Flag Counter

Flag Counter

Sunday, October 2, 2016

مشوار الالف ميل الأمريكي يبدأ بجاستا

لايوجد ذرة شك لدي أي شخص عاقل أن قانون جاستا – العدالة ضد الإرهاب هدفه ماتبقى من أموال وأرصدة سعودية في البنوك الأمريكية وكذالك الإستثمارات الخاصة السعودية في الولايات المتحدة وربما دول العالم الأخرى التي قد تمتد لها يد القانون.
البداية كانت بمصادرة مئات المليارات من الدولارات قيمة إستثمارات السعودية في سندات الدين التي تصدرها وزارة الخزانة وإن كان ذالك تم بطريقة غير مباشرة حيث أعلنت وزارة الخزينة عن حجم إستثمارات سعودية في السندات التي تصدرها بقيمة 117 مليار دولار تقريبا. والسؤال إن كان الرقم المعلن قبل ذالك هو 750 مليار دولار غير صحيح فلماذا تم السكوت عنه كل تلك السنين سواء من الطرف السعودي أو الطرف الأمريكي؟ ويبدو أن قانون جاستا ليس النهاية فالميزانية الأمريكية تعاني من عجز وحجم دين قومي وخاص يفوق قدرة أي إقتصاد سليم على الإحتمال أكثر من ذالك حيث مازالت تتوالى التحذيرات من إنفجار فقاعة الدين الأمريكي لتأخذ معها الإقتصاد العالمي إلى الهاوية.
الولايات المتحدة إعتادت على تفصيل القوانين بما يلائم مصالحها ولا تهتم للإتفاقيات التي توقعها مع الدول الأخرى خصوصا إتفاقية التجارة الحرة. مفهوم الإستقرار بالنسبة للحكومة وكبريات الشركات الأمريكية هو إستقرار مصالح الشركات الأمريكية وتمتعها بالحرية المطلقة للعمل في أي بلد وإعتبار إستثماراتها محصنة بقرار سياسي.
لست مهتما بالتعليق على الإتهامات بتورط المملكة العربية السعودية في أحداث 11 سيبتمبر فحتى هذه اللحظة لم تقدم الإدارة الأمريكية للرأي العام الأمريكي والعالمي أي أدلة ثابتة وملموسة على التورط السعودي الحكومي في تقديم الدعم لمرتكبي تلك الجريمة وإن كانت أغلب مرتكبي الحادث هم مواطنون سعوديون ولكن ذالك لا يعد دليلا قاطعا.  وكما تقول العبارة العامية " كلام صف جرايد ".
المشكلة الحقيقية في الإعلام السعودي والعربي الذي يهدد ويتوعد حيث يرغي ويزبد رؤساء تحرير صحف من مكاتبهم الفارهة ويروجون الإشاعات بإقرار قانون جاستا معدل مفصل على المقاس يجعل القانون الأصلي حبرا على ورق. رؤساء صحف التحرير المرفهون الذي لم يكتب بعضهم كلمة واحدة في صحيفته لم يشرحوا للقارئ الذي يدفع ثمن شراء صحفهم كيف يقوم الكونجرس وفي فترة زمنية قياسية بإقرار قانون معدل للقانون الأصلي وأين نشر قانون جاستا وكذالك قانون جاستا – المعدل وماهي البنود التي تم حذفها.
كما أن أولئك الصحفيين أجبن من أن يتفوهوا بكلمة حق يدافعون فيها عن بلدهم فيما يتعلق بأحداث 11 سيبتمبر, كلامهم أيضا " صف جرايد ", ويطالبون الحكومة السعودية بإرسال محاميين لتفنيد أول دعوى قضائية قامت أرملة أمريكية تدعى ستيفاني روس برفعها حيث سقط زوجها ضحية الهجوم على مبنى البنتاجون.
الولايات المتحدة تقوم بسن قوانين هدفها التشبيح على دول العالم المختلفة وإبتزازها لأهداف سياسية على الرغم من التاريخ الطويل الدموي والجرائم بداية من السكان الأصليين وحتى أنني قرأت موضوعا أن سبب المجاعة الشهيرة في أيرلندا والمعروفة بالمجاعة الأيرلندية الكبرى(1845-1852) سببه شتلات بطاطس مصابة بما يدعى (اللفحة المتأخرة) وذالك في إطار صراع أمريكي-بريطاني حيث أدت تلك المجاعة إلى إنخفاض عدد سكان أيرلندا بنسبة 20%-25% بسبب الهجرة أو الموت جوعا.
أتمنى من الحكومة السعودية والجهات الشعبية والمؤسسات ورجال الأعمال وإن كنت متاكدا أن ندائي سوف يذهب أدراج الرياح, أن يقفوا وقفة رجل واحد وأن يقوموا بشن حملة إعلامية فعالة ضد القانون بل ورفع دعاوي قضائية لأن من إلتقط الصورة الشهيرة مع أسامة إبن لادن في الثمانينيات هو مستشار الأمن القومي الأمريكي زبيغنيو بريجنسكي وأن طائرة تحمل أسرة إبن لادن قد تم منحها إذنا خاصا للتحليق خارج الولايات المتحدة حين تم تعطيل حركة الطيران في طول البلاد وعرضها بأمر رئاسي وأن الرئيس الأمريكي رونالد ريغان هو من إستقبل القادة الأفغان في البيت الأبيض ولقبهم بمقاتلي الحرية.
منذ سنين طويلة فقد طالب الوطنيون والمخلصون من مواطنين سعوديين وعرب بمراجعة موضوع التحالف السعودي\الأمريكي بل ومراجعة شاملة للعلاقات السعودية مع الولايات المتحدة لأن المتغطي بالأمريكان عريان الذين لا يهمهم إلا مصالحهم فهم من أخرج للوجود مصطلح الثورة الخلاقة وهم من يروجون ليل نهار لتقسيم الوطن العربي والمملكة العربية السعودية هدف رئيسي لهم.
المملكة العربية السعودية لديها من المشاكل ماهو موجود في أي دولة في العالم ولكن ذالك ليس مبررا للتدخل الأجنبي والإصلاح عندما يأتي من الداخل وبخطوات مدروسة وثابتة فهو أفضل من أن يتم فرضه من قبل جهات خارجية لديها أجنداتها وينتهي إلى الخراب والدمار.
إن شاء الله يحفظ كل البلاد العربية والإسلامية ويقيها من شر جاستا وقوانين الحرية والديمقراطية الغربية والفوضى الخلاقة والربيع العربي.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment