هي غايتهم وهدفهم. الخيانة ليس أن تعارض حكومة بلدك ولكن الخيانة هي أن تستقوي بجهات أجنبية على بلدك تماما مثل الناشطة منال الشريف التي لم تترك منظمة او شخصية حكومية متنفذة في الغرب إلا وراسلتها بخصوص رفع المنع عن منح المرأة السعودية رخصة قيادة. أما بالنسبة لموضوع الولاية على المرأة في السعودية, انا ضد إلغائه أو حتى تخفيف القيود على ولاية المرأة لأنه عندها لن يبقى هناك رجل سعودي يحكم على نسائه وأهل بيته حيث تستطيع اي فتاة سعودية السفر للخارج بدون إذن ولي أمرها وبدون علمه وبدون أن يرافقها أحد من محارمها.
الحكومة السعودية أخطأت في تعاملها إعلاميا مع قضية الفتاة السعودية خصوصا حين حاولت إستعادتها وكان بالأولى أن تترك ذلك الأمر لأسرة الفتاة وإن فشلت الجهود المبذولة, كان يتوجب التصرف بذكاء. كان على المملكة العربية السعودية سحب البساط إعلاميا من تحت أقدام رهف ومن يحاول إستغلال قضيتها ومنحها مبلغا ماليا وتذكرة مغادرة على نفقة الحكومة السعودية لأي بلد تختاره ويقبل طلبها بمنحها صفة لاجئ ومن ثم عندما تهدأ الأمور وبصمت يلغى جواز سفرها وتسحب منها جنسيتها ويعلن ان رهف القنون ليست مواطنة سعودية وأن أقوالها وأفعالها لا تعبر عن رأي السعوديات ولا تمثلهم ولا يترتب على أفعالها اي تبعات قانونية على الحكومة السعودية والشعب السعودي. إن رهف القنون ليست أول فتاة سعودية تهرب من أهلها للخارج خصوصا الى كندا حيث أن بعض السعوديات يحاولون إستغلال توتر العلاقات السياسية مع كندا والهروب الى هناك وتقديم طلبات لجوء حيث يتم الموافقة عليها وخلال فترة قياسية. قضية رهف تم استغلالها سياسيا وإعلاميا من قبل الحكومة الكندية التي أصبحت تمارس الطفولة والمراهقة السياسية بعد توتر العلاقات مع السعودية وطرد السفير الكندي وسحب السفير السعودي من كندا. هناك قضية الفتاة السعودية المبتعثة التي هربت من والدها في كندا وتزوجت من سائق باص مسلم الديانة كندي الجنسية ثم إدعت على والدها ظلما أنه ضربها وحاول خنقها وسجنته ثم قامت الحكومة الكندية بترحيله. سائق الباص وبعد فترة من زواجه من الفتاة السعودية التي من أجلها قام بتطليق زوجته التي له منها ولدان, تحول من أهل السنة والجماعة الى الصوفية وتم طرده على أثرها من إمامة المسجد ثم تحول الى الإلحاد والأن رجع على الديانة المسيحية ولست أدري مصير زواجه من تلك الفتاة العاقة التي خسرت والدها ومنحتها الدراسية وأهلها ودينها ودنياها من أجل ما يطلقون عليه حرية وحقوق المرأة. وهناك قضية فتاة سعودية كانت في منحة دراسية الى كندا وهربت من أهلها وقدمت طلب لجوء تمت الموافقة عليه أيضا بسرعة قياسية وهناك تفاصيل متعلقة بقضيتها وهي مخجلة مما تنطبق عليه مقولة نزار قباني التي بدأت بها هذا الموضوع القصير.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment