الماكنا كارتا كانت عبارة عن وثيقة بين الملك جون ونبلاء إنجلترا لها علاقة بإمتيازاتهم وإقطاعياتهم ولم يكن لها علاقة بحقوق الإنسان لعموم الشعب الإنجليزي. لم أطلع على الوثيقة شخصيا ولست أظن أن مؤلف كتاب الملك الإنجليزي المسلم شاكر بين شيهون قد إطلع عليها أو قرأ الوثيقة بلغتها ونسختها الأصلية. لا تستغربوا ذالك فكتاب داروين أصل الأنواع حكم عليه علماء المسلمين بالهرطقة والترويج للإلحاد حتى بدون أن يقرئوا مقدمته. ولكن المعلومات التي تجمعت لدي تميل في ذالك الإتجاه, أي أنها وثيقة بين الملك والنبلاء وليس بين الملك والشعب الإنجليزي فقد كان النبلاء على قدم المساواة في المحافظة على إمتيازاتهم وقمع أي تمرد في مناطقهم ضد سيطرتهم المطلقة. من يظن ان نبلاء إنجلترا قاموا بالثورة على الملك الإنجليزي جون من أجل الشعب فهو مخطئ. هم فقط ثاروا عليه لأنه فرض عليهم ضرائب جديدة لتمويل حروبه ضد فرنسا. يعتمد المؤيدون لرأي أن الملك جون إعتنق الدين الإسلامي وأنه قام بتوقيع تلك الوثيقة من أجل حقوق الشعب الإنجليزي على إكتشاف قطعتين نقديتين في إنجلترا تعودان لزمن حكم الملك جون عليها نقش التوحيد الإسلامي وأية قرأنية والملك أوفا ركس. إن الإستعانة بمجرد قطعتين ذهبيتين تم إكتشافها دليل لايتمتع بمصداقية وإلا لتم إكتشاف عشرات بل مئات القطع النقدية المماثلة فليس معقولا أنه في طول إنجلترا وعرضها لم يجدوا إلى الأن غير تلك القطعتين وذالك السبب الاول الذي يدفعني للشك حول مصداقية القصة. السبب الثاني هو أن مجموعة مصادر تاريخية ذكرت مراسلات بين الملك جون وملك الموحدين محمد الناصر الذي هزم في معركة العقاب الشهيرة وأنه طلب منه إرسال دعاة مسلمين إلى إنجلترا لتتحول إلى الإسلام وان الملك جون نفسه قد أسلم. المشكلة التي يواجهها من يتبنى وجهة النظر تلك هو عدم وجود وثائق تاريخية قاطعة أو حتى تقاليد شفوية بخصوص تلك المراسلات أو إسلام الملك الإنجليزي.
أما بالنسبة لموضوع السلطان عبد الحميد ورفضه التخلي عن فلسطين فتلك مسألة قد إهترئت من كثر ماقيل فيها وخصوصا الرسالة المتعلقة بذالك والتي كتبها السلطان عبد الحميد إلى الشيخ الشاذلي محمود أبي الشامات. فإذا كان السلطان عبد الحميد قد رفض التنازل عن فلسطين بوصفها سفكت من أجلها دماء أجداده العثمانيين الذين دافعوا عنها فما هي أسباب قبوله التنازل عن جزء من أراضي العراق لصالح إمتياز خط سكة حديد برلين-بغداد بل ومنحهم إمتيازات تفضيلية لم يقبل بمنج بعض منها للحكومة البريطانية؟ ألم تسفك دماء الجنود العثمانيين على أرض العراق؟
إذا من الواضح أنه الموضوع ليس له علاقة إلا بمصالح بني عثمان فالتنازل عن فلسطين كان سوف يضر بمكانة العثمانيين امام الشعوب الإسلامية ويفقدهم جزأً لايستهان به من صورتهم كحماة للمقدسات الإسلامية التي يقع ثالثهما من ناحية الأهمية في مدينة القدس.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment