Flag Counter

Flag Counter

Thursday, October 13, 2016

فيلم أنا نجوم يفضح التخلف العربي والعقلية الهمجية

فيلم "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة" مستوحى من قصة حقيقية لفتاة يمنبة تم تزويجها وهي في سن العاشرة من رجل يكبرها بعشرين عاما فتتعرض للقيام بالأعمال الشاقة في منزل عائلة زوجها ثم تهرب لتطلب الطلاق وتتحول إلى أيقونة وقصتها إلى فيلم سينمائي. الجريمة التي تم إرتكابها بحق الطفلة نجوم وبإسم الدين والأحاديث التي وردت في كتاب أحاديث البخاري وغيره من كتب الأحاديث يتم إرتكاب مئات غيرها في جميع البلدان العربية بلا إستثناء حيث تتعرض الطفولة للإنتهاك ولا يستطيع الضحايا الهرب إلى أي مكان ولا يوجد قاضي ينصفهم حيث تحدث تلك الجرائم على مرأى ومسمع رجال الدين الذين يرضون بالظلم.
كبداية يجب التوضيح أنه لا توجد مخطوطة أصلية واحدة لصحيح البخاري ومسلم بخط يد العالمين الجليلين وكل ماهنالك نسخ يرجع أقدمها إلى مايزيد عن 150 سنة بعد وفاة الإمام البخاري و107 سنين تقريبا بعد وفاة الإمام مسلم. التركيز في الغالب على صحيح البخاري فهو الكتاب الأكثر تعرضا للنقد فقد تم إرتكاب الفظائع تحت راية الأحاديث المذكورة فيه. حتى أن إطلاق تسمية "صحيح البخاري" أو كتب الصحاح بشكل عام على كتب الأحاديث الستة يعد تجاوزا والأصح إطلاق تسمية كتب "أحاديث" وليس كتب "صحاح" لأن التسمية الثانية توحي بأن الكلام الذي تحتويه تلك الكتب هو صحيح من الدفة للدفة بينما جمعها وكتابتها ليس إلا نتاج مجهود بشري. كما ان هناك من يرى أنه قد دخل في السنة النبوية وتفسيرات القرأن الكريم المختلفة الكثير من الروايات اليهودية(اليهوديات) والتي تحولت مع مرور الوقت إلى أمور مسلَّم بصحتها.
السمة الغالبة في العالم العربي والإسلامي هي تقديس رجال الدين حيث تحيط بهم هالة من عبادة الشخصية تحولهم إلى مايشبه الألهة في الأساطير الإغريقية القديمة. ولعل أوضح مثال على ذالك هو إقتتال أتباع المذاهب الأربعة بين بعضهم البعض بسبب التعصب الأعمى وهو مالم يكن يخطر ببال المجتهدين الإمام أبو حنيفة, الإمام مالك إبن أنس, محمد الشافعي والإمام أحمد إبن حنبل الذين لم يعتبروا أنفسهم أكثر من مجتهدين وليس مؤسسين لأحزاب فقهية. كما أن هناك مثال أخر هو إبن تيمية الذي يطلق عليه لقب شيخ الإسلام حيث رغم أنه أثير حوله جدل كبير في أيامه بخصوص فتاويه وأرائه الفقهية وصلت لإتهامه بالتجسيم إلا أنه يكاد يكون لوحده مذهبا أخر بينما يتم تهميش المذهب الجعفري الذي ينسب للإمام جعفر الصادق والذي تتلمذ على يديه أشخاص مثل أبو حنيفة ومالك إبن أنس لأن ذالك التهميش يخدم أهدافا سياسية. المضحك المبكي أنه في كتيب "أداب المشي إلى الصلاة" يذكر إسم مؤلفه محمد إبن عبد الوهاب مقرونا بلقب (شيخ الإسلام وعلم الأعلام). والسؤال هو عن الهوية الحقيقية ومن يستحق لقب شيخ الإسلام؟ هل هو إبن تيمية أم محمد إبن عبد الوهاب؟
هناك الكثير مما أثير حول الأحاديث الواردة في كتاب البخاري من إعتراضات خصوصا في سند ومتن الأحاديث وتضعيف بعضها وتصحيح أخر من قبل بعض رجال الحديث والأخطر هو مايزعمه البعض من تناقض بعضها مع القرأن الكريم. كل ذالك لا يعنيني فأنا لست من الباحثين الإسلاميين ولست من علماء الحديث بل مايعنيني هو الناحية التاريخية والنقد التاريخي وليس الناحية الفقهية. إطلاق إسم صحيح البخاري على مؤلف البخاري المعني بجمع أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام هو جريمة تاريخية وتناقض تاريخي برأي الشخصي لأنه يستوجب بكل ماتحمله الكلمة من معنى أن يكون مافيه صحيحا من الدفة للدفة حيث يبدو أن هناك الكثيرين ممن لديهم إعتراضات بخصوص صحة تلك المقولة.
المسألة التي تستوجب تلك المقدمة هو أحد أشهر الأحاديث الواردة في كتاب أحاديث البخاري والمتعلقة بزواج الرسول عليه الصلاة والسلام من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والتي تحت راية ذالك الحديث يتم تبرير إغتصاب القاصرات تحت مسمى عقد نكاح. بل وقام أحد رجال الدين ممن ينتمون إلى مايعرف بالحركة السلفية في الإسكندرية ياسر برهامي بنفي تحديد سن البلوغ كشرط لإتمام عقد النكاح والدخول على الزوجة.
فإذا كانت حجة الزاعمين بصحة الحديث هي إختلاف ظروف الطقس والمناخ في السابق عما هي في عصرنا الحالي بما يؤدي في ذالك الزمن إلى البلوغ المبكر للفتاة فكيف لايقبلون التغيير بسن الزواج في عصرنا الحالي وذالك بسبب تغير نفس الظروف بما يؤدي إلى تغير سن البلوغ؟ وإذا كانت حجتهم هي الإقتداء برسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام فلماذ يكون ذالك الإقتداء في الزواج من الصغيرات أو الأطفال حصريا؟ وليس من نساء كبيرات في السن توفي عائلهم بغرض الأطفال أو إعالة المرأة التي بقيت بدون معيل. وإذا كانت ذريعتهم أن تطيق الفتاة(جسديا)  فلماذا لا يتراجعون عن أرائهم بسبب عشرات بل مئات حالات الوفاة إما في ليلة الزفاف أو أثناء الولادة بسبب صغر السن؟ وهل يقبل رجال الدين ممن يفتون بصحة زواج الفتاة في سن التاسعة ولعل بعضهم تزوج من فتيات بذالك العمر, أن يقوموا بتزويج بناتهم في ذالك السن؟
إن زواج القاصرات ليس المسألة الوحيدة الجدلية والتي تثار حولها الإشكاليات بسبب كتب الأحاديث التي يزعم أنها صحيحة بل هناك أيضا مسألة ختان البنات الذي يزعم أنه يحصن الفتاة من الوقوع في المعاصي وكأن عفة الفتاة أصبحت مرتبطة بالختان حيث يتمسك البعض بدفاعهم عن تلك العادة على الرغم من عدد الضحايا الكبير وعلى الرغم من أنه حتى النساء الذين يشفين من العملية إلا أنها تتسبب بجراح نفسية تبقى ترافقهن طيلة العمر.
من الناحية التاريخية البحتة لا يمكن القبول بصحة جميع ماورد في كتاب أحاديث البخاري لأن ذالك يلزم القبول بالمزاعم المتعلقة بصحة الكتاب المقدس وأنه لم يتعرض للتحريف بدليل مايذكره المسيحيون المحافظون أن مخطوطات البحر الميت والتي تحتوي أسفار العهد القديم على وجه الخصوص لا تختلف عن النصوص التي تحتويها الطبعات الحالية للكتاب المقدس الذي بين أيدينا. كما أن الفترة الزمنية بين تاريخ وفاة البخاري أو مسلم أو أي من واضعي كتب الصحاح وتاريخ أو نسخة متوفرة من الكتاب تنطبق عليها معايير مماثلة من ناحية مرورها بإختبارات المصداقية التاريخية لما يتعرض له الكتاب المقدس(العهد القديم + الإنجيل) للمسيحيين من قبل منتقديه خصوصا فقدان المخطوطات الأصلية والإختلافات الجوهرية المزعومة بين المخطوطات المتوفرة حاليا.
هناك نفوس مريضة في زماننا الحالي أو الماضي سوف تقوم بمحاولة تحريف ليس فقط القرأن الكريم وكتب الأحاديث بل أي كتاب بما يخدم أهدافهم السياسية وحتى الدينية. تخيلوا أنه حتى كتاب إظهار الحق للمؤلف رحمة الله الهندي رحمه الله تعرض للتحريف بالحذف أو الإضافة من نسخته الأصلية حيث يمكن المقارنة لوجود نسخة أصلية من الكتاب بخط يد المؤلف وهو ما لا يمكن في كتب الصحاح لفقدان النسخ الأصلية.
والسؤال هو إذا كان هناك من لا تمنعهم وقاحتهم من محاولة تحريف القرأن الكريم حيث عثر على تسخ محرفة في عدد من الدول العربية, فما الذي سوف يمنع من تحريف البخاري ومسلم وكتب الصحاح الأخرى؟ بل ويقال أن مشروع القرأن المحرف والذي يسمى قرأن الفرقان الحق يقف ورائه الفيلسوف الصهيوني برنارد هنري ليفي ودور نشر أمريكية.
وفي ختام الموضوع هناك أمر إرتأيت أنه لا بد من المرور به ولأهميته البالغة حيث أن دعاة الحضارة الغربية والمؤرخين ممن ينتقدون المسلمين بسبب تلك النقطة "زواج القاصرات" هم لديهم مثلها وأكثر. ففي الأدبيات المسيحية كان الفارق بين مريم أم المسيح ويوسف النجار أكثر من خمسين سنة على أقل تقدير كما أن هناك ولايات أمريكية كفيرجينيا تجيز تزويج الفتيات القاصرات في سن 12-13 عاما بشرط موافقة والديها أو في حالة الحمل. أما السبب الرئيسي الذي لفت الأنظار لمثل تلك الحالات هو أن رجلا في ولاية فيرجينا أغوى فتاة قاصر في الثانوية وعندما إنكشف أمره وحتى لا يتعرض للمحاسبة فقد قام بالزواج من الفتاة بموافقة والديها بعد أن أغراهما بالمال بل وتبين أن تلك ليست أول مرة فقد إنتهى زواج سابق له تم بطريقة مماثلة بالطلاق.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment